بعد مقتل 15 مجندًا.. خفايا تكرار استهداف نقاط تمركز الجيش بسيناء

فضلاً عن فشل عملية الجيش “العملية الشاملة” التي أطلقها في 9 فبراير 2018، فإن تلك الدلالة لا تنفي وجود أسئلة غامضة في ظل “سيناء خارج التغطية” في ضوء الهجوم الأخير الذي أعلن عن نتائجه المتحدث باسم جيش الانقلاب من مقتل وإصابة 15 ضابطا وجنديا، خلال هجوم على نقطة تفتيش في شمال سيناء، وذلك رغم إطلاق العمليات العسكرية المتتالية في سيناء، والزعم مرارًا بالقضاء على “الإرهاب” هناك.

وتشهد سيناء هجمات مسلحة بين الحين والآخر تستهدف مسئولين وأمنيين ومواقع عسكرية وشرطية، تبنّى أغلبها تنظيم ولاية سيناء (بايع داعش في 2014) الذي أدرجته حكومة الانقلاب تنظيما إرهابيا.

ورغم أن السيسي يجتمع في هذه الأثناء مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية، ليناقش الهجوم بشمالي سيناء على نقطة تمركز لجيش (كمين أو نقطة تفتيش ثابتة) ليعلن من خلفه من أذرع “الخبراء الاستراتيجيين” أن “حادث سيناء جبان ويؤكد هزيمة الإرهاب”! ويعلن أنه بريء من دم سفكه أو على الأقل هو من مسئول عنه في كل الأحوال.

الأسئلة الغامضة

ويفترض المراقبون أن أفراد هذا الكمين (قوات التدخل السريع) هم الأعلى كفاءة وتدريبًا وقوه قتالية لأنهم يتبعون “القوة الغاشمة”، أو ما يسمى “جيش السيسي المصغر” الذي تشكل تسليحًا وقوة قبل عام.

ويتساءل المراقبون عمَنّ يملك المعلومات الدقيقة عن الكمين ليفعل ذلك، ومن المسئول عن كل العمليات الفاشلة لقتل جنودنا، ولماذا لا يتم محاسبة الجنرالات المسئولين عن المنطقة؟ حيث رشحت معلومات أن الكمين مؤمن بشكل كبير وبه كاميرات مراقبة وفي منطقة عمليات ويحوطه من كل الجهات كمائن أخرى على مسافة قريبة.

السؤال بشكل تفصيلي يستفسر عن الشخص الذي يملك كل المعلومات عن الكمين ونظم الحماية ويستطيع الوصول إلى قلب العريش والهجوم على أفراد من القوة الغاشمة المدربين جيدًا والذين يملكون أسلحة متطورة.

وفي ضوء أن القتلة استمروا في القتل حتى تأكدوا من موت كل من كان في الكمين ثم انسحبوا وهربوا بكل سهولة، يرى محللون أن نفس التفاصيل حدثت في حادث رفح الشهير 2012، في عهد د. مرسي، وكان السيسي وقتها رئيس المخابرات الحربية، كما تكرر هذا الحادث بنفس الكيفية أكثر من مرة علي مدار الـ7 سنوات الفائتة، ومنها حادث الكتيبة (101)، والآن أبطال الكتيبة 408 مشاة ميكانيكا قوات التدخل السريع.

دلالات الفشل

وتزايدت دلائل ومؤشرات فشل عملية الجيش التي أطلقها في 9 فبراير2018، ضد من وصفهم بالإرهابيين من بدو سيناء، وقد قام بهدم منازلهم وهجّرهم قسريًّا من بيوتهم، وقتل كثيرًا من شبابهم، واعتقل الآلاف من أبنائهم.

يبقى السؤال الاستنكاري: من يحمي الجيش؟!، لا سيما بعد تهجير سكان رفح والشيخ زويد و40% من سكان العريش وتجريف مساحات كبيرة (الزراعية منها) في سيناء، وفرض قانون طوارئ مستمر، فضلاً عن حالة طوارئ خاصة بسيناء تجدد باستمرار، وإعلان الجيش عن عملية عسكرية شاملة، ووعود بتسليم سيناء “متوضية”، ووقوف قيادات الجيوش أمام السيسي على نموذج “أنت مسئول قدامي يا أسامة” كما خاطب السيسي قائد الجيش الثالث اللواء أسامة عسكر.

وغير خاف أن تعاونا جويا واستخباراتيا من العدو الصهيوني مع الجيش في سيناء، باعتراف السيسي في مقابلته الأخيرة مع القناة الأمريكية (سي بي إس).

دهشة الغدر بالجنود

السؤال الأبرز لدى التواصل الاجتماعي والذي بات مكررا من حادث لآخر: من غدر بجنودنا؟ ومنهم هؤلاء الفتية الذين قاربوا على إنهاء فترة خدمتهم (بقي لهم 12 يوما وينهون الخدمة)، ما يعني أن خبرتهم في المكان قديمة، أما مثار الاستغراب الدائم فكان: لماذا لم ينته الإرهاب؟!

يقول أحمد عشري: “كيف قتل ١٥ جنديا وضابطا في قلب سيناء؟ ين قواتك البرية والجوية وأجهزة الرصد والتتبع؟ من الذي يقتل جنودنا ويمحو أثار جريمته وفشله؟.. هذه المجموعة تسمى كتيبة “التدخل السريع” يعني لديهم أجهزة وأسلحة على أعلى مستوى فكيف يتم تصفيتهم عن بكرة أبيهم؟ متى تعترفون بفشلكم وانشغالكم عن وظيفتكم؟”.

وتقول “حنان” المؤيدة للسيسي: “أمس تم الهجوم علي كمين جوده 3 بحي الصفا جنب مطار العريش.. كل أفراد الكمين ماتوا بالكامل تقريبا.. الجيش اعلن أنه تم إحباط هجوم إرهابي وقتل 7 إرهابيين.. ثم أعلن أنه تم قتل 15 فردًا من أفراد الكمين.. لكن الحقيقة أن القتلى قاربوا من 30 شخصًا منهم ملازم أول و14 جنديا و15 من قوات التدخل السريع…”.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...