تفجيرات سريلانكا الإرهابية.. ارتفاع الضحايا إلى 290 وألغاز حول هوية المنفذين

كشفت تصريحات الناطق باسم الشرطة في سريلانكا، عن ارتفاع حصيلة ضحايا التفجيرات التي ضربت كنائس وفنادق فخمة في سريلانكا في “أحد الفصح” إلى 290 قتيلًا على الأقل و500 جريح، في أسوأ أعمال عنف تشهدها الجزيرة الواقعة في جنوب آسيا منذ انتهاء الحرب الأهلية قبل 10 سنوات.

واستهدفت 8 هجمات منسقة خلال الاحتفالات بالعيد، كنائس وفنادق اشتُهرت باستضافتها شخصيات عالمية. وتأتي هذه التصريحات بعد ساعات من الإعلان عن تفكيك قنبلة في المطار الرئيسي لكولومبو.

وقالت الحكومة السريلانكية، إن القتلى بينهم ثلاثة هنود بريطانيون وتركيان وبرتغالي. وبين القتلى أيضا شخصان يحمل كل منهما جواز سفر بريطانيًّا وآخر أمريكيًّا. وأوضحت وزارة الخارجية من جهتها أنه “بالإضافة إلى هؤلاء فإن هناك تسعة أجانب مفقودين، و25 جثة لم تعرف هوياتها ويعتقد أنها لأجانب”.

لغز الجماعة المتطرفة

وأعلنت السلطات عن أنّ الشرطة اعتقلت ما مجموعه 13 رجلاً لتورّطهم بالتفجيرات الدامية. ولم تدلِ السلطات بأي تفاصيل تتعلّق بالموقوفين، لكنّ مصدرًا في الشرطة قال لوكالة فرانس برس: إنّ الرجال الـ13 محتجزون في موقعين مختلفين في العاصمة كولومبو وقربها. وأضاف أنّ الموقوفين ينتمون جميعًا إلى جماعة متطرّفة واحدة، لم يسمّها.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، في تحذير معدل بشأن السفر، إن “جماعات إرهابية” تواصل التخطيط لهجمات محتملة في سريلانكا. وأضافت أن “إرهابيين قد يشنون هجمات دون سابق إنذار يذكر أو دون إنذار على الإطلاق”. وقالت إن من بين الأهداف المحتملة أماكن سياحية ومحطات وسائل النقل ومراكز تجارية وفنادق وأماكن عبادة ومطارات ومناطق عامة أخرى.

من يقف وراء الحادث؟

من جانبه، أعلن روان ويجواردين، وزير الدفاع فى سريلانكا، عن أن سلسلة الهجمات التي ضربت كنائس وفنادق فى البلاد هى «أعمال إرهابية»، وأنه تم تحديد هوية المسئولين عنها. ووصف الوزير الهجمات فى مؤتمر صحفى بأنها «عمل إرهابى من جانب جماعات متطرفة»، دون ذكر اسمها. كما أعلن وزير الدفاع عن اعتقال سبعة أشخاص مشتبه بهم.

ولم تعلن أى جهة مسئوليتها عن الهجمات، لكن وكالة الأنباء الفرنسية ذكرت أن بوجوت جاياسوندارا قائد الشرطة الوطنية حذر أجهزته، قبل عشرة أيام من وقوع الاعتداءات، وأن حركة إسلامية متطرفة هى «جماعة التوحيد الوطني» تخطط لتنفيذ هجمات انتحارية على كنائس كبرى والمفوضية الهندية العليا فى العاصمة كولومبو». وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية التى اطلعت على التحذير، أن رئيس الشرطة أرسل ذلك التحذير الذى قال إنه جاء من وكالة مخابرات أجنبية، إلى قادة الأمن فى 11 أبريل الحالي.

يشار إلى أن سريلانكا كانت قد شهدت حربا استغرقت عقودا مع الانفصاليين «التاميل» حتى عام 2009، كانت تفجيرات القنابل خلالها أمرًا شائعًا في العاصمة.

إلى ذلك، تقول جماعات مسيحية إنها واجهت تخويفًا متزايدًا من بعض الرهبان البوذيين المتطرفين فى السنوات الأخيرة. وفى العام الماضي، وقعت اشتباكات بين الأغلبية البوذية السنهالية والأقلية المسلمة. ويشكل البوذيون 70% من سكان سريلانكا، فيما يمثل المسلمون 9٫7% والمسيحيون 7٫6%.

تضامن وإدانات دولية

وخرجت على الفور ردود فعل عربية ودولية أدانت اعتداءات سريلانكا. وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تضامن أنقرة مع سريلانكا في مواجهة الإرهاب، الذي وصفه بالعدو المشترك للإنسانية والسلام العالمي. واعتبر أردوغان أن اعتداءات سريلانكا “أظهرت مرة أخرى ضرورة المكافحة الحازمة للإرهاب بكل أنواعه”.

وأدانت دولة قطر التفجيرات، معربة في بيان صادر عن الخارجية القطرية عن “صدمة دولة قطر من هذه الجريمة الشنيعة والمروعة”، ومجددة “موقفها الثابت من رفض العنف والإرهاب مهما كانت الدوافع والأسباب”.

وكتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تغريدة: “تعازينا القلبية من شعب الولايات المتحدة إلى الشعب السريلانكي بعد التفجيرات الإرهابية المروعة على الكنائس والفنادق.. نحن مستعدون لتقديم المساعدة”.

بدورها أدانت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، الاعتداءات “المروعة” في سريلانكا. وكتبت ماي في تغريدة على “تويتر”: “علينا أن نتوحد للعمل على ألا يمارس أي شخص عقيدته بخوف”، معبرة عن “تعازيها الحارة” لـ”كل الأشخاص المتضررين”. كذلك أدانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اعتداءات سريلانكا و”الكراهية الدينية وعدم التسامح”.

وفي القدس المحتلة، أعربت الكنائس عن تضامنها مع سريلانكا عقب سلسلة الاعتداءات التي وقعت بالتزامن مع عيد الفصح. وقال بيان صادر في القدس: “نعبّر عن تضامننا مع سريلانكا وجميع سكانها بمختلف مشاربهم الدينية والعرقية”.

ووصف بابا الفاتيكان اعتداءات سريلانكا بـ”العنف الوحشي”، مؤكدا أنه “قريب من كل ضحاياها”. كما عبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الجامع الأزهر، عن إدانته لهذه التفجيرات الإرهابية وعبر عن دعمه للضحايا وللشعب السريلانكي. كما نشرت جماعة الإخوان المسلمين بيانا أدانت فيه الحادث، واعتبرته جريمة نكراء تتساوى مع جرائم قتل المصلين في المساجد.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...