كيف يعيش المصريون تحت سلطة تحتقر الإسلام دين الأغلبية؟

منذ أيام ألقت سلطات الانقلاب القبض على أربعة شبان كانوا قد ظهروا في فيديو يعيدون ترتيل الترانيم والصلوات المسيحية، وكان مقطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي مدته 46 ثانية، يحمل عنوان “4 طلاب في الأزهر يسخرون من الأقباط”، ظهر فيه أربعة شباب، ما أدى إلى مطالبة البعض، ومن بينهم عضو برلمان الدم محمد أبو حامد، بإلقاء القبض عليهم.

وقالت وزارة الداخلية في حكومة الانقلاب، إن “المتهمين اعترفوا بأن الغرض من الفيديو الذي صوروه في نهاية يناير الماضي، هو المزاح دون قصدهم الإساءة للديانة المسيحية، وعقب استشعار أحدهم بتصاعد الموقف قام بإزالته”، وأضاف البيان أنهم “أذاعوا فيديو آخر مصورًا لهم أبدوا خلاله اعتذارهم عما بدر منهم”.

وأفاد البيان بأن أحد الشباب الذين ظهروا في الفيديو طالبٌ بجامعة الأزهر، التي اتخذت قرارًا بتحويله لمجلس تأديب لاتخاذ اللازم حيال تصرفه، بحسب وزارة الداخلية فى حكومة الانقلاب، وكشف أصدقاء هذا الطالب أثناء التحقيقات عن أنه صاحب الفكرة، وأنه استلهمها من خلال مطالعته صفحة إلكترونية بعنوان (primo) بفيسبوك، تبث منشورات وتعليقات ساخرة بالمجالات السياسية والاقتصادية والدينية.

تم تهريبهم

كانت محكمة مصرية قد قضت بحبس ثلاثة طلاب أقباط لمدة خمس سنوات، وإيداع طالب رابع دون 18 عامًا إحدى دور الرعاية الاجتماعية، بعد إدانتهم بتهمة ازدراء الدين الإسلامي من خلال نشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي.

وطالب رجل الأعمال نجيب ساويرس، بمعاقبتهم مثلما حدث مع مراهقين أقباط صدر قرار بحبسهم في 26 فبراير 2016، بسجن ثلاثة منهم خمس سنوات، وإيداع رابع “15 عاما” الأحداث، بتهمة ازدراء الدين الإسلامي بعد تصويرهم فيديو مدته 33 ثانية، ظهروا فيه وهم يمزحون ويقلدون أداء المسلمين للصلاة بطريقة خاطئة.

وتلكأت سلطات الانقلاب عمدا، ولم يتم القبض على الأطفال الأقباط الأربعة، ومنحت المراهقين الأربعة فرصة للهرب إلى تركيا ثم إلى سويسرا لطلب اللجوء.

تقول الناشطة ميريهان محمود: “طلاب أزهر نشروا فيديو سخروا فيه من صلاة المسيحيين اتهموا بالازدراء.. الغريب رد فعل “أبو حامد” حيث طالب بتطبيق القانون عليهم، مع أنه قبل ذلك برر فيديو طلاب المنيا المسيحيين اللي سخروا فيه من صلاة المسلمين وطالب بحذف تهمة الازدراء من القانون! ازدواجية مقرفة.. نعم لازدراء الإسلام لا لازدراء المسيحية!”.

فيما تقول الناشطة نهال صبري: “فاطمة ناعوت كتبت مقالا عن الموضوع ده بتقول فيه أطفال مسيحيين لا يدرون من أمرهم شيئا، والمسلمين يا ريت يربوا عيالهم شوية، وفى النص تلميع للمسيحيين ومواقفهم المتسامحة الكبيرة، وتلقيح كلام على المسلمين الأغبياء صغار العقل، فعلا والله قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر”.

الجنرال المرتد

في وقت سابق، أثارت دعوة السفيه السيسي لثورة تجديد دينية للتخلص من أفكار ونصوص من القرآن والسنة النبوية، تم تقديسها على مدى قرون وباتت مصدر قلق للعالم كله، على حد قوله، إلى حالة من الغضب والسخط بين المصريين الذين يدين 90% منهم بالإسلام.

وقال السفيه السيسي، في كلمة له: إنه “ليس معقولا أن يكون الفكر الذي نقدسه على مئات السنين يدفع الأمة بكاملها للقلق والخطر والقتل والتدمير في الدنيا كلها”، وتابع السفيه قائلا: “إنه لا يمكن أن يَقتل 1.6 مليار مسلم الدنيا كلَّها التي يعيش فيها سبعة مليارات حتى يتمكنوا هم من العيش”.

وعلى الفور، استنكرت جبهة “علماء ضد الانقلاب” تصريحات السفيه السيسي عن الإسلام، وطالبته بمراجعة عقيدته وبيان ملته بصراحة للناس، وقالت الهيئة إن تصريحات السفيه اعتبرت المسلمين مصدر الشرور والقلاقل في العالم، كما طالبت علماء الأزهر ببيان موقفهم منها.

خطاب السفيه السيسي جاء صادما لمشاعر المسلمين في المشرق والمغرب، واتضحت من خلاله هويته وخلفيته. يقول أستاذ مقاصد الشريعة الإسلامية وصفي أبو زيد: “إذا كان السيسي يقصد بالنصوص القرآن والسنة ويدعو للثورة عليهما، فهو كلام لا يقوله إلا مرتد مارق من الدين”.

بيد أنه استدرك قائلا: “أما إذا كان يقصد الفكر أو التراث فلا مانع أن نراجع ما يستحق المراجعة، لأن الفكر إنتاج بشري في النهاية وهو ثمرة تفاعل العقل مع النص”، ورأى أنه من غير المقبول أن يَتهم السفيه السيسي المسلمين في أرجاء المعمورة بالإرهاب “فهذا كلام لا يقول به إلا جاهل بالمسلمين ودينهم وبتاريخهم وحضارتهم التي وسعت البشرية جميعا حين حكمت”، وخلافا لمقتضى الكلمة من أن المسلمين يرتكبون العنف ضد الآخرين، نبه أبو زيد إلى ما يتعرض له المسلمون من ذبح في العراق واليمن وسوريا وفلسطين وإفريقيا الوسطى وميانمار وغيرها.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...