سحب “بوتفليقة” ترشحه بداية ربيع عربي جديد.. وطموحات الجزائريين بمواجهة التفاف العسكر

ما بين “أنتوي” مبارك و”فهمتكم” زين العابدين و”لم أنو” بوتفليقة لعدم الترشح لرئاسة جديدة، 8 سنوات استعاد فيها العالم العربي ثورته من جديد، وربيعه العربي الذي رفضه المغضوب عليهم والضالون، وترجم العرب مجددًا شعار أوباما في انتخاباته الثانية “نستطيع أن نفعلها”، بإذعان نظام العسكر في الجزائر إلى سحب عبد العزيز بوتفليقة ترشحه للرئاسة واستقالة أحمد أويحيى، مستعينا باليقظة أولا على تقرب قائد الجيش للشعب وتصريحاته الناعمة على وزن وقافية “الجيش والشعب إيد واحدة”، وثانيا على قرار تأجيل الانتخابات الرئاسية.

وقبل قليل من مساء 11 مارس، أعلن بوتفليقة في بيان له أيضا، دون صوت أو صورة، عن سحب ترشحه لولاية خامسة. بالمقابل أجل الانتخابات وقرر إقالة الحكومة وتنظيم مؤتمر للحوار الوطني تحت إشراف حصري للجنة انتخابية مستقلة، وقال إنه استجابة للحراك الشعبي الرافض لترشحه لولاية خامسة الذي أعلن احترامه له، وأبدى استعداده لتشكيل حكومة جديدة تتكون من كفاءات وطنية. ونص رسالته كان: “لا محل لعهدة خامسة، بل إنني لـم أنوِ قط الإقدام على طلبها، حيـث إن حالتي الصحية وسِنّي لا يتيحان لي سوى أن أؤدي الواجب الأخير تجاه الشعب الجزائري، ألا وهو العمل على إرساء أسُس جمهورية جديدة”.

احتجاج متصاعد

وتنوع الاحتجاج المناهض لترشح الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة على مدى نحو شهرين، وكان ذروته أمس الأول بعد إعلان أكثر من ألف قاض في الجزائر رفضهم الإشراف على الانتخابات إذا خاضها بوتفليقة، وأعلنوا في بيان مشترك عن أنهم شكلوا اتحادًا جديدًا لمعارضة ترشح الرئيس بوتفليقة.

كما لم تتوقف الاحتجاجات الواسعة بمختلف محافظاتها، وتتركز في شوارع العاصمة من ألوان الطيف المتنوعة، كما أن الدينار الجزائري هبط لمستوى قياسي بوتيرة متسارعة في ظل ارتفاع الطلب على العملة الصعبة.

وبرأي مراقبين، فإن الإسلاميين يظلون عقبة أمام الدول العربية، مُتمتّعين برفض عام من القوى الخارجية والإقليمية، لذلك طال أمد إعلان بيان يشبه “التنحي” في مضمونه، امتد خطاب “لم أنو” إلى وقتنا هذا.

وفضلا عن أن الاحتجاج كان متصاعدًا ليشمل مهنيين كالمحامين والقضاة وطلاب المدارس والجامعات، امتد أيضا ليشمل رموزًا في مراحل تاريخية مختلفة، بداية من “علي بلحاج” وصولا إلى “جميلة بوحريد”، ومرورًا بأحلام مستغانمي.

كما امتد الاحتجاج إلى خارج الجزائر، فحتى أمس شهدت شوارع فرنسا العاصمة ومدن أخرى وقفات احتجاجية رفضًا لترشح بوتفليقة مجددًا.

لغة الجيش

وبالأمس فقط 10 مارس، تحدث قائد أركان الجيش الجزائري أحمد قايد صالح، بلغة جديدة تختلف كليًا عن خطابه السابق، تحدث عن علاقة الجيش مع الشعب قائلا: إن الجيش محظوظ بشعبه، وأنهما متفقان في رؤيتهما للمستقبل”. وقبلها بأسبوع قال إن أطرافًا تريد أن تعيدنا إلى سنوات الجمر”، هذا التغير رأته الإعلامية الجزائرية “يعكس شيئا واحدًا وهو أن بوتفليقة أصبح من الماضي”، وهو ما اتضح في رؤية اليوم الإثنين.

ويبدو أن سيناريو الحرب القذرة في الجزائر هو ما يهدد به قايد صالح، وكان ضباط العسكر سيجوبون المدن والقرى يلبسون لباس الجهاديين ويطيلون لحاهم، وفي الوقت نفسه يقتلون الناس في أسرتهم والعمال في مصانعهم والمرضى في مشافيهم والأطفال في مدارسهم، حتى يتم غربلة المجتمع بأكمله من كل ما يمت للإسلاميين.

خطاب وزير الدفاع الفريق قايد صالح، أشبه بخطاب “فنجري” المجلس الأعلى للقوات المسلحة هنا في مصر، فقال: إن الجيش يحرص دائما على المحافظة على “رصيد ثقة شعبه”.

وأضاف أن “القيمة العالية والقدر الرفيع، الذي نمنحه في الجيش الوطني الشعبي للعلم والمعرفة، هي خريطة الطريق التي نتبع معالمها بعقلانية شديدة وبمثابرة أشد”.

انتصار أم التفاف؟

وفي ردود فعل سريعة وأولية على قرارات بوتفليقة، نظر رواد السوشيال إلى القرارات نظرات ترحيب، مع دعوة للحذر واليقظة من الالتفاف والخداع.

يقول الصحفي سليم عزوز: “انتصار جزئي للثورة.. بوتفليقة باي باي.. استمروا لإسقاط النظام العسكري برمته.. شدي حيلك يا شعب فأنصاف  الثورات مهلكة.. #نعم_مصر_تستطيع”.

وأشاد الصحفي والكاتب وائل قنديل بنضال الجزائريين، قائلا: “بوتفليقة من الماضي.. عاش نضال الشعب الجزائري.. اللهم احفظ الجزائر من فيروس ما بعد 11 فبراير.. هذا الفيروس موطنه مصر وينتقل بسرعة رهيبة، إذا لم تكن هناك مناعة قوية”.

أما الإعلامي عبد العزيز مجاهد فكتب: “عاش شعب الجزائر الحر.. الطغاة بعضهم أولياء بعض.. والشعوب تتعلم من بعضها.. يوم نزلنا الميدان في ٢٥ يناير كانت أعيننا تراقب زين العابدين بن علي، ولما أجبره التونسيون على الرحيل ارتفع سقف مطالبنا.. اليوم الشعب المصري يراقب بوتفليقة والبشير ، وغدا يحتفل باسترداد ثورته.. #لا_للعهدة_الخامسة”.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...