“الوثائق الخاصة”.. كتاب جديد يكشف ديكتاتورية العسكر من عهد عبد الناصر

نشر المؤرخ والناقد السينمائي أشرف غريب، أسرار اضطهاد نظام جمال عبد الناصر للفنان محمد فوزي، أحد أساطير الفن الغنائي والسينمائي في مصر، والذي كان مثالًا لديكتاتورية العسكر، حيث كشف “غريب” في كتابه الجديد “محمد فوزي.. الوثائق الخاصة”، أنه رغم أن فوزي لم يكن حتى من هواة الكلام في السياسة، فإنها أحرقته، ولم يدرك ذلك إلا متأخرًا.
ويشرح الكتاب، الصادر بمناسبة مرور مائة عام على ميلاد فوزي، بالوثائق الاضطهاد المدمر الذي تعرض له الفنان، الذي اشتهر بخفة الدم والظل، سواء في التمثيل أو الغناء، حيث إن رجال نظام عبد الناصر انتقموا من فوزي، لا لشيء سوى لصداقته مع اللواء محمد نجيب، الذي اعتبره أنصار ناصر في مجلس قيادة ثورة 23 يوليو  عام 1952 في مصر خصمًا ينازع ناصر الحكم والزعامة.
حياة ديمقراطية
ولفت الكتاب إلى أن نجيب كان من أنصار تحقيق هدف الثورة في إقامة حياة ديمقراطية سليمة، فسعى لعودة الأحزاب ورجوع الجيش إلى ثكناته بعد أن غيّر النظام، مشيرا إلى تمتع نجيب بشعبية كبيرة في الجيش وبين المصريين، غير أن ناصر ورجاله كان لهم رأي مختلف، وتخلصوا في نوفمبر عام 1954 من نجيب، الذي وُضع قيد الإقامة الجبرية لا يمارس السياسة لمدة 30 عاما، ولم يعد يذكر اسمه كأول رئيس لمصر في كتب التاريخ والتعليم.
كما كشف الكتاب، الصادر عن “دار بتانة” الثقافية، عن أن علاقة فوزي مع نجيب كانت سبب المشكلة بين فوزي ونظام عبد الناصر، حيث إنه لم يكن يدرك المشهد أو ربما لم يكن يعبأ، وظل على تأييده للواء نجيب، كما نشأت علاقة متينة بينهما؛ بسبب اقتناع فوزي بالعهد الجديد ورموزه، والالتحام بالمشاريع الوطنية الأولى التي نادى بها ودعمها نجيب.
مصادرة الأموال
ويكشف الكتاب، لأول مرة، عن وثيقة تؤكد أنه بفضل العلاقات السياسية سعى الفنان محمد عبد الوهاب لدى الملك عبد العزيز آل سعود كي يتدخل لدى قيادة الثورة عام 1953، لتغض الطرف عن ثروته وثروة أم كلثوم، أي يستثنيهما من قرارات مصادرة الأموال والممتلكات.
وأشار إلى أنه في عام 1961 مارس نظام عبد الناصر تضييقًا واضحًا على فوزي، وأحد أهم مظاهر هذا التضييق هو فرض الحراسة على موزع أفلامه الوحيد في الداخل، وهو شركة منتخبات بهنا فيلم- بهنا إخوان- بمقريها في القاهرة والإسكندرية”.
ويقول الكتاب، إن العسكر استولوا أيضا على شركة “مصر فون” لصاحبها محمد فوزي، دون شركة “صوت الفن” لصاحبيها عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ، لتبقى صوت الفن وحدها تقريبا بلا منافس في سوق الإنتاج الغنائي، بعد أن أجبر المشاغب الأول محمد فوزي على الانسحاب من الساحة، وُتركت الساحة مفتوحة أمام أبواق نظام عبد الناصر فقط.



x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...