لا تيأس

  إن الله تعالى جعل الدنيا دار ابتلاء وتكليف، وقد صرح القرآن الكريم بذلك في قوله تعالى ( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ) الملك ( 2 ), والبلاء قد يكون بالخير أو بالشر (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً) الأنبياء ( 35 ), والابتلاء في الأصل للاختبار والامتحان (الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2)) العنكبوت ( 1- 2 )، ولذلك حينما تشتد الأزمة، ويتعاظم البلاء على الفرد أو المجتمع، ينبغي أن لا يتسرب إلينا اليأس من التغيير والإصلاح، بل يجب أن تمتلأ النفوس بالأمل والثقة في الله تعالى. قال تعالى (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) الأنفال ( 26 )

ولرب نازلة يضيق بها الفتى                           ذرعاً وعند الله منها المخرج

ضاقت فلما استحكمت حلقاتها                       فرجت, وكنت أظنها لا تفرج

يقول الإمام البنا – رحمه الله – في رسالة إلى أي شيء ندعو الناس يقول علماء الاجتماع إن حقائق اليوم هي أحلام الأمس، وأحلام اليوم حقائق الغد. وتلك نظرة يؤيدها الواقع ويعززها الدليل والبرهان.                                                      ويقول الإمام– في رسالة إلى الشباب ( وقد أعددنا لذلك إيماناً لا يتزعزع، وعملاً لا يتوقف، وثقة بالله لا تضعف، وأرواحاً أسعد أيامها يوم تلقى الله شهيدة في سبيله.

ولنا في الأنبياء – عليهم السلام – القدوة الصالحة في الثبات والثقة والأمل والصبر قال تعالى عن نبي الله – يعقوب عليه السلام (قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ) يوسف ( 86 )

وقال تعالى عن نبي الله – أيوب عليه السلام – الذي ابتلي في بدنه وماله وأولاده (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ (84)) الأنبياء ( 83 – 84 )

ولنا في رسولنا الصابر الواثق في ربه في كل مواقفه القدوة الصالحة، ولنتذكر حينما قال لصاحبه في الغار يوم الهجرة (لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) التوبة ( 40 )

وهو القائل – صلى الله عليه وسلم – في حديث عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم-. ( إن الله بعدله وقسطه – جعل الروح والفرح في اليقين والرضا. وجعل الهم والحزن في الشك والسخط ) تهذيب مدارج السالكين

توصية عملية – هيا معاً نجدد الإيمان في نفوسنا بالذكر والدعاء والصلاة والاستغفار والقرآن  وغير ذلك من وسائل إحياء الإيمان، حيث إن الإيمان مبعث الأمل في النفس.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

لا مَلجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلّا إِلَيهِ

خمسة توكل!قال الإمام القشيري:“لما صدَق منهم الالتجاء تداركهم بالشِّفاء، وأسقط عنهم البلاء، وكذلك الحقُّ يكوّر ...