في ذكرى “بحر البقر”.. خونة صافحوا أيادي تلوثت بدماء الأطفال المصريين

لا يخجل نظام الانقلاب العسكري بقيادة عبد الفتاح السيسي، وهو يضع يده في يد رئيس وزراء الكيان الصهيوني ويتبادل معه الضحكات، ويتلقى من رموزه الإشادات التي تحتفي بالتعاون معه على دماء المسلمين، رغم الجرائم التي ارتكبها الكيان الصهيوني ضد المصريين خلال حرب السنوات الست (1967 – 1973)، ومن بينها مذبحة “بقر البقر” التي ارتكبها الكيان الصهيوني ومر عليها 49 عامًا، ضد مدرسة بحر البقر الابتدائية ضد أطفال عزل.

ففي مثل هذا اليوم 8 أبريل 1970، خرج الأطفال في طريقهم إلى المدرسة الابتدائية بقرية “بحر البقر” في مركز الحسينية بمحافظة الشرقية، وفجأة هاجمتهم طائرات الفانتوم الإسرائيلية التي قامت بتدمير المدرسة فوق رءوس التلاميذ.

وفي الوقت الذي تناسى فيه نظام العسكر في مصر، خاصة الذين لم يشاركوا في حرب أكتوبر، هذه الحادثة الأليمة ضد الأطفال المصريين، إلا أن ذكرى الحادث الأليم- والذي ارتكبته قوات الاحتلال الإسرائيلية- ما زالت عالقة بأذهان المصريين، وما زالت جراح أهالي الشهداء تنزف، حيث راح ضحية المجزرة 30 تلميذًا ونحو 50 مصابًا.

وتذرّعت إسرائيل وقتها لتبرير جريمتها التي تناستها سلطات الانقلاب في مصر، وقالت إسرائيل: “مقاتلاتنا لم تضرب سوى أهداف عسكرية فقط، وأن مدرسة بحر البقر ثكنة عسكرية مخفية، ووجود الأطفال بالمدرسة كان مجرد تمويه”.

في عام 1970 صوّب الاحتلال الإسرائيلي طائراته الفانتوم الأمريكية و5 قنابل متتالية، وصاروخين فى الساعة التاسعة وعشرين دقيقة، صباح يوم الأربعاء الموافق 8 أبريل، على مدرسة بحر البقر الابتدائية المشتركة التابعة لمركز الحسينية بمحافظة الشرقية، لتتناثر أشلاء الطلاب فى كل مكان، حيث كانت تكسو دماؤهم “الكراريس” والكتب.

وقتل الكيان الصهيوني 30 طفلًا لا ذنب لهم، وأصاب أكثر من 50 آخرين، وتحوّلت المدرسة التى كانت تتكون من طابق واحد فقط يضم ثلاثة فصول تحوى 150 طفلًا، إلى كوم من الأطلال، ضمن تصعيد الغارات الإسرائيلية على مصر للقبول بإنهاء حرب الاستنزاف وقبول مبادرة “روجرز”.

قرية “بحر البقر” تمت تسميتها بعد الحادث بـ”الشهداء”، لكنها لا تزال معروفة بين الأهالي باسمها القديم، ولا تزال جراح هؤلاء الأطفال الذين صبغت كراساتهم وأقلامهم بلون الدم شاهدة على أقذر مظاهر الوحشية التي لم يكف عن ممارستها الاحتلال الإسرائيلي حتى الآن، ولا ينتبه لها العالم، أو كما قال جاهين: “إيه رأيك في البقع الحمرا .. يا ضمير العالم يا عزيزي.. دى لطفلة مصرية وسمرا.. كانت من أشطر تلاميذي”.

ولم ينس نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي التعليق على مذبحة بحر البقر، وكتب الصحفي أبو بكر أبو المجد، خلال منشور على صفحته بـ”فيس بوك”: وكيف أنسى مذبحة بحر البقر؟ من قال إن الصهاينة ليسوا أعدائي هو العدو”.

وقال أحمد فتحي: ”سنظل في عداء دائم مع الصهاينة مهما بلغ تطبيع الحكومات أقصاه، حتى تحرير فلسطين والقصاص لكل مسلم أُزهقت دماؤه على يد أنجاس بني صهيون.. سلامًا على شهداء مدرسة بحر البقر #لا_تنسوا_عدوكم ونسيان جرائم الاحتلال خيانة”.

وقال المغرد عمران: ‏”دم الطفل الفلاح راسم شمس الصباح.. 49 عاما على مذبحة بحر البقر 8 أبريل 1970.. لا تنسوا عدوكم”.

أما المغرد باسم “أحمد خالد توفيق” فكتب: ”لو تصالح كل العرب مع إسرائيل فلن أكون ضمن القائمة بالتأكيد، لأنني ألعنهم وألعن الأرض التي يمشون عليها. أنا من جيل أوشك أن ينقرض، تعلّم أن يكره إسرائيل بحق، أطفال بحر البقر الذين ماتوا بالقنابل كانوا في سني وقتها، وكان يمكن أن أكون أنا لو فضلت الطائرات محافظة الغربية على الشرقية”.

وعلّق السياسي المصري ممدوح حمزة قائلًا: “‏الذكرى السوداء الـ٤٩.. ٨ أبريل ١٩٧٠ قتلت إسرائيل الأطفال الأبرياء بمدرسة بحر البقر بمركز الحسينية بالشرقية، وذلك بقذفهم بقنابل النابالم الحارقة.. لم يعتذروا ولَم يعوضوا أهلهم ولَم يندموا، وما زالوا يرتكبون نفس المجازر ضد الفلسطينيين”.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...