ترعة السيسي أم حائط ترامب.. أيهما أكثر عبثًا؟

وصف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، السفيه السيسي بأنه “قاتلٌ لعينٌ”، حسبما ورد في كتاب “الخوف” للصحفي الأمريكي بوب وودورد، الذي صدر وذاع صيته قبل أقل من عام، إلا أنه وإحقاقًا للحق قد سبق هذا الوصف أن قال ترامب في أكثر من مناسبة إن بينه وبين السفيه السيسي “كيمياء مشتركة”، فهل ظهرت تلك الكيمياء في قرار الإغلاق الحكومي الذي اتخذه ترامب؟.
وأعلن ترامب، أمس الجمعة، عن التوصل إلى اتفاق بشأن تشريع لإعادة عمل الحكومة الأمريكية حتى 15 فبراير، وقال ترامب في البيت الأبيض: “أنا فخور للغاية بأن أعلن اليوم أننا توصلنا إلى اتفاق لإنهاء إغلاق الحكومة الاتحادية وإعادة عملها”، وبعد 22 يومًا وصلت الولايات المتحدة إلى أطول إغلاق للحكومة في تاريخها، بعدما قرر ترامب إغلاقا جزئيا للحكومة بنسبة 25% حتى يقبل الكونغرس، ذو الأغلبية الديمقراطية، تخصيص أكثر من خمسة مليارات دولار من الميزانيّة لبناء جدار على حدود المكسيك.
متخلفون!
ويمس الغلق تسعة قطاعات من الحكومة، أي نحو 800 ألف موظف فيدرالي، لكنّ القرار لم يستشعره كل هذا العدد بعد، فبعض هذه القطاعات أقرت لها ميزانيّة سابقًا حتى أوائل فبراير القادم، يقول الناشط أيوب محمود: “إنت متخيل يا مان إن ترامب قفل الحكومة بتاعة أمريكا بجلالة قدرها علشان الكونجرس مش راضي يديله 5 مليارات دولار يبني بيهم جدار بينهم وبين المكسيك.. بلد غريبة يا أخي دا إحنا السيسي رمى في ترعة السويس 64 مليارا من دون حتى دراسة جدوى”.

وأعلنت قبيلة “توهونو أودهام” من السكان الأمريكيين الأصليين، أنها ترفض مرور حائط ترامب مع المكسيك على أرضها المحمية، ما يشكل فجوة فيه بطول ٧٥ ميلا، وتحكي السيدة “كيمبرلي نول”، وهى أم لطفلين وزوجها الجندي في خفر السواحل، أنهما اتصلا بالبنك الذي اشتريا من خلاله بيتا لطلب مهلة حتى ينتهي غلق الحكومة، فجاء الرفض مع التهديد بالغرامة؛ مما دفعهما لفضح تصرف البنك على مواقع التواصل، واكتشفا أن مئات آلاف العاملين في الحكومة الفيدرالية يعانون أيضا.
يقول الناشط مجدي أبو السعود: “ترامب يريد بناء الجدار على الحدود مع المكسيك لمجده الشخصي، وليقال عنه إنه حائط ترامب”، ويقول الناشط ميسرة حبيب: “ترامب لا يقل تخلفًا عن السيسي، وهما متفقان على تحطيم بلادهما.. ترامب أغلق الحكومة وكثيرا من القطاعات الحكومية، وعطل مصالح كثير من الطبقة المتوسطة عقابًا على عدم موافقة الديموقراطيين على دعم بناء حائط على حدود المكسيك ليمنع التهريب”.
وطالبت إحدى السيدات بجمع التبرعات للمتضررين، كما اشتكت أخرى من أن مناقشتها لرسالة الدكتوراه ستتأخر لأن اثنين من المناقشين موظفان بالحكومة الفيدراليّة، لكن أصعب المواقف تعود لمن سيطردون من بيوتهم لعدم دفع الإيجار، أو من سيحرمون من قسائم شراء الطعام التي تصرفها الحكومة لمحدودي الدخل.
ويعيش 78% من موظفي الحكومة على الراتب، والقبض في الولايات المتحدة يتم في أغلب أماكن العمل كل أسبوعين، وكثير من الفواتير يحل موعدها مع بداية الشهر، والبعض الآخر يعطي مهلة لمنتصفه، فتفويت أيّ دفعة قد تكون له عواقب وخيمة، كأن يطرد الساكن من بيته أو يدفع غرامات التأخر عن دفع فواتير المياه والكهرباء.

فناكيش في الهواء!
وهناك حوالي ٦٠٠ شركة مهتمة بإعطاء عروض لبناء حائط ترامب مع المكسيك، وطرح تصور له، والمفارقة أن ١٠٪ منها مملوكة لمكسيكيين، وتتشابه بعض أفعال ترامب مع السفيه السيسي، الذي أثار الجدل باعترافه بتجاهل دراسات الجدوى للمشروعات التي تمت في عهده، وبأنه لو كانت هذه الدراسات عاملا حاسما ما تم إنجاز نحو ثلاثة أرباع هذه المشروعات، وقال: “وفق تقديري في مصر لو مشيت بدراسات الجدوى وجعلتها العامل الحاسم في حل المسائل كنا هنحقق 20-25% فقط مما حققناه”.
ومنذ استيلائه على الحكم عام 2014، والسفيه السيسي يعلن بين الحين والآخر عن فناكيش كبرى، يرى خبراء مختصون أنها غير ذات جدوى، وكان أبرزها حفر تفريعة جديدة لقناة السويس، وهو ما حذر منه الخبراء في ظل تراجع حركة التجارة العالمية، وعدم الحاجة لها، وهو ما تبين لاحقا حيث تكلفت المليارات دون أن تقدم أي فائدة.
بينما اعترف محافظ البنك المركزي السابق بالآثار السلبية لمشروع التفريعة، ومنها استنزاف الاحتياطي النقدي من العملات الأجنبية، كما أعلن السفيه السيسي عن مشروع زراعة 1.5 مليون فدان، رغم تحذيرات خبراء الزراعة والمياه من عدم توفر المياه اللازمة للزراعة، خاصة مع معاناة مصر من الفقر المائي، فضلا عن الأخطار المستقبلية لسد النهضة الإثيوبي الذي يهدد حصة مصر من مياه النيل، وهو ما شدد عليه مرارا وزير الري والموارد المائية الأسبق نصر الدين علام.
وفي مارس 2015، وقع السفيه السيسي على اتفاقية سد النهضة مع إثيوبيا والسودان، وهو ما أتاح لأديس أبابا طلب قروض من البنوك الدولية لاستكمال أعمال بناء السد، وهي القروض التي كانت متوقفة على إعطاء مصر الشرعية القانونية لأعمال بناء السد، فأيهما أكثر تأثرًا بكيمياء الآخر ترامب أم السيسي؟.



x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...