هذا ما فعله الانقلاب فى مصر لمنع تكرار مسرحية التنحى

إلى اليوم يتداول النشطاء تغريدات علاء مبارك في الذكرى الثامنة لتنحي والده، والتي اقتصرت على فيديو يوضح نفاق إعلاميي مبارك وكل زمان من عينة عمرو أديب، غير أن علاء لم يترك عزاء شقيق مصطفى بكري، رغم أن كلا من أديب وبكري أشقاء في فن التعريض.

ففشل الإدارة العسكرية الحالية بقيادة السيسي، أعاد الثقة إلى أسرة المخلوع وعصابته ومجموعة “إحنا آسفين يا ريس”، ويرددون “ولا يوم من أيامك يا أبو علاء.. كنت حرامي بريمو إيديك تتلف في حرير”، غير عابئين بما اقترفه نظام مبارك من جرائم، وهم أول من يعلمون.

وفي مثال بسيط سلّمت لجنة الحريات بالنقابة العامة للمحامين، ظهر 10 مارس 2011، مكتب النائب العام ما يقرب من 50 صندوقًا من مستندات ووثائق أمن الدولة، حوت ما يقرب من 83 ألف مستند، تفضح جرائم جهاز أمن الدولة وفروعه المختلفة.

غير أن المظاهرات الفئوية التي باتت عنوانًا في فترة الرئيس محمد مرسي، كانت أشبه بالمظاهرات الفئوية عقب تنحي المخلوع مبارك، والتي كانت تستهدف تعطيل الحياة، وبعضها كان جزءا من حالة الانفلات المخطط لها سلفًا.

“آسفين يا مخابرات”

ومع تمكن الانقلاب العسكري، يكتشف المصريون أن أعضاء حركة “آسفين يا ريس” بقيادة عمرو مصطفى والمذيعة مروة حجازي، يظهرون في شكل متكرر مع العقيد أحمد علي المتحدث العسكري، ومحمود بدر عضو حركة تمرد.

وبعد الانقلاب أيضا اتضحت الصورة لدى الكثير، من أن الطرف الثالث هو الجيش الذي نجح فى تجييش كل ما استطاع من القوى المتناحرة فى خندق الانقلاب، فكانت “٦ أبريل” إلى جوار “آسفين يا ريس”، و”الوفد” و”الناصريين”، و”السلفيين” و”الصوفيين”.

في كتاب “ثورة الدمى” يرى كاتبه الواقع مكتوبًا بشكل جيد ومضحك، خاصة بعد أشهر من تنحي مبارك، مستخدمًا القياسات لشرح بعض الأشياء الثقافية والدينية.

وتوظف الشئون المعنوية ظهور مثل هذه الشخصيات كعرائس (دمى) في مسرح الأحداث، تماما كما فعلت مع شخص تدعي أنه “الناشط كريم حسين”، أدمن صفحة “آسفين يا ريس” الداعمة للمخلوع حسني مبارك، يهاجم قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي بضراوة، وهو سمت غير معهود في مثل هذه الوسائل، تعليقا على تجريد مبارك من الأوسمة والنياشين التي حصل عليها جراء الحكم البات من محكمة النقض، التي أثبت أن مبارك “حرامي”، قائلا “دي آخرتها يا سيسي بعد كل اللي عملوا مبارك”.

وفي سياق تعليقه في اتصال هاتفي مع الإعلامي سيد علي ببرنامج “حضرة المواطن” عبر فضائية “العاصمة”، على إقامة المحامي سمير صبري دعوى قضائية لسحب النياشين والأوسمة التى بحوزة مبارك، قال أدمن آسفين يا ريس: “هل يضر السماء نباح الكلاب؟.

ظهور ملحوظ

يقول الصحفي عمرو القزاز- في تغريدة على تويتر: إن “مبارك تولى البلاد فخلّف فسادًا ورشاوى واستبدادًا وتعليمًا مهترئًا وذلًا وبلطجة وكرامة مهدرة، فحكم عليه القاضي ٣٠ عاما ثم البراءة”، معلقا أنه “قضى بعض الوقت في المستشفى”!.

الغريب أن هؤلاء المتهمين بسرقة البلد وقتل أبنائه والتآمر ضده، يجدون من يدافع عنهم باعتبار أنهم “مواطنون” و”مصريون” طالما لا يوجد عليهم أي موانع قانونية أو أحكام قضائية!.

وكثيرا ما انفردت صفحة “أنا آسف يا ريس” على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك ” بنشر صور وفيديوهات وتسجيلات صوتية لمبارك وهو في مستشفى المعادي، وبعد براءته، وكذلك صور أبنائه وهم في مساجد القاهرة القديمة.. الحسين ومسجد السيدة زينب.

وذكرت التقارير أن سوزان ثابت بدت شاحبة الوجه، وجلست في الصف السابع بمقاعد القاعة الكبرى، غير أن أمن الأوبرا منع المصورين من التقاط أي صور لها ولابنها، بحسب اليوم السابع، وهو ما يعني أن تحركاتهم مرصودة قبل أن يتم تصويرهم أو نشر أي معلومات عنهم.

أبناء مبارك يريدون توصيل رسالة برغبته في الظهور، بعدما أبدى حرصا على التقاط عدة صور مع طنطاوي ونظيف وآخرين، والدفاع عن مواقف شيخ الأزهر عضو لجنة السياسات السابق.

خلط الأوراق

ويتعمد البعض أن يخلط بين أخطاء الثوار وجرائم الانقلاب التي جعلت البعض يمجد المخلوع وعياله، ويهتمون بصورهم عبر “آسفين يا ريس”، يراهم الصحفي عبد العزيز مجاهد شركاء الانقلاب “الذين غرهم خلط الأوراق.. فجمعوا أخطاء الثوار على جرائم الانقلاب”، هدفهم بحسب مجاهد “ليقولوا لنا كلنا أخطأنا.. لا فرق بين أيدينا التي كانت تشد على يد القاتل وقت الجريمة وأيديكم التي صافحته مع ملايين الأكف بعد تنحي المخلوع!”.

واعتبر عبد العزيز أن الثورة الحقيقية في الميدان تدافع عن ثمرات الثورة، لا تكتفي بـ18 يومًا في التحرير، بل تكمل اليوم التاسع عشر في الثامن من يوليو أمام الحرس الجمهوري، وتوالت الأيام: المنصة، الفض، رمسيس، سيدي جابر، 6 أكتوبر، يناير.. والقوس لا يزال مفتوحا.

الأحق بالاعتذار

وفي 17 سبتمبر 2017، قدّم حازم عبد العظيم، القيادي السابق بحملة قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي للاستيلاء على السلطة، اعتذارا للرئيس محمد مرسي، عن الاتهامات المفبركة التي تم توجيهها له خلال السنوات الماضية، والتي أثبتت الأيام كذبها وزيفها.

وكتب عبد العظيم- عبر حسابه على موقع تويتر- “إحنا آسفين يا مرسي: اتهمناك بالتخابر والخيانة وبيع سيناء، وطلع كله كفتة واشتغالات وركبونا المرجيحة، رغم اختلافنا الجذري معكم سياسيا وسيظل”.

ويتداول نشطاء تفسيرا من كتب السلف لما نحن فيه من خلط عن معرفة العدو من الصديق، فيقول ابن مفلح الحنبلي في كتاب الآداب الشرعية عن الأسباب: “من عجيب ما رأيت ونقدت من أحوال النَّاس: كثرة ما ناحوا على خراب الدِّيار، والتَّحسُّر على قلة الأرزاق، وذمِّ الزَّمان وأهله، وذِكرِ نكد العيش فيه، والحديث عن غلاء اﻷسعار، وهم قد رأوا من انهدام الإسلام والبعد عن المساجد وموت السُّنن، وتفشي البدع، وارتكاب المعاصي، والمجاهرة بها، فلا أجد منهم من ناح على دينه، ولا بكى على تقصيره، ولا أسى على فائت دهره، وما أرى لذلك سببًا إلاَّ قلَّة مبالاتهم بدين اﻹسلام، وعِظمِ الدُّنيا في عيونِهم”.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...