إلا تنصروه فقد نصره الله

لو أن أحدنا يسير في الطريق فسبه أحد السفهاء أو شتمه لأقام الدنيا ولم يقعدها وانتقم لنفسه أشد الانتقام وهاهو حبيبنا يساء إليه على مرأى ومسمع من مليار ونصف المليار من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها فماذا فعل المسلمون نصرة لنبيهم الذي هو أحب إليهم من أنفسهم يخرج علينا بعض المارقين الذين باعوا وطنهم وهجروه فينتجون فيلما يسئ للحبيب المصطفى ويشوه صورته لدى الغرب فيصوره بصورة الدموي الذي يسفك الدماء ويعيث في الأرض فسادا ويكذب على الله في وحي السماء. يا من ملئ الحقد والجهل صدورهم وقلوبهم … يا من لا تعرفون رسول الله … أو تعرفونه وتقلبون الحقائق لهوى في نفوسكم المريضه .
 
هذا هو رسول الله يا أعداء الله
  شهد له بالصدق صناديد الكفر في مكه فكانوا يسمونه بالصادق الأمين  وشهد له كارهوه بالكرم كما روى الإمام مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه – قال : «… ولقد جاءه رجل فأعطاه غَنما بين جبَلين ، فرجع إلى قومه فقال : يا قوم أسلِمُوا ، فإن محمدا يعطي عطاءَ من لا يخشى الفقر …».    وروى الإمام مسلم في صحيحه عن سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّ صَفْوَانَ قَالَ “وَاللَّهِ لَقَدْ أَعْطَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَعْطَانِي وَإِنَّهُ لَأَبْغَضُ النَّاسِ إِلَيَّ فَمَا بَرِحَ يُعْطِينِي حَتَّى إِنَّهُ لَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ” .
  
أما عن رحمته فنالت خصومه قبل أصحابه يغزوا يوما فينصره الله ويقع في يده أسرى من عدوه ووسط فوضى الحرب تتفرق الأمهات عن أبنائهن فيسمع بكاء الأطفال فيرق له ويأمر بعدم التفرقة بينهم  كما روى الترمذي بسند حَسَنٌ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ” يَقُولُ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ وَالِدَةٍ وَوَلَدِهَا فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَحِبَّتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ   بل غمرت رحمته الطير في الجو والنمل في الجُحر يا من تتهمونه بسفك الدماء” روى أبو داوود بسند صححه الألباني  عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَانْطَلَقَ لِحَاجَتِهِ فَرَأَيْنَا حُمَرَةً مَعَهَا فَرْخَانِ فَأَخَذْنَا فَرْخَيْهَا فَجَاءَتْ الْحُمَرَةُ فَجَعَلَتْ تَفْرِشُ فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَنْ فَجَعَ هَذِهِ بِوَلَدِهَا رُدُّوا وَلَدَهَا إِلَيْهَا وَرَأَى قَرْيَةَ نَمْلٍ قَدْ حَرَّقْنَاهَا فَقَالَ مَنْ حَرَّقَ هَذِهِ قُلْنَا نَحْنُ قَالَ إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يُعَذِّبَ بِالنَّارِ إِلَّا رَبُّ النَّارِ.
 
حب رسول الله
إن حبنا لرسول الله يجب أن يفوق كل حب قال تعالي ” قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ” روى البخاري في صحيحه عَنْ أَنَسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ “لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ“.
  
وكيف لا نحبه حبا يفوق كل حب وقد كتب رسول الله ص وثيقه حبه لنا بدمه – ص – ففي الطائف أغروا به سفهائهم فرموه بالحجارة حتى أدموا قدميه . ومع بني عامر بن صعصعة: يعرض النبي عليهم الإسلام ويطلب النصرة، فيجيبونه إلى طلبه، وبينما هو معهم إذ أتاهم بيحرة بن فراس القشيري فأثناهم عن إجابتهم له، ثم أقبل على النبي فقال: قم فالحق بقومك، فوالله لولا أنك عند قومي لضربت عنقك. فقام النبي إلى ناقة فركبها، فغمزها بيحرة، فألقت النبي من على ظهرها.تخيل معي هذا المشهد رجل  قد قرب على الخمسين من عمره يسقط من ظهر الناقة ويتلوى من شدة الألم على الأرض، والارتفاع ليس بسيطًا، إنه يسقط على بطنه من ارتفاع مترين ونصف.ليس هذا فحسب بينما النبي في حجر الكعبة إذ أقبل عليه عقبة بن أبي معيط فوضع ثوبه على عنقه، فخنقه خنقًا شديدًا، يوضع سلا جزور على كتفيه وهو ساجد، وينثر سفيه على رأسه التراب، ويتفل شقيٌّ من الأشقياء في وجهه وفي أُحد يشج وجهه وتكسر رباعيته وتدخل حلقات المغفر في وجنته وتجحش قدمه وهو لا يزيد على قوله كماروى الإمام مسلم في صحيحه  عَنْ أَنَسٍ أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ يَوْمَ أُحُدٍ وَشُجَّ فِي رَأْسِهِ فَجَعَلَ يَسْلُتُ الدَّمَ عَنْهُ وَيَقُولُ كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ شَجُّوا نَبِيَّهُمْ وَكَسَرُوا رَبَاعِيَتَهُ وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ   لهذا ليس عجبا أن يبادل صحابة رسول الله الحب بحب فحينما وقع خبيب بن عدي في الأسر بعد هزيمة المشركين في بدر فأخذوه وصلبوه وجعلوا يرمونه بالسهام ويقّطعون من جسده بسيوفهم قطعة قطعه وأبو سفيان يقول له حين قدم ليقتل: أتحب أن محمدا الآن عندنا مكانك نضرب عنقه وإنك في أهلك ؟ قال: والله ما أحب أن محمدا الآن في مكانه الذى هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه وأنى آمن في أهلى.فقال: أبو سفيان: ما رأيت من الناس أحدا يحب أحدا كحب أصحاب محمد محمدا !
 
دفاعهم عن رسول الله
في صلح الحديبيه بعثت قريش إلى رسول الله- ص- عروة بن مسعود الثقفي ليفاوضه. فخرج حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس بين يديه ثم جعل يتناول لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يكلمه، والمغيرة بن شعبة واقف على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديد، قال: فجعل يقرع يده إذ يتناول لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول: اكفف يدك عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ألا تصل إليك. 
 
راية سلمها صحابة رسول الله ص مرفوعه ومشرفه في الدفاع عن رسول الله ص ثم تسلمناها نحن فماذا سنفعل في الدفاع عن رسول الله.
 
في زمن الردة والبهتان
إن ضل القلب فلا تعجب أن يسكن فيه الشيطان
أسالك بربك: هل تجرؤ أن تكسر يومًا أحد الصلبان؟!
أن تسخر يومًا من عيسى أو تلقي مريم في النيران!!
أن ترجم موسى أو عيسى أو تسجن مريم في القضبان!!
أن يسكر عيسى في البارات ويرقص موسى للغلمان
لن يشرق ضوء من قلب لا يعرف طعم الإيمان
سيجيئك صوت أبي بكر ويصيح بخالد:
قم واقطع رأس الشيطان
فمحمد باقٍ ما بقيت دنيا الرحمن
وسيعلو صوت الله..
ولو كرهوا في كل زمان.. ومكان
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
 
الحمد لله الذي رفع قدر رسوله وزكاه…الحمد لله الذي رد في كتابه على من أساء لرسوله إساءة واحدة فردها عليه عشرا ففضح أصله وأخزاه…الحمد لله الذي نصره وحده فقال إلا تنصروه فقد نصره الله.
 
إنه وإن كان قد لحقنا الضرر من سب رسول الله إلا إننا قد ساهمنا وللأسف في سب رسول الله بسلوكنا في تثبيت الصورة الذهنية السيئه التي رسمها أعداء الله للإسلام ولرسول الله إن من يذهب للغرب من المسلمين يعرض الإسلام من خلال سلوكه وهو يجري لاهثا خلف المومسات ويقع في أحضان الداعرات إننا نعرض أسوأ صورة للإسلام من خلال الطالب الفاشل في دراسته والموظف الفاسد في وظيفته والشارع الممتلئ بقمامته من خلال المسلم الذي يعرض أسوأ ما لديه في تعامله مع الناس من كبر وأكل للحقوق …من خلال المسلمة التي تظهر في ملبسها ومظهرها وكلامها وسلوكها بما لا ينطبق مع تعاليم الإسلام …من خلال اقتصادنا الهش الذي لا تجد فيه سلعة كتب عليها صنع في بلد من بلدان الإسلام في وقت لا يحترم مكان فيه للعالم إلا للأقوياء.
 
كيف ننصر رسول الله
1- أن تنبض القلوب بحب رسول الله ص
روى البخاري  في صحيحه  عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ “كَانَ يَقُومُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَى شَجَرَةٍ أَوْ نَخْلَةٍ فَقَالَتْ امْرَأَةٌ مِنْ الْأَنْصَارِ أَوْ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا نَجْعَلُ لَكَ مِنْبَرًا قَالَ إِنْ شِئْتُمْ فَجَعَلُوا لَهُ مِنْبَرًا فَلَمَّا كَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ دُفِعَ إِلَى الْمِنْبَرِ فَصَاحَتْ النَّخْلَةُ صِيَاحَ الصَّبِيِّ ثُمَّ نَزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضَمَّهُ إِلَيْهِ تَئِنُّ أَنِينَ الصَّبِيِّ الَّذِي يُسَكَّنُ قَالَ كَانَتْ تَبْكِي عَلَى مَا كَانَتْ تَسْمَعُ مِنْ الذِّكْرِ عِنْدَهَا “ 
وكان الحسن البصري إذا حدث بهذا الحديث بكى وقال هذه خشبه تحن إلى رسول الله ص فنحن أولى بذلك.
 
2- الوقفات الاحتجاجيه :-
في مشهد غاضب سلمي تنقله وسائل الإعلام ونحذر من التخريب لأن كثيرا منهم يتعاطفون معنا الآن فلا نفسد هذا التعاطف بتصرف أهوج يؤدي لنتيجة عكسيه واعلموا أن هذه الوقفات لها مردودها علي المستوى الدولي وقد قال قائلهم  يوما بعد أن رأى مسيرة احتجاج أنه لا بقاء لإسرائيل طالما ظلت الجماهير مزمجرة بهذا الشكل .
 
3- من خلال مراجعة سيرته ص والتفتيش عن سنته والاقتداء به  فنظهر سلوكه لنغير صورته التي تشوهت في الأذهان
لابد أن نعلم أن من صنع هذا الفيلم المسيء لرسول الله يعلم قطعا أن هذا الفيلم لن ينقص من قدر رسول الله ولكنه قد ينجح من خلاله في تأجيج الفتنه بين المسلمين والنصارى في مصر وهذا أمر ينبغي أن نفطن له حتي لا نقع في فتنة طائفيه تأكل الأخضر واليابس.
x

‎قد يُعجبك أيضاً

لا مَلجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلّا إِلَيهِ

خمسة توكل!قال الإمام القشيري:“لما صدَق منهم الالتجاء تداركهم بالشِّفاء، وأسقط عنهم البلاء، وكذلك الحقُّ يكوّر ...