اجعلها خلف ظهرك تتبعك وهي راغمة

 – قال تعالى : ” مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَّدْحُوراً {18} وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً {19} كُلاًّ نُّمِدُّ هَـؤُلاء وَهَـؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُوراً {20} ” ( الإسراء 18 – 20 ) .

– روى البخاري عن ابن شهاب : أخبرني أنس بن مالك رضي الله عنه  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :  ” لو أن لابن آدم وادياً من ذهب ، لأحب أن يكون له واديان ، ولن يملأ فاه إلا التراب ، ويتوب الله على من تاب”.

– عن زيد بن ثابت أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ” مَنْ كَانَ هَمُّهُ الْآخِرَةَ، جَمَعَ اللهُ شَمْلَهُ، وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ، وَمَنْ كَانَتْ نِيَّتُهُ الدُّنْيَا، فَرَّقَ اللهُ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ، وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا كُتِبَ لَهُ ” (  ورواه ابن ماجه والدارمي وابن حبان ، والبيهقي ) .

– وكان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : ” اخشوشنوا ، وتمعددوا ، وانزوا على الخيل نزوا ( وثباً ) ، واقطعوا الركب وامشوا حفاة ” . ( تمعددوا : تَمَعْدَدَ القومَ : تصلَّبوا وتشبَّهوا بمَعدٍّ ، وكانوا أَهل قَشَفٍ وغِلَظٍ في المعاش ) .

– قال الحرالي :  من كان رضاه من الدنيا سد جوعته، وستر عورته، لم يكن عليه خوف ولا حزن في الدنيا ولا في الآخرة ، سواء جعله اللّه فقيراً أو غنياً أو ذا كفاف إذا اطمأن قلبه على الرضى ببلغتها .

– إن الإسلام لا يمنع الثراء ولكن ينهى المؤمن من أن يجعل الثراء يشغل قلبه ويفسد إيمانه ، فيجعل القلب لا يرق لحال فقير ، ولا يتحرك لإشباع جائع ولا يتأثر بأنين مريض . ومن المعلوم أن الله تعالى قد أعطى نبييه داود وسليمان الملك والثراء ، وكان عبد الرحمن بن  عوف وعثمان بن عفان رضي الله عنهما ، من أغنى صحابة رسول الله صلى الله عليه . ناهيك عن غيرهم الكثيرين من سلفنا الصالح .

x

‎قد يُعجبك أيضاً

لا مَلجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلّا إِلَيهِ

خمسة توكل!قال الإمام القشيري:“لما صدَق منهم الالتجاء تداركهم بالشِّفاء، وأسقط عنهم البلاء، وكذلك الحقُّ يكوّر ...