“سيسي ووتر”.. دواعش ترامب يعبرون مصر في طريقهم لإنقاذ حفتر

بتمويل من شيطان الإمارات محمد بن زايد، وبدعم من جنرال إسرائيل السفيه السيسي، عادت منظمة “بلاك ووتر” أو “دواعش ترامب” سيئة السمعة لتطل بوجهها القبيح على الشرق الأوسط، بعد أن ألمح مؤسسها إريك برنس إلى إمكانية ضخ قتلة مرتزقة من متعهدي الشركة المتخصصة في قمع وقتل حركات المقاومة العربية، إلى ليبيا لإنقاذ انقلاب حفتر.

وفي ديسمبر 2017، نشرت صحيفة “الغارديان” تقريرا جاء فيه أن “إريك برنس”، مؤسس “بلاك ووتر” وحليف الرئيس ترامب، والذي يعمل كذلك مستشارًا أمنيًّا في الإمارات العربية المتحدة، تقدم بخطة للتدخل بغرض منع الهجرة إلى أوروبا عبر سواحل ليبيا.

والهدف غير المعلن أن تقوم “بلاك ووتر” بمساعدة قوات حفتر بالقيام بأعمال “مميتة” أو “قاتلة” ليلا، أي أن قوة المرتزقة تساعد حفتر ليلا في التخلص من الثوار، وقال العقيد برنس لزملائه: إنه تلقّى موافقة مبدئية من مسئول في عصابة حفتر، ولكن الخطة كانت في حاجة إلى الدعم الأوروبي لتخفيف القيود على الأموال الليبية المجمدة واستيراد ليبيا للسلاح.

عصابة حفتر

وعلى أن يكون تمويل الخطة مشتركا من قبل الاتحاد الأوروبي وعصابة حفتر، من أموال هيئة الاستثمار الليبية المجمدة في البنوك الأوروبية، ولحسن حظ الليبيين لم يوافق الأوربيون على خطة إنشاء حرس حدود ليبيا من مرتزقة يدفع الاتحاد الأوروبي نصف ميزانيتها.

وتعتبر “بلاك ووتر” جيشًا خاصًا يسيطر عليه رجل واحد هو إريك برنس، وهو مسيحي يميني متشدد، وهو ملياردير، ولعب دورًا رئيسيًا في حملة الرئيس بوش، ولكن من منطلق الأجندات المسيحية اليمنية، وكشفت تقارير- نقلا عن مصادر وثيقة الاطلاع- أن قتلة “بلاك ووتر” التي تعمل في العراق والإمارات سافروا مؤخرا بالسر من كردستان العراق إلى ليبيا من أجل القتال مع قوات الجنرال المنشق خليفة حفتر، الذي بدأ قبل أسابيع حملة عسكرية ضد الحكومة الشرعية في مدينة طرابلس.

وتعتبر منظمة “بلاك ووتر أمريكا” إحدى أكبر وأقوى منظمات المرتزقة السرية في العالم، ويقع مركزها في المناطق البرية المهجورة من شمال ولاية كارولينا الأمريكية، وتشكل الجيش الخاص الأكثر نموا على وجه الأرض، بقوات قادرة على القيام بعمليات قلب الأنظمة الحاكمة في أي بلد في العالم، ودعم جيش الاحتلال الأمريكي في أفغانستان والعراق، والمشاركة في قمع ثورات الربيع العربي.

وبحسب موقع “عربي21″، فإن شركة “بلاك ووتر” التي أرسلت مقاتلين من كردستان العراق إلى ليبيا مؤخرا من أجل القتال إلى جانب حفتر، وذلك في صفقة سرية، ومن المعروف أن حفتر يتلقى دعماً عسكرياً وسياسياً من السعودية والإمارات والسفيه السيسي، وسبق أن أثبت تقرير صادر عن الأمم المتحدة أن أبو ظبي اشترت أسلحة مختلفة من دول وشركات عالمية عديدة وانتهت إلى أيدي المليشيا التي يديرها حفتر في ليبيا، ومن بين هذه الأسلحة طائرات مروحية مقاتلة تبين من أرقامها أن الإمارات اشترتها من منتجيها.

نحن قادمون!

وبعد التأييد المعلن من جانب ترامب لذراعه في ليبيا خليفة حفتر، تلوح في الأفق عدة إشارات على احتمالية أن تعود الولايات المتحدة لاستخدام إحدى أدواتها القديمة، وهى “بلاك ووتر” لخصخصة الحروب الأمريكية في الشرق الأوسط، وتحديدا في ليبيا، بما يتوافق مع سياسية الرئيس دونالد ترامب، التي تقوم على إنهاء الحروب المكلفة “الأبدية”، وفى الوقت ذاته ترك بعض الحماية الأمريكية في المنطقة لمحاربة الإرهاب وحماية الحلفاء.

ضابط البحرية الأمريكي السابق إريك برنس، مؤسس بلاك ووتر، قال إن التاريخ الأمريكي شهد العديد من حالات الشراكة بين القطاع العام والخاص، حيث يمكن للقطاع الخاص أن يملأ الفراغ عوضًا عن الحضور العسكري الباهظ الثمن، وكانت مجلة “ريكويل” الأمريكية المتخصصة فى الأسلحة قد نشرت إعلانا لشركة “بلاك ووتر” يقول : «نحن قادمون!» وذلك بعد يومين فقط من إعلان ترامب عن سحب القوات الأمريكية من سوريا.

واعتبر بعض المحللين نشر الإعلان في هذا التوقيت، محاولة لتمهيد عودة تعاون الشركة مع الجيش الأمريكي، وكان اقتراح برنس لاستبدال القوات الأمريكية في سوريا بمتعهدين عسكريين، قد سبقه اقتراح للقيام بالأمر نفسه في أفغانستان، واليوم في ليبيا، وربما لو تأزمت الأمور في السودان والجزائر وأصرت الشعوب على نيل حريتها عندها سنرى رؤوس قتلة “بلاك ووتر”.

أما عن دور السفيه السيسي في عملية نقل وتزويد قتلة “بلاك ووتر” بالسلاح، قبل مرورهم إلى الأراضي الليبية عبر الحدود المصرية، فقد باتت بحسب محللين ومراقبين شبه مؤكدة، وربط محللون ومراقبون إنشاء قاعدة محمد نجيب العسكرية الجديدة غربي مصر بالصراع العسكري الدائر في ليبيا، ويؤكد تقرير معهد “ذي ناشين” أن منظمة “بلاك ووتر” حققت أرباحا مضاعفة من خلال محاولاتها توسيع أرباحها، عن طريق تقديم فروع “بلاك ووتر” على أنها شركات مستقلة.

مؤكدين أن دور الإمارات حاضر بقوة في هذه القاعدة، حيث يعد حضور محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، افتتاح القاعدة إلى جانب حليفه في ليبيا خليفة حفتر، بمثابة الإعلان الرسمي عن دعم بلاده ماديا ومعنويا لقوات حفتر.

السيسي ووتر!

ويرى المراقبون أن هذه القاعدة تعد بداية مرحلة جديدة من تدخل السفيه السيسي وشيطان الإمارات محمد بن زايد في العمليات العسكرية الدائرة فيها، من خلال أدوار أكبر وأوضح كشفتها سقوط جنود مصريين أسرى في يد حكومة طرابلس الشرعية، وسقوط طائرات تابعة لسلاح الجو في الجيش المصري، والعثور على أسلحة وذخائر عليها أختام المصانع الحربية المصرية.

من جانبه يعتبر السفير السابق عبد الله الأشعل التساؤل عن الدوافع الحقيقية لإنشاء قاعدة عسكرية غرب البلاد أمرًا حتميًّا، في الوقت الذي ينشط فيه الإرهاب شرق البلاد بشبه جزيرة سيناء التي يتكبد الجيش فيها خسائر كبيرة بشكل دوري، وخروج تلك القاعدة عن استراتيجية الدفاع وفق مناطق التهديدات.

ويرجح الأشعل أن إنشاء هذه القاعدة هدفه الحقيقي دعم قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، الذي كان حاضرا احتفالية افتتاح القاعدة، والاستمرار في تعقب جماعة الإخوان المسلمين، في أي مكان بما في ذلك ليبيا عبر دعم خصمهم اللدود حفتر، متوقعا وجود تنسيق فرنسي مصري إماراتي لغزو قريب لليبيا.

ويوافقه الرأي رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاقتصادية أحمد مطر، بالقول إن حضور حفتر وابن زايد دليل على أن القاعدة أنشئت للقيام بعمليات في ليبيا، واستمرار تمويل الإمارات لسياسات وتحركات تتعارض مع مصلحة الأمة العربية والإسلامية، وتتم بتوجيه خارجي وقرار دولي مركزي يستهدف تدمير الثورات وإنهاك الجيش، وتفتيت المجتمعات واستمرار حالات التوتر، ويأتي في إطار توزيع أدوار على الأطراف المختلفة في المنطقة.

وكانت مؤسسة البحوث العسكرية (جاينز) قد أكدت في تقرير نشرته العام الماضي وجود قاعدة عسكرية جوية لدولة الإمارات قرب مدينة «المرج»، شرقي ليبيا، تستخدم لدعم قوات «حفتر»، وتلعب الإمارات دورا نافذا لتمكين «حفتر» من بسط سيطرته على كامل التراب الليبي، وتقويض كل مساعي رأب الصدع بين أطراف الأزمة الليبية.

“مجتهد” يفضحهم

وكانت وسائل إعلام ليبية قد أكدت وجود ضباط وخبراء عسكريين إماراتيين يديرون غرفة عمليات عسكرية في قاعدة الخروبة الجوية التي تقع جنوب بلدة المرج (شرق بنغازي)، وكان لطائرات توجيه الصواريخ وطائرات التجسس الإماراتية وسيارات الدفع الرباعي المسلحة دور محوري في سقوط مناطق كثيرة على يد قوات «حفتر».

ووفق المغرد السعودي الشهير «مجتهد»، فإن ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة «محمد بن زايد»، يستعين بآلاف المرتزقة في اليمن وليبيا، وفي وقت سابق، قال «مجتهد» في تغريدة له عبر صفحته الشخصية على «تويتر»: «يتمتع محمد بن زايد بعلاقة ممتازة مع إيريك برنس رئيس شركة بلاك ووتر وقد استخدمه لجلب المرتزقة لأغراض أمنية في الإمارات وكذلك في حرب اليمن وليبيا».

وشركة «بلاك ووتر» تضم آلاف المرتزقة، وتقدم خدماتها للعديد من الأنظمة حول العالم، وتمتلك الشركة إمبراطورية خاصة شبه عسكريّة مع عقود في جميع أنحاء الشرق الأوسط وآسيا، وتورطت في العديد من الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون من قبل موظفيها، خاصة خلال عملياتها التي شنتها في حربها على العراق.

قتل الربيع العربي

وبعد خروجها من العراق، بدأت شركة بلاك ووتر في البحث لها عن موطئ قدم في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حيث تكثر النزاعات، فقدمت خدماتها لإحدى الدول العربية لفترة وجيزة، وما قامت ثورة ليبيا في 2011 حتى ضم العقيد إيريك حقائبه بعد أن غير اسم شركته أكثر من مرتين، وحط في ليبيا باحثا عن صفقة تجارية مربحة، غير مهتم بطبيعتها أو تأثيرها السلبي على ليبيا أو إلى أي مدى يصله في مخالفاته للقوانين والأعراف الدولية.

وشركة بلاك ووتر، رغم تغيير اسمها، إلا أن العالم لا يزال يناديها باسمها القديم، خاضعة الآن للتحقيقات من قبل وزارة العدل الأمريكية وبعض المؤسسات الفيدرالية الأخرى بسبب محاولة الشركة التوسط في تقديم خدمات عسكرية لدول أجنبية واحتمال تورطها في عمليات غسيل أموال.

ويبدو أن السبب الرئيسي الذي أثار حفيظة الحكومة الأمريكية هي علاقة العقيد برنس بالمخابرات الصينية التي ساعدته في فتح حساب بنكي في “بنك الصين” لتصريف شئونه المالية التي خطط لجنيها من عملياته في ليبيا.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...