رغم القمع الشديد.. السيسي خائف من السقوط تحت أقدام الشعب

تكشف عناوين الصحف الغربية والحملات التي تتبناها الحركات والتحالفات المحلية، عن أن عبد الفتاح السيسي خائف ومذعور من السقوط والمحاسبة ومن الانقلاب والخيانة، وأنه يستشعر الورطة مع أقل القليل من المواجهة بالأخطاء كما يظهر عليه الغرق في العرق عند الحوارات المفتوحة، حتى وإن كانت غير عميقة، ولعل حواره مع قناة (سى بى إس) الأمريكية كان واضحًا أنه أدى بشكل سيئ، فطلب عبر مقربين من فريق برنامج “60 دقيقة” عدم إذاعة الحوار، ولكن القناة رضخت ونشرت جزءا صغيرا 15 دقيقة من الـ60 دقيقة من فضائحه وعرقه.

وعادة ما تظهره استطلاعات رأي الصحف ومراكز الأبحاث الموالية (بصيرة وأخواتها) على رضا الجمهور عنه بنسبة 90%، فضلا عن حصوله على 97% من تصويت المصريين، في الوقت الذي يعسكر فيه بجنوده ويعتقل الشباب من مقاهي وسط القاهرة مع كل ذكرى ثورية، فضلا عن إبعاده أقرب من شاركه في الانقلاب بدءا من وزير داخلية المذبحة محمد إبراهيم، ووزير دفاع السيسي صدقي صبحي، وصولا إلى تحجيم الفريق أحمد شفيق، واعتقال الفريق سامي عنان، ومحاولة قتل هشام جنينة.

نائب السيسي

أخيرا كشف ياسر رزق، الصحفي المقرب من السيسي، عن سبب استحداث مادة تعيين نائب لرئيس الجمهورية، وهو الاستعداد لأي ظروف طارئة قد تضرب استقرار نظام الحكم العسكري، قائلا: “لها أهمية على صعيد الاستقرار السياسي والغرض منها تجهيز خلفاء محتملين للرئيس من مدرسة السلطة التنفيذية، مدنيين وعسكريين، في ظل حالة العجز التي تلازم الأحزاب والقوى السياسية في تجهيز شخصيات قادرة على خوض انتخابات الرئاسة”.

وانتقد الإبقاء على مادة “العدالة الانتقالية” بالدستور، قائلا: إنها “تفتح شبابيك الدستور لتقفز منها جماعة الإخوان إلى قلب الحياة السياسية”.

وشملت التعديلات الدستورية المقترحة، وفق بيان للمجلس، تمديد الرئاسة إلى 6 سنوات بدلا من 4، واستحداث غرفة ثانية للبرلمان باسم “مجلس الشيوخ”، بعد إلغاء مجلس مماثل في 2013، وتعيين نائب أو أكثر للرئيس.

وقال ياسر رزق، خلال مقال نُشر بالموقع الإلكتروني لصحيفة “أخبار اليوم”، التي يرأس مجلس إدارتها شخصيا، بشأن التعديلات الدستورية المقترحة التي تتيح للسيسي البقاء في الحكم بعد انتهاء مدته في 2022: إنه “من المتوقع حال موافقة البرلمان بأغلبية الثلثين (من 596 عضوا) على المواد المطلوب تعديلها أن يجري الاستفتاء في نهاية أبريل أو مطلع مايو على أقصى تقدير، ذلك أن أول أيام شهر رمضان المبارك سيحل 6 مايو”.

تأمين الكرسي

يرى “التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب” أن السيسي المنقلب يدرك أنه لا يستطيع أن يحكم الشعب المصري سوى في ظل حالة تخويف دائمة يستخدم فيها سلاح الطوارئ ضد الشعب الذي عاش حقبة الحرية بعد ثورة يناير.

وأضاف أن الحاكم العسكري لا يهتم بتأثيرات حالة الطوارئ عَلى أرزاق ومعيشة المصريين، فالطوارئ تعني غياب الاستقرار، وهذا ما يخيف المستثمرين المحليين والأجانب فيوقف حركة الاستثمار، كما يخيف السياح فيوقف تدفقهم إلى مصر، ولكنه لا يهمه هذا التدهور الاقتصادي بقدر ما يهمه تأمين كرسي الحكم الذي اغتصبه بقوة السلاح.

وفي تقرير نشرته مجلة “إيكونوميست” البريطانية، عن الإجراءات التي اتخذها نظام الانقلاب بقيادة عبد الفتاح السيسي في مواجهة الإعلام، مع اقتراب مسرحية انتخابات 2018، فإن فوز السيسي أمر محسوم، وقالت “إلا أن السيسي خائف، وذلك في الوقت الذي تزايدت فيه التكهنات بوجود انقسام داخل النظام، والذي بات واضحا بعد إقصاء خالد فوزي من منصبه كمدير للمخابرات، وعدم ظهوره منذ يناير الماضي، وأيضا مع نبرة السيسي التي أصبحت قاتمة، مع تهديدات وحديث عن المؤامرات”.

وقالت المجلة، إن السيسي يشير باستمرار إلى ما يصفه بـ“قوى الشر” التي تحتشد ضد مصر، وفيما يبدو أن الإعلام الأجنبي يعد أحد محاور تلك القوى من وجهة نظره، وخاصة هيئة الإذاعة البريطانية التي أحدثت صخبا عندما بثت فيلما وثائقيا عن التعذيب والاختفاء القسري في مصر.

خائف من المحاسبة

وقبل نحو عام، وصف “دويتشلاند فونك”، الموقع الإخباري الألماني، قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي بأنه سلطوي، في ظل الحملة القمعية التي ينتهجها ونظامه، بالإضافة إلى أنه طرح نفسه وحيدًا في مسرحية الانتخابات بعد استبعاده كافة المنافسين المحتملين له؛ خشية محاسبته في حال فاز أي منهم.

وقال الموقع إنه على الرغم من مرور سبع سنوات منذ تنحي الديكتاتور مبارك، ما زال الكتاب والمفكرون يعانون من القمع الحكومي؛ ما يدفع كثيرين منهم إلى الخارج لطباعة أو نشر كتاباتهم، مستشهدًا بالكاتب علاء الأسواني، الذي اضطر إلى نشر روايته الجديدة في لبنان؛ لأن دار النشر المصرية المتعاقدة معه تفتقد الشجاعة لنشر الرواية.

وأشار الموقع إلى أنه في نوفمبر الماضي، اجتمع اتحاد الكتاب الألماني مع منظمات حقوق الإنسان المختلفة لبحث هذا الأمر، وتم عرض كافة الممارسات القمعية التي تمارس ضد الكتاب المصريين بحسب التقرير.

تصرفات متوترة

ومن يحلم بوطن مستقر في ظل الانقلاب ترد عليه صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية بتقرير قالت فيه، إنه على الرغم من الحملة القمعية المسعورة التي ينتهجها هو ونظامه، إلا أن التوتر أصبح السمة السائدة والواضحة عليه في كل ظهور له.

وأضافت الصحيفة أن تصرفات قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي الأخيرة بدت أحيانًا متوترة، وشملت خطاباته تهديدًا ووعيدًا ضد أعداء غير محددين.

ونقلت الصحيفة عن خبراء ودبلوماسيين في القاهرة، قولهم إن مبعث قلق السيسي يكمن في دوائر السلطة الحقيقية في مصر (الجيش والأجهزة الأمنية التي تشكل حجر الأساس لسلطة السيسي)، وكشف التقرير عن موجة من السخط داخل المؤسسة الأمنية بدا أنها تزعج السيسي.

واسترشدت “إيمي هوثورن”، نائب مدير الأبحاث في مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط: “إن خوض عنان وشفيق الانتخابات كانت محاولات لإظهار أن السيسي يقوم بعمل سيئ، ومصر بحاجة إلى قيادة جديدة”.

سحق الجميع

واستخلص الباحث الأمريكي “إليوت أبرامز” أن النظام مذعور بدرجة كبيرة، لدرجة منع صحفيين أمريكيين وباحثين، كمنع الباحثة الأمريكية مشيل دن من دخول مصر في أثناء حضورها للمشاركة في مؤتمر ينظمه المجلس المصري للشئون الخارجية، المنظمة الموالية لحكومة الانقلاب، ما يكشف حجم القمع المتزايد داخل مصر.

وأضاف- في مقاله الذي كتبه على موقع مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي؛ بعنوان “ما الذي يثير ذعر السيسي إلى هذا الحد؟”- أن القمع لم يعد يقتصر على اعتقال حكومة السيسي لأعضاء الإخوان المسلمين، ولكنه محاولة لسحق كافة أشكال المعارضة، وكافة أشكال الحياة السياسية.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...