ما هى أبرز الملفات المتوقع طرحها خلال لقاء ترامب والسيسى المقبل فى واشنطن؟

أعلن المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي، أن السيسي سوف يزور واشنطن خلال الأسبوع الثاني من شهر أبريل المقبل، تلبية لدعوة من الرئيس الأمريكى دونالد ترامب[. وقد أعلن البيت الأبيض في بيان له أن قمة التاسع من إبريل المقبل، بين ترامب والسيسي تسعى لبحث تعزيز الشراكة الاستراتيجية والأولويات المشتركة في منطقة الشرق الأوسط، حيث يناقش الطرفان التعاون في المجالات العسكرية والاقتصادية ومكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى التكامل الاقتصادي الإقليمي والدور طويل الأمد الذي تضطلع به مصر كدعامة أساسية للاستقرار الإقليم

1- القضايا الإقليمية:

– صفقة القرن: تأتى زيارة السيسى بالتزامن مع تحديد موعد الإعلان عن صفقة القرن، المقرر بعد إجراء الإنتخابات الإسرائيلية فى 9 إبريل الحالى. وهناك أحاديث عن رغبة أمريكا فى تليين موقف السيسى، فيما يتعلق بصفقة القرن، وعدم الإصرار على المبلغ الذي يريد الحصول عليه مقابل التنازل عن أجزاء من سيناء لصالح إقامة الدولة الفلسطينية، ووفق التسريبات المتعلقة بالصفقة فإن السيسي طلب الحصول علي 200 مليار دولار مقابل إتمام الصفقةويقوم النظام المصرى حالياً بالضغط على الدول الرافضة للصفقة، فقد سعى السيسى خلال القمة الثلاثية بين مصر والأردن والعراق بالقاهرة، فى 24 مارس الماضى، إلى ممارسة مزيد من الضغوط على الأردن للقبول بهذه الصفقة عبر التخلى عن تبعية المسجد الأقصى والأوقاف الإسلامية، والقبول بضم الضفة الغربية لها، وذلك مقابل ما ستحصل عليه من مساعدات اقتصادية ومالية من قبل دول الخليج (وذلك بعد تصريحات ملك الأردن بأنه لن يغير موقفه من ملف مدينة القدس، وبأن شعبه معه في مواجهة الضغوط، فى إشارة منه إلى الضغوط الأمريكية والسعودية بالأساس). وفيما يتعلق بالعراق، تسعى مصر إلى قيام العراق بدور الوسيط مع إيران، فى ظل العلاقات القوية بين الطرفين؛ من أجل منع إيران من اتخاذ أى خطوات تصعيدية قد تضر بالصفقة[.

التهدئة بين حماس وإسرائيل: كان ترامب قد أوكل للسيسى الملف الأمني في غزة؛ لتحجيم قوة حماس العسكرية[، سواء كان ذلك عبر المصالحة بين حماس والسلطة الفلسطينية من أجل تمكين الأخيرة من الدخول إلى قطاع غزة تمهيداً للسيطرة على الملف الأمنى فى القطاع، وفى مرحلة لاحقة المطالبة بتخلى حماس عن سلاحها. أو كان ذلك عبر التوسط بين إسرائيل وحماس من أجل منع الأخيرة من التصعيد العسكرى ضد إسرائيل، خاصة فى الأوقات التى تخشى فيها إسرائيل من الدخول فى مواجهة عسكرية شاملة مع حماس، وهو ما يظهر حالياً فى الدور المصرى لمنع التصعيد العسكرى بين حماس وإسرائيل فى ظل الإنتخابات الإسرائيلية؛ لأن مثل هذا التصعيد قد ينهى حظوظ نتنياهو فى الفوز بالإنتخابات القادمة، خاصة فى حالة سقوط أعداد كبيرة من الجانب الإسرائيلى فى هذه المواجهة.

 وعلى الرغم من نجاح الدور المصرى فى التهدئة، إلا أنه يبدو أن هذا الدور بدأ فى التراجع، وهو ما ظهر خلال الأيام القليلة الماضية، التى شهدت إطلاق صواريخ من قطاع غزة تجاه تل أبيب. بل أن حماس أصبحت تتشكك فى الدور المصرى للتهدئة، وهو ما ظهر فى التصريح الأخير لرئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، الذى قال فيه إن المسيرات مستمرة حتى ينتهي حصار مصر وإسرائيل للقطاع؛ ما يدل على انتقال لغة الحوار من العبارات الدبلوماسية لخطاب التحدي. بالإضافة إلى غياب رئيس المكتب السياسى لحركة حماس فى قطاع غزة، يحيى السنوار عن وفود الحركة التي زارت القاهرة أخيراً، بعدما كان ضيفاً دائماً على تلك الوفود فور وصوله إلى موقعه مسؤولاً عن مكتب الحركة في القطاع[.

وما يدل أيضاً على الفشل المصرى فى التهدئة، هو عودة إسرائيل لسياستها فى استهداف قادة حماس، فقد أكدت إذاعة حماس إن ضربة جوية إسرائيلية استهدفت مكتب إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة في قطاع غزة، 25 مارس الماضى. إلى جانب وجود دراسات سياسية وأمنية إسرائيلية، حددت رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، كمستهدف رئيسي حال لم يتم التوصل إلى تهدئة، خلال المرحلة المقبلة[.

– استبدال القوات الأمريكية بقوات عربية فى سوريا: أجرى السيسى فى مطلع يناير الماضى، اتصالاً هاتفياً مع ترامب، ناقشا خلاله التنسيق الإقليمي بين الولايات المتحدة ومصر والإمارات والسعودية والاحتلال الإسرائيلي حول فرص نشر قوات عربية في سورية بدلاً من القوات الأميركية التي ستنسحب من سورية. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن دراسة تنفيذ هذه العملية التنسيقية قد بدأت، بزيارة ضباط مصريين وإماراتيين إلى مدينة منبج شمال سورية

ومن المحتمل أن يتم اتخاذ خطوات فعلية حول هذه الفكرة (استبدال القوات العربية بالقوات الأمريكية فى سوريا) خلال زيارة السيسى المقبلة إلى واشنطن، ومن هنا يمكن فهم الزيارة التى قام بها محمد بن زايد، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، إلى القاهرة، من أجل وضع اللمسات الأخيرة حول القوات العربية، التى ستلعب مصر والإمارات الدور الأبرز بها، والتى ستحل محل القوات الأمريكية فى سوريا.

ويأتى فى ذات السياق، استضافت واشنطن من 20 إلى 22 من شهر مارس الحالي اجتماعات الدورة الـ31 للجنة التعاون العسكري بين مصر وأمريكا. وترأس الوفد المصري مساعد وزير الدفاع للعلاقات الدولية، اللواء محمد الكشكي، بينما ترأس الوفد الأميركي مساعدة وزير الدفاع بالإنابة لشؤون الأمن الدولي، كاثرين ويلبرغر

2- قضايا الداخل المصرى:

– المعارضة المصرية: شهدت الأيام القليلة الماضية تزايد فى نشاط المعارضة المصرية المتواجدة فى الولايات المتحدة، تمثل ذلك فى تنظيم وقفات كبيرة أمام البيت الأبيض اعتراضاً على أحكام الإعدامات الأخيرة بحق مجموعة من الشباب المصرى. إلى جانب عقد جلسة استماع غير رسمية فى مجلس الشيوخ الأمريكى للمنبر المصرى لحقوق الإنسان، وكان أبرز المشاركين فى الجلسة الفنانيين عمرو واكد وخالد أبو النجا، والإعلامى جو تيوب “يوسف حسين”، وعلى الرغم من عدم وجود مشاركة كبيرة فى الجلسة، واقتصارها على نائب أمريكى واحد، إلا أنها تمكنت من تحقيق بعض النجاحات الهامة مثل حضور المصريين الأمريكيين لهذه الفاعلية ما يعنى إمكانية الضغط على أعضاء الكونجرس فى الملف الحقوقى المصرى، بإعتبار هؤلاء المصريين مواطنين أمريكيين لهم أصوات إنتخابية مؤثرة. ومشاركة منظمات حقوقية أمريكية كبيرة. وإبراز شخصيات غير سياسية “عمرو واكد وخالد أبو النجا” للتحدث عن انتهاكات النظام، خاصة وأن هذه الشخصيات غير إخوانية، وهو ما يقطع الطريق على اتهام النظام لهذه التحركات بأنها تتحرك بدافع من الإخوان[.

ومما يدفع المعارضة إلى التحرك تجاه الولايات المتحدة، تقرير وزارة الخارجية الأمريكية لحقوق الإنسان، الذى أنتقد بشدة انتهاك حقوق الإنسان فى مصر. إلى جانب فوز الديمقراطيين بأغلبية مجلس النواب الأمريكى، حيث يركز الديمقراطيين بصورة كبيرة على قضايا حقوق الإنسان فى علاقة الولايات المتحدة بالدول الأخرى.

ويبدو أن النظام المصرى بدأ يستشعر الخطر من تحركات المعارضة فى الخارج، ما دفعه إلى اتباع سياسة التهدئة “المؤقتة” مع المعارضة، عبر تهدئة حدة الهجوم على الفنانيين خالد أبو النجا وعمرو واكد، فقد رد رئيس مجلس النواب، علي عبد العال، على أحد المقترحات التشريعية ضد الفنانين بمعارضة “تتبع الناس على آرائها طالما لم تكن تنطوي على دعم للإرهاب أو تحريض عليه”، ويتم الحديث عن توجيه تعليمات أمنية لوسائل الإعلام بضرورة منع الموضوعات والتصريحات التي تدفع باتجاه تجريم تصرف أبو النجا وواكد.

وفى ذات السياق، قرر الأمن المصرى إخلاء سبيل الصحافي والباحث المصري هشام جعفر، بعد 3 سنوات ونصف السنة من الحبس الاحتياطي. إلى جانب قيام الهيئة العامة للاستعلامات، المنوطة بها مخاطبة الإعلام الأجنبي، الترويج لإخلاء سبيل أكثر من 550 شخصاً تنفيذاً لقرار العفو السابق صدوره من السيسي بمناسبة عيد الشرطة وثورة يناير منذ أكثر من شهرين، وعلى الرغم من أن القرار يخص السجناء الجنائيين وليس السياسيين.

وفي السياق نفسه، يمكن تفهم  دوافع استضافة عدد من الشخصيات التي تعارض التعديلات الدستورية ومنحها الفرصة لعرض وجهة نظرها في آخر يومين للحوار المجتمعي الذي عقده البرلمان، على الرغم من عدم استضافة أي شخصيات معارضة في أولى وثاني الجلسات واللتين كانتا الأهم[.

– التعديلات الدستورية: تأتي زيارة السيسي  قبل الاستفتاء المرتقب على التعديلات الدستورية، المقرر أن يُجرى في أواخر شهر إبريل أو أول شهر مايو، وذلك بعد أيام معدودة من نهاية فترة تداول التعديلات في البرلمان. وبالتالى فإن السيسى يسعى إلى الحصول على دعم ترامب لهذه التعديلات وبقائه في الحكم فترة أطول.

وسيركز السيسى خلال الزيارة بصورة كبيرة على الإجراءات التي اتخذتها الحكومة منذ 4 أشهر لإعداد مشروع تعديل قانون الجمعيات الاهلية، الذي لم ير النور حتى الآن، وهو ما دفع الدوائر الغربية إلى التشكيك في جدية السيسي في تعديل القانون. ويتم الحديث عن تحضير الخارجية المصرية لتقارير إيجابية عن مستقبل العمل الأهلي في مصر، خاصة وأنها مسألة يهتم بها ترامب شخصياً، لأنها مجال أساسي لإنفاق ملايين الدولارات سنوياً من جهات مانحة حزبية وأكاديمية، جمهورية وديمقراطية[.



x

‎قد يُعجبك أيضاً

فيديوجراف حول القتل بالإهمال بسجون العسكر.. و”عالجوها” تطالب بالحرية لــ”سلافة “

رصد فيديوجراف أعدَّه المركز العربي الإفريقي للحقوق والحريات، الإهمال الطبي في سجون النظام الانقلابي في ...