بعد هجوم أردوغان على السيسي.. دول الحصار تدشن حملة إعلامية ضد تركيا

يبدو أن الموقف المعادي الذي اتخذه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لنظام الانقلاب والهجوم على قائده عبد الفتاح السيسي، ودعم ثورات الربيع العربي، ساهم بشكل واضح في استعداء أنظمة الثورة المضادة في القاهرة، والدول الداعمة لها مثل الإمارات والسعودية، نتيجة رفض أردوغان الحاسم والمستمر حتى تصريحاته الأخيرة أمس الأربعاء، ونهاية الشهر الماضي، والتي جدد فيها رفضه الحاسم للانقلاب العسكري بقيادة عبد الفتاح السيسي، ومطالبته المستمرة بالإفراج عن المعتقلين السياسيين وعلى رأسهم الرئيس محمد مرسي، وتأكيده على عدم القبول بلقاء السيسي وحلحلة الإشكاليات معه قبل إرساء قواعد الديمقراطية.

الأمر الذي جعل منه هدفا بمرمى سهام تلك الأنظمة وأذرعها الإعلامية، والعمل على شن حملة إعلامية موسعة على مستوى الدول الثلاث ضد الرئيس التركي.

كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد شن ، هجوما حادا على قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، واصفا إياه بمرتكب مجازر ومؤكدا رفضه المصالحة معه.

وانتقد أردوغان، في خطاب ألقاه مساء امس الأربعاء بالعاصمة التركية أنقرة، ونقلته وكالة “الأناضول” الرسمية، مشاركة الزعماء الأوروبيين في قمة شرم الشيخ، مشيرا إلى إعدام مجموعة من الأشخاص في مصر خلال الآونة الأخيرة بقرار من القضاء، وقال: “إن مقتل هؤلاء الشباب لم يؤثر على قلوبهم”.

ليكون هذا هو الهجوم الثاني من قبل أردوغان على السيسي خلال أسبوعين فقط.

عقوبة الإعدام

ولم ينس أردوغان الحديث مجددًا عن الضحايا التسعة الذين تم إعدامهم في قضية النائب العام، قائلا: “أنا أصرخ الآن من هنا، أيها الغرب، يا أوروبا، أين حظركم لتطبيق عقوبة الإعدام؟ وكيف تستجيبون لدعوة السيسي رغم أن الإعدام محظور في الاتحاد الأوروبي؟ وذلك علما بأنه أيضا مرتكب مجزرة”.

واتهم أردوغان الزعماء الأوروبيين بأنهم ليسوا نزيهين وليسوا ديمقراطيين حقيقيين، معتبرا أنهم لو كانوا كذلك لما استجابوا لدعوة السيسي.

وقال: “هناك كثيرون ممن يريدون مصالحتي مع السيسي، لكنني أرفض ذلك دائما وسأرفض. لماذا؟ لأنني لن أجلس إلى طاولة واحدة مع الشخص المناهض للديمقراطية والذي سجن (الرئيس محمد مرسي، الحاصل على دعم 52 % من شعبه، وكذلك يسجن زملاءه”.

وختم الرئيس التركي بالقول: “إن الله سيحاسبنا في حال أنكرنا هذه الحقائق”.

وشهدت العلاقات بين مصر وتركيا أزمة سياسية حادة منذ العام 2013 بعد رفض السلطات التركية القاطع للانقلاب على الرئيس مرسي.

وجاءت مرحلة مقتل الكاتب السعودي جمال خاشقجي، داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، لتستكمل حالة العداء بين السعودية وبين الرئيس التركي، بعد الكشف عن جرائم الأمير محمد بن سلمان في هذه الواقعة، ومواجهة ولي العهد محمد بن سلمان أصعب مواقفه السياسية، والحرج البالغ أمام المجتمع الدولي، وتحطم صورة الأمير الإصلاحي المجدد، التي حرص على بنائها منذ البداية.

حملة شرسة

وردت سلطات الانقلاب في مصر والسعودية والإمارات، من خلال الإعلام ببعض اللغة الهجومية الفضفاضة التي تتجاوز ضبط العبارات أمام الشاشات، إلى وصلات من التقريع والسباب والتحريض المباشر، ضد الدولة التركية، ورئيسها رجب طيب أردوغان، في حملة شرسة منظمة متناسقة التوقيت والمحتوى والسياسة المتبعة، وكأنها خرجت من بوتقة واحدة.

وكشفت تقارير صحفية أن الحملة بدأت منذ فبراير الماضي، واستمرت في سياق متصاعد حتى وصلت إلى ذروتها، وليست هذه المرة الأولى التي تقوم فيها وسائل إعلام تلك الدول باستهداف تركيا، فعلى إثر المحاولة الانقلابية لبعض الوحدات من الجيش التركي في 15 يوليو 2016، قامت القنوات المحسوبة على الأنظمة العربية بتبني تلك المحاولة، ونشروا أخبارا كاذبة، كان أخطرها ما نشرته قناة “سكاي نيوزعربية” التي تبث من الإمارات، عندما أعلنت طلب أردوغان اللجوء إلى ألمانيا، بجانب احتفاء برامج التوك شو المصرية بما أسمته سيطرة الجيش التركي على البلاد، على غرار ما حدث في مصر يوم انقلاب 3 يوليو 2013.

هجوم إعلامي

وشن إعلامي الانقلاب عمرو أديب، على شبكة قنوات “إم. بي. سي” التي يمتلكها رجل الأعمال السعودي وليد الإبراهيم، هجوما حادا على الرئيس التركي، وقال خلال برنامجه”آن الأوان إن كل حاجة في تركيا توضع في سياقها الطبيعي، هذه دولة عدوة، نحن نتحدث عن تركيا العدوة، لا تتاجر معها، ولا تأكل معها، ولا تقيم علاقات سياحية معها، ولا تشترِ منها مسلسلات”.

وتابع أديب “هذه دولة لها قوات احتلال في ثلاث دول عربية، موجودة في العراق وسوريا، وتحتل جزء من قطر، وهناك اتفاقية مشينة بينهم وبين قطر”.

وتداول عمرو أديب، صورا تجمع ياسين أقطاي مستشار رئيس الجمهورية التركية، ببعض أعضاء المعارضة المصرية في الخارج، وعلق عليها قائلا: “يوم بعد يوم بتفهم من هو العدو، هم يكرهونك عمى، ويريدون هدم المجتمع السعودي، والمجتمع المصري، والفيلم الذي عرضته الجزيرة عن خاشقجي، من الذي أعطاهم المعلومات؟! هو النظام التركي، وأنا أطالب الدولتين بأن يتخذوا إجراءات واضحة ضد الإدارة التركية”.

كما شن الإعلامي نشأت الديهي ، هجوما حادا على الدولة التركية، والرئيس رجب طيب أردوغان، خلال برنامجه “بالورقة والقلم”، الذي يعرض على شاشة قناة “تي أن. تي في”، قائلا: “القادم في تركيا أسوأ، واوعوا تفتكروا إن أردوغان مكمل، فالجيش التركي لم ينسَ ولن ينسى ما فعل به في الشوارع”.

تاريخ من العداء

ووجه إعلامي الانقلاب أحمد موسى، السباب والعبارات المشينة ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعد أن قال في حلقة برنامجه على مسئوليتي بتاريخ 26 فبراير 2019: “راجل نتكلم عنه يوميا، وهو مش راجل اسمه أردوغان، وصبي أردوغان وزير خارجيته مولود أوغلو، بيهاجموا مصر دائما، وهو يصلح لأن يكون بلطجيا”.

وعلى شاشة “سكاي نيوز عربية” المملوكة لشركة أبوظبي للاستثمار الإعلامي، في حلقة بتاريخ 6 مارس/ 2019، بعنوان “تركيا والاتحاد الأوروبي.. طريق الانضمام المسدود”، استضافت مدير الأبحاث في مؤسسة العرب بلندن غسان إبراهيم الذي قال: “الاتحاد الأوروبي لن يقبل تركيا طالما الدكتاتور أردوغان يحكمها”.

ولشبكة “سكاي نيوز” تحديدا تاريخ طويل من العداء ضد النظام التركي، فهي واحدة من الوسائل التي دعمت بقوة احتجاجات منتزه جيزي بارك بتركيا في 28 مايو/ 2013، وكانت من أبرز التظاهرات ضد الحكومة التركية، ولعبت القناة المملوكة للشركة الإماراتية دورا في تبني الاتجاه المضاد لأردوغان، عبر برامجها وتقاريرها المتلفزة.

ووصف المذيع السعودي علي العلياني تركيا بالدولة المارقة، وذلك خلال برنامجه “معالي المواطن” على شاشة “إم. بي. سي” التلفزيونية، في حلقة بتاريخ 3 مارس/ 2019، عندما ذكر أن “الدولة التركية تمارس البلطجة، وتلقي تهما جزافية، ولا يوجد بها قانون”.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...