“أبو ليلى”.. شهيد عملية سلفيت كاشف الخونة حُرّاس الصهاينة

أكثر من ٧٠ ألف عسكري وشرطي في الضفة الغربية، لم يجرؤ واحد منهم على حماية الشهيد الشاب عمر أبو ليلى، الشهير بـ”رامبو فلسطين”، فتركوه ثلاث ساعات ونصف يشتبك وحده مع قوات الاحتلال الصهيوني في ضواحي مدينة رام الله، هكذا فعل العسكر في مصر بكل من رفع سلاحًا في وجه اليهود المحتلين، من أول سليمان خاطر ثم أيمن حسن، وليس انتهاءً بشهداء الحرية والسيادة والكرامة، في رابعة والنهضة وكافة المجازر والإعدامات.

لم يكن أبو مازن العميل الأبرز للاحتلال الصهيوني، ففي صف العملاء يبرز آخرون يتسابقون في الخيانة، على رأسهم جنرال إسرائيل السفيه السيسي، وبجواره محمد بن سلمان ومحمد بن زايد، وآخرون لا تتسع السطور لذكر أسمائهم، إلا أن ذاكرة الشعوب العربية ووعي ثورات الربيع تعرفهم كما يُعرف المجرمون بسيماهم.

وبينما يردد السفيه السيسي “أن تهجير أهالي سيناء هو للحفاظ على أمن إسرائيل”، يتذلل أبو مازن بالقول “إننا نعمل من أجل شباب إسرائيل”.

فيديو مُضمّن

محمد ناصر علي@M_nasseraly

محمد ناصر ينعي الشهيد #عمر_ابو_ليلى منفذ عملية سلفيت البطولية ضد الاحتلال الصهيوني#اطمن_انت_مش_لوحدك٤٩٦١:١٥ ص – ٢٠ مارس ٢٠١٩٨١ من الأشخاص يتحدثون عن ذلكالمعلومات والخصوصية لإعلانات تويتر

استشهاد بطل

وبعد مطاردة دامت أكثر من 72 ساعة، أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي عن تمكنها من اغتيال منفذ عملية سلفيت أبو ليلى (19 عاما)، خلال اشتباك مسلح وقع مساء أمس في بلدة عبوين، شمالي مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة، وأسفرت عملية سلفيت التي وصفتها فصائل فلسطينية بـ”البطولية”، عن مقتل الجندي الإسرائيلي “جال كيدان”، والحاخام الإسرائيلي “أحيعاد إتينغر”، إضافة إلى إصابة جندي آخر بجروح خطيرة يدعى “أليكس دفورسكي”.

وفي الخامس عشر من مايو عام 1948، تعرض الفلسطينيون لأكبر حادث مأساوي في التاريخ المعاصر؛ حيث هُجِّر في ذلك اليوم أكثر من 800 ألف فلسطيني على يد العصابات الصهيونية، وطُردوا قسرًا من قراهم وبيوتهم، حيث خرجوا لا يحملون معهم سوى مفاتيح بيوتهم وآمال في العودة إلى الديار، وهو اليوم الذي عرف لاحقًا بيوم “النكبة”.

وفي الرابع عشر من مايو 2018، تعرضت مدينة “القدس” الفلسطينية، لأكبر عملية خيانة في التاريخ المعاصر؛ حيث بيعت القدس بثمن بخس لليهود والأمريكان، ومن باعها هم “حفنة” من الحكام العرب، باعوا ضمائرهم وذممهم، واشتروا رضا اللوبي الصهيوني، والقيادة الأمريكية، فسكتوا على تهويد القدس، وقبلوا بنقل سفارة “الأمريكان” للمدينة المقدسة، ورقصوا على إعلان “القدس” عاصمة لإسرائيل.

وفي صمت تام، تغاضى كافة الحكام العرب عن “عملية نقل السفارة الأمريكية للقدس” وافتتاحها على مرأى ومسمع من الجميع، لتعلن رسميًا “القدس” عاصمة لدولة الاحتلال، ويخلد التاريخ في أذهان العرب والمسلمين، أنّ اليوم 14 مايو 2018، هو يوم النكبة الفلسطينية الثانية.

وبينما لم يستطع الحكام العرب إصدار أي بيانات شجب أو استنكار، اكتفت “الجامعة العربية” بإصدار بيان هزلي دعا لعقد اجتماع طارئ يوم الأربعاء الماضي لبحث تداعيات افتتاح السفارة الأمريكية بالقدس، رغم أنّ القرار معلن عنه منذ أكثر من شهر، وعليه فإنّ اجتماع العرب لن يكون إلا لإعطاء صك الموافقة والمباركة على القرار، لكن ببيان هزلي يعلن الرفض والاستنكار.

فيديو مُضمّن

Attansikeyah (التنسيقية)@attansikeyah

“الله عالجواسيس”..دعوات أم عايد صاحبة المنزل الذي تحصن فيه الشهيد عمر أبو ليلى منفذ #عملية_سلفيت
تصوير هشام ابو شقرة#التنسيقية٧٧١٠:٥٧ ص – ٢٠ مارس ٢٠١٩٣٩ من الأشخاص يتحدثون عن ذلكالمعلومات والخصوصية لإعلانات تويتر

السيسي والمحتل!

جنرال إسرائيل السفيه السيسي، قائد الانقلاب العسكري، هو الشريك الثالث لعملية “تهويد مدينة القدس” وإعلانها عاصمة لكيان العدو الصهيوني، حيث يمهد السفيه لتلك اللحظة التاريخية، منذ اللحظة الأولى لانقلابه على أول رئيس مدني منتخب في مصر الرئيس محمد مرسي.

ولم يكن السفيه السيسي يتحرك في السر كـ”بن زايد” و“بن سلمان”، لكنه كان صريحًا منذ اللحظة الأولى التي انقلب فيها على مرسي، حيث إنه أدرك تمامًا أنه لا ظهير يحميه، وإلا لكان هذا الظهير قد “حمى” مرسي، إلا أنّه عرف أن “إسرائيل” هي الظهير الاستراتيجي له، وأنه طالما نسّق معها، ورتب أموره مع قادتها، فلا شكّ أنه باقٍ في السلطة دون قلق أو خوف.

وعليه حرص السفيه السيسي في كل المحافل الدولية على تأكيد أن حماية وأمن إسرائيل من مهامه، وأنه لا يسمح لحدود مصر أن تكون مصدر إزعاج لإسرائيل، فضيّق الخناق على المقاومة الفلسطينية، ووقف لها بالمرصاد وهدم أنفاقها، وحاصرهم ومنع عنهم السلاح والمؤنة، ومارس عليهم ضغوطًا سياسية وقضائية، وساومهم بمعبر رفح، كل ذلك إرضاءً لكيان الاحتلال الصهيوني.

لم يكتفِ السفيه السيسي بذلك، لكنه أعلن صراحة ثقته الشديدة في الرئيس الأمريكي “ترامب” بأنه الشخص القادر على إتمام صفقة القرن بهدوء وسلام، لحل قضية القرن، أي تصفية القضية الفلسطينية للأبد، ولعب السفيه أيضًا دورًا مهمًا في الضغط على الأطراف الفلسطينية المختلفة، وفي مقدمتهم “فتح وحماس” لقبول بنود تلك الصفقة، وأبدى استعداده لأن يعطي الفلسطينيين أراضي بديلة في سيناء ليكون وطنًا بديلًا لهم عن وطنهم الأم “فلسطين”، كما قام بإخلاء أراضي سيناء وتهجير أهاليها قسرًا كي يجهز مسرح الخيانة لتنفيذ بنود الصفقة.

وكشفت التسريبات التي بثتها قنوات معارضة السفيه السيسي، عن أنّ مخابرات السفيه أعطت أوامر لوسائل الإعلام والمثقفين والفنانين، بأن يمهدوا الرأي العام لصفقة القرن، وأن يقنعوا العرب والمصريين بأنه لا فرق بين القدس والضفة، وليس هناك من أزمة أن تعطّى “القدس” لليهود، في مقابل أن تحل القضية الفلسطينية للأبد.

وعليه فقد باع جنرال إسرائيل السفيه السيسي القضية الفلسطينية، وخان القدس، وحصل على وعود قاطعة من اللوبي الصهيوني الذين التقى قادتهم عدة مرات في مصر وأمريكا، أن يستمر في السلطة ويبقى حاكمًا مهمًا قمع شعبه أو انتهك حقوق الإنسان.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...