شاهد| دلالات استقالة بوتفليقة ودور الجيش الجزائري في المشهد السياسي

قبل 3 أسابيع من نهاية ولايته الدستورية اختار الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة الاستقالة الإجبارية والرحيل الاضطراري تحت ضغط الحراك الشعبي السلمي والرد القوي من قادة الجيش الذين تخلوا عنه وطالبوه في رسالة عسكرية صارمة بالتنحي الفوري دون إبطاء أو تأجيل.

وفي أول رد فعل على الاستقالة ثمنت الطبقة السياسية قرار بوتفليقة وخرج المواطنون في الشوارع ابتهاجا بالتنحي وحرص المتظاهرون على الإشادة بالجيش الجزائري ورئيس أركانه الفريق أحمد قايد صالح، فيما حذر آخرون من أي دور مستقبلي للجيش في الحياة المدنية.

تراوحت ردود أفعال النخب السياسية الجزائرية بين مرحب بتقديم الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة استقالته للمجلس الدستور والذي أعلن بالفعل شغور منصب رئيس الجمهورية، وبين من اعتبرها خطوة هامة يجب أن تتبع بتحقيق مطالب الشعب ببناء ديمقراطي حقيقي.

رئيس حزب طلائع الحريات على بن فليس، والذي يوصف بالغريم التقليدي لبوتفليقة عبر عن سعادته الكبيرة بنهاية عهده والذي كان رمزا للفساد والطغيان على حد قوله.

ومن جانبه دعا رئيس حركة مجتمع السلم عبدالرزاق مقري إلى ضمان انتخابات حرة ونزيهة للتخلص من الآثار المزمنة لبوتفليقة وشقيقه السعيد وشبكات الفساد التي تركاها.

الصحف الجزائرية بدورها أجمعت على إرجاع استقالة بوتفليقة إلى ضغوط الشعب المستمرة منذ نحو شهرين وتحذيرات الجيش الأخيرة.

قناة “مكملين” الفضائية ناقشت عبر برنامج “قصة اليوم” تطورات المشهد الجزائري ودلالات وتبعات استقالة بوتفليقة، ودور الجيش الجزائري في المشهد السياسي خلال الفترة المقبلة.

الدكتور عبدالله الرافعي، المحلل السياسي قال إن الدور الخارجي للدور الغربية طالما أنه لم يجد من يفعله على أرض الواقع من قبل طابور خامس لا أثر له.

وأضاف الرافعي أن التزام الجيش الجزائري بدوره الدستوري والقانوني أسقط مخطط الاستعانة والاستقواء بروسيا، مضيفا أنه طالما أن الباءات الأربعة باقون في مناصبهم فلا أمل في نجاح أي حوار سياسي في الجزائر.

وأوضح أن المادة 102 مادة إجرائية حارقة خارقة ستفجر الأوضاع وتقضي على حراك الجزائريين وتفتح المجال أمام الباءات الأربعة ليسيروا المرحلة المقبلة، موضحا أن الحل في تفعيل المادتين 7 و8 وهما من المواد الصماء التي لا تخضع للتغيير بالإضافة إلى المادة 177.

محمد وعراب، عضو لجنة العلاقات الخارجية بحركة مجتمع السلم، رأى أن الخطوة التي قام بها بوتفليقة متأخرة جدا كان يجب أن تأتي قبل 22 فبراير والشارع لن يرضى ببقاء نظامه.

وقال وعراب إن ذهاب بوتفليقة ذهاب غير مؤسوف عنه والشعب الجزائري تجاوز هذه المرحلة، وخاصة أنه نجح في اقتلاع بوتفليقة ونظامه بعد أن نزل إلى الشوارع في 6 جمعات أسطورية بالملايين.

وأشاد وعراب بموقف الجيش من دعم التظاهرات والذي كان له دور كبير في الحفاظ على السلمية وحقن دماء المتظاهرين في الشوارع، كما ساعد المتظاهرين على رفع سقف مطالبهم برحيل النظام وأعوانه.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...