محلل أردني: خطة ترامب لتصنيف الإخوان خسارة سياسية لـ”واشنطن”

قال المحلل السياسي عريب الرنتاوي، في صحيفة الدستور الأردنية: إن “إدراج جماعة الإخوان المسلمين في قوائم الإرهاب يعني، من بين أمور أخرى، أن الغرب سيفقد قنوات الاتصال والتعاون الأمني والسياسي مع حركة رئيسية واحدة تضم مئات المؤسسات والمنظمات تحت مظلتها”.

وأوضح أن “المؤسسات تشمل منظمات تندرج بين الدعوية، والاجتماعية، والتعليمية، والمالية، والاقتصادية في الغرب”. ورأى أن اتجاه إدارة ترامب نحو إعلان أن جماعة الإخوان المسلمين هي منظمة إرهابية سيكون لذلك عدة تداعيات على الحركة، وأنه على الرغم من أن القرار لم يُتخذ بعد ويسبّب جدلاً في البيت الأبيض، إلا أن معظم التوقعات تشير إلى أنه سيحدث، ربما في وقت أقرب مما نتوقع، هذا سيكون متسقًا مع تصرفات ترامب وفريقه منذ تولي زمام الأمور منذ أكثر من عامين.

مراقبة لصيقة

وقال الرنتاوي، المختلف إيديولوجيًّا مع الإخوان: إنه ليس هناك شك في أن مجموعات الإخوان المسلمين كانت تحت المجهر من الأجهزة الأمنية الغربية لفترة طويلة، وخاصة منذ هجمات 11 سبتمبر 2001. لقد خضعوا لمزيد من التدقيق منذ الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس المصري محمد مرسي في عام 2013، ومع ذلك فقد ترددت هذه الوكالات في إضافة جماعة الإخوان المسلمين إلى قوائمهم السوداء في مواجهة مطالب العالم العربي للقيام بذلك، هناك العديد من الأسباب لذلك.

وأوضح أنه لا يوجد دليل قوي على تورط الحركة في الإرهاب، ربما تكون بعض أجنحتها في بعض البلدان متورطة فيها إلى حد ما؛ ربما تكون بعض فروعها قد شكّلت منظمات أمنية مسلحة سرية؛ وقد تكون بعض الحركات الجهادية قد نشأت أو خرجت أو انفصلت عن التنظيم. ومع ذلك، فإن المنظمة ككل هي المجموعة الإسلامية السياسية الأوسع والأقدم والأكثر شعبية في العالم العربي والإسلامي ولم تشارك في الإرهاب. هذا ما خلصت إليه التحقيقات التي أجرتها الحكومات البريطانية والفرنسية والألمانية، وهذا ما يشير إليه معارضو النهج الجديد للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في حججهم.

مشاكل دولية

والأكثر من ذلك، أن إضافة المجموعة إلى قائمة الإرهاب سيخلق العديد من المشكلات للسياسات الدولية في الشرق الأوسط، وبالنسبة لبعض البلدان خارجها تحافظ المجموعة على تحالفات مع العديد من الحكومات في جميع أنحاء العالم، مثل باكستان وتركيا وقطر على سبيل المثال لا الحصر، في حين أن مختلف الفروع تحكم أو تشارك في الحكم في المغرب وتونس وقطاع غزة.

وبيّن أن آخرين ينتمون للإخوان يقاتلون إلى جانب القوات المدعومة من الولايات المتحدة في اليمن، وهم جزء من المعارضة السورية التي ترعاها واشنطن وتدعمها حلفائها. كما أنها جزء من “الحكومة الشرعية” في ليبيا ولها حضور في البرلمانات لعدد من أصدقاء وحلفاء أمريكا، مثل الأردن والبحرين. قبل كل شيء، لا يزال للمنظمة وجود قوي في الشارع في العالمين العربي والإسلامي، وإضافتها إلى قائمة إرهابية “ستحرم” الدبلوماسية الأمريكية من العديد من الفرص السياسية، ويمكن أن تعرض أدوارها في العديد من الأزمات والبلدان للخطر.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...