انتقادات لفشل أول تجربة إلكترونية للامتحانات

في أول تجربة لنظام امتحان الصف الأول الثانوي بمصر عبر الموقع الإلكتروني لوزارة التربية والتعليم باستخدام الأجهزة اللوحية “التابلت” التي تم توزيعها للمرة الأولى هذا العام، فشل نحو 700 ألف طالب في الدخول على موقع الوزارة وأداء الامتحان.

وعاش الطلاب وأولياء أمورهم في قلق وتوتر بالغين بسبب عدم قدرتهم على أداء الامتحان، من خلال الدخول للموقع الإلكتروني للوزارة، ومع صمت الوزارة المستمر، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالغضب والسخط مما يحدث دون وجود رد رسمي.

وفي وقت متأخر من مساء الأحد، أصدر وزير التربية والتعليم بحكومة الانقلاب، طارق شوقي، بيانا، برر فيه ما حدث بأن سيرفر الامتحانات للصف الأول الثانوي تعرض لـ4.7 ملايين هجمة ما أدى لـ”وقوع السيستم”، وأنه سيتم توفير الدخول على الامتحان اليوم الاثنين. 

وبعد ساعات من محاولة الدخول الثانية للطلاب، فشلت كل الجهود للوصول لموقع الوزارة مجددا، ما زاد من غضب أولياء الأمور والطلاب، وبادرت الوزارة في بيان صحفي آخر، إلى إيقاف منصة الامتحانات الخاصة بالصف #الأول_الثانوي.

وفند خبراء في تطوير التعليم، والبرمجة مزاعم الوزارة، وقال رئيس مجموعة عمل التعليم بغرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات، أحمد الليثي، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي، “فيسبوك”: “ما حاجة الوزارة إلى شراء ريسفرات بملايين الدولارات، ولماذا لم تواجه الطلاب بالحقيقة بوجود مشكلة في النظام، وإلصاقها بمحاولات الاختراق من الخارج”.

وأرجع نقيب المبرمجين، المهندس عادل حسن، السبب إلى سوء الإدارة، وقال عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “إن المشكلة في إدارة الموضوع، والكفاءات التي تعمل، وتبني البيانات”، مشيرا إلى أن “المشكلة في إسناد التنفيذ بالمجاملات”.

وتفاعل الطلاب وأولياء الأمور والصفحات المتخصصة بشؤون التعليم في مصر على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، مع إخفاق وزارة التعليم في أول تجربة لها، من خلال تقديم مبررات غير مقنعة، وتستخف بعقول ملاين المصريين.

واتهمت صفحة “اطالب بإقالة طارق شوقي.. التعليم_ينهار” على فيسبوك الوزير بالكذب، وأن كلامه يتناقض مع أبسط قواعد المنطق.

وتوالت ردود الفعل ما بين ساخرة وغاضبة من قبل نشطاء ومتفاعلين مع الأزمة التي ضجت بها المواقع الإلكترونية، ومنصات التواصل، والبرامج التلفزيونية.

“تخريب السيستم”

وسخر البعض من وجود ما سماها الوزير، مؤامرة دولية لتخريب “السيستم”، وأن هناك من يتربص بمصر من أجل الإيقاع بها.

فيما استهجن متابعون ردود فعل وزارة التعليم، واعتبروه استخفافا بعقول المصريين، ومحاولة تسويق مبررات واهية، وغير مقنعة.

من جهتها؛ قالت منسقة اتحاد المدارس التجريبية _الرسمية، أماني الشريف، إن “أزمة امتحانات الصف الأول الثانوي أكبر بكثير من مجرد جاهزية، أو استعداد الوزارة، وإن المختصين لهم أراؤهم الوجيهة في هذا الأمر، ويجب الاستماع لها”.

وأكدت أنه بعد تكرار إخفاق الطلاب في الدخول على موقع الوزارة لتأدية الامتحان، ثم إلغاء المنصة لحين استكمال جاهزية “السيسيتم”: “تسبب في قلق آلاف الطلاب وأسرهم، وزاد من توترهم ما حدث لليوم الثاني على التوالي”.

ليس الفشل الأول

وفي هذا السياق، قال الخبير التربوي وعضو لجنة التعليم بمجلس الشعب الأسبق، محمود عطية، إن “كلمة فشل التعليم في أول تجربة، لم تكن هذه أول تجربة يفشل فيها القائمون على منظومة التعليم، كيف يطبق هذا النظام في الوقت الذي فيه نسبة الأمية مرتفعة؟ كيف يتكلم على منظومة تعليم فشلت مع بداية أول يوم دراسي؟”.

وأضاف: “نحن نحتاج أولاً أن نقضي على الأمية، ثم يتم تعليم الطلاب جيدا، كم وعد الوزير بنظام التابلت ولم يتحقق؟ نحتاج ثانياً إلى تطوير المناهج وفق النظم العالمية، نحتاج أن نكون مع جودة التعليم التي خرجت منه مصر، نحتاج أن يكون الطالب يسير في منظومة التعليم التي عليها طلاب العالم، لكن نحن خارج كل هذا؛ وبالتالي ستكون هذه هي النتيجة”.

ورأى أن “المقدمات تؤدي إلى النهايات، وذلك ما كنا نذكره في بداية العام، ولكن ربما يكون الهدف منه، إما خصخصة التعليم، أو يكون التعليم تحت سيطرة الجيش من الألف إلى الياء”.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...