تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار.. هدوء حذر بغزة.. وإلغاء الطوارئ بـ”إسرائيل”

أعلنت قناة “الأقصى” الفضائية، التابعة لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، فجر اليوم الإثنين، (غرة رمضان المعظم 1441هـ) نقلاً عن مصدر لم تكشف عن هويته، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وقالت إنه دخل حيز التطبيق منذ الساعة الرابعة والنصف فجرا بالتوقيت المحلي.

وذكر أبو مجاهد البريم، الناطق باسم “لجان المقاومة الشعبية”، في تصريح، أنّ “جهودًا مصرية وأممية نجحت في التوصل إلى وقف إطلاق النار، ودخل حيز التنفيذ صباح اليوم الإثنين”.

وقال مراسل الجزيرة في قطاع غزة: إن الاتفاق جاء بجهود مصرية وقطرية وأممية، تكثفت خلال الساعات الماضية لإجبار الطرفين على وقف إطلاق النار والعودة إلى الهدوء.

ويعمّ هدوء حذر قطاع غزة، منذ ساعات الفجر الأولى من اليوم الإثنين، مع سريان الاتفاق، ولم يشهد القطاع عمليات إطلاق نار، كما التزمت المقاومة الفلسطينية بعدم إطلاق صواريخ على مستوطنات “غلاف غزة”.

إلى ذلك تعهد الكيان الصهيوني بأن يكون الهدوء تبادليًا، وأن تبدأ “بتنفيذ تفاهمات كسر الحصار عن القطاع، والتي أبرمها المصريون والقطريون والأمم المتحدة”.

والتزمت حكومة الاحتلال الصمت حيال التقارير الفلسطينية عن التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ولم يصدر أي بيان رسمي بهذا الخصوص حتى كتابة هذه السطور.

بينما أعلنت قيادة الجبهة الداخلية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، عن رفع كافة القيود التي كان فرضها الاحتلال على مستوطنات “غلاف غزة”، ومن بئر السبع جنوبًا، كما تم الإعلان عن إلغاء تعليمات تعطيل الدراسة، ووقف العمل في المواقع التي كان يحظر العمل فيها، بفعل عدم وجود ملاجئ آمنة.

وانتقدت وسائل إعلام إسرائيلية حالة الغموض التي تسود أروقة حكومة الاحتلال وأنها تضطر مرة أخرى إلى معرفة ما يحدث من المصادر الفلسطينية ومن بيانات فصائل المقاومة. وتماطل حكومة الاحتلال في تنفيذ تفاهمات سابقة توسطت فيها مصر، تهدف إلى التهدئة وتخفيف الحصار على غزة.

بنود وشروط

وقال مسؤول فلسطيني لوكالة الصحافة الفرنسية: إن “وقف إطلاق النار تم بشرط أن يكون متبادلا ومتزامنا، وبشرط أن يقوم الاحتلال بتنفيذ تفاهمات كسر الحصار عن قطاع غزة”. وبحسب المسئول الفلسطيني، فإنّ من بين الخطوات “سيتم إعادة مساحة الصيد من 6 إلى 15 ميلا، واستكمال تحسين الكهرباء والوقود واستيراد البضائع وتحسين التصدير”.

من جهته، قال وسام زغبر المسئول في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في غزة “إن اتفاق وقف إطلاق النار يشمل وقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، والتزام الاحتلال بتنفيذ إجراءات تخفيف الحصار بما فيها فتح المعابر”.

وقال مراسل الجزيرة في قطاع غزة هشام زقوت: إن فصائل المقاومة الفلسطينية رفضت عرضا إسرائيليا بالهدوء مقابل الهدوء فقط، وأصرت على أن تكون التهدئة مقابل تعهد إسرائيل بتنفيذ التفاهمات السابقة بشأن الرفع المتدرج للحصار الذي فرض على القطاع من 13 عاما.

وأضاف أن الفصائل اشترطت فتح المعابر وتوقف إسرائيل عن استهداف الصيادين وقمع وقتل المتظاهرين في مسيرات العودة على حدود القطاع.

وبشأن الطلبات الإسرائيلية أكد أن إسرائيل أصرت – بالإضافة إلى وقف إطلاق النار من قبل الفصائل – على وقف مسيرات العودة، وهو ما رفضته الفصائل مطلقا.

حصيلة العدوان

وقبيل وقف إطلاق النار، كان قد ارتفع إلى 29 عدد الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ يوم الجمعة الماضي، إلى جانب 4 قتلى إسرائيليين بصواريخ المقاومة التي أعلنت أمس استهدافها مركبتين عسكريتين، كما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إصابة 146 فلسطينيا بجراح خلال الهجمات الإسرائيلية التي دمرت نحو 15 مبنى سكنيا في مناطق متفرقة من القطاع.

وقال جيش الاحتلال إن سلاح الجو أغار الليلة الماضية على ثلاثين هدفا في غزة، ليرتفع عدد الأهداف منذ بداية المواجهة الحالية إلى 350 هدفا، وقد شملت تلك الأهداف مباني سكنية وغرف عمليات ومستودعات أسلحة ومواقع تدريب تابعة للمقاومة الفلسطينية.

وقد أطلقت المقاومة الفلسطينية منذ ظهر السبت الماضي نحو 690 صاروخا باتجاه المدن والبلدات الإسرائيلية بعمق أربعين كيلومترا، تمكنت منظومة القبة الحديدية من اعتراض 240 منها، وأسفرت الهجمات الصاروخية هذه عن مقتل أربعة إسرائيليين وإصابة عشرات آخرين بجروح وحالات هلع.

ويقول محللون إستراتيجيون إسرائيليون: إن حركتي حماس والجهاد الإسلامي هذه المرة تعتقدان فيما يبدو أن لديهما قدرة ما على الضغط من أجل الحصول على تنازلات من إسرائيل التي تبدأ الاحتفالات بذكرى تأسيسها يوم الأربعاء.

ويعيش نحو مليوني فلسطيني في غزة، التي يعاني اقتصادها من صعوبات منذ سنوات؛ بسبب إغلاق المعابر على الجانبين الإسرائيلي والمصري، إضافة إلى خفض المساعدات الإنسانية والعقوبات التي تفرضها السلطة الفلسطينية.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...