على خطى السيسي.. تغريدة مثيرة للجدل لترامب.. تعرف إلى التفاصيل

على خطى رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمد فترة رئاسته الأولى إلى ست سنوات بدلا من أربع، وفي أحدث تغريداته المثيرة للجدل، طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي ينتمي إلى اليمين المتطرف، بتمديد فترة رئاسته الأولى إلى ست سنوات. ولتبرير هذا الطلب الغريب يدّعي ترامب أن هناك عامين سرقا من فترة رئاسته بسبب تحقيقات المدعي الخاص روبرت مولر واتهامه بالتواطؤ مع روسيا في قضية التلاعب بنتائج الانتخابات.

وأعاد ترامب نشر تغريدة كتبها جيري فولويل، رئيس جامعة الحرية بولاية فيرجينيا، يقترح فيها فكرة أن فترة رئاسة ترامب ينبغي أن يتم تمديدها إلى 2022. وكتب فولويل على حسابه الشخصى على «تويتر»: «ترامب يجب أن يحصل على سنتين إضافيتين لفترته الرئاسية الأولى كتعويض عن الوقت الذي سلب منه فى المؤامرات المضللة».

وكتب ترامب في تغريدة خاصة به عبر حسابه على «تويتر»: «على الرغم من النجاحات الهائلة التي حققتها كرئيس للولايات المتحدة، بما في ذلك أعظم اقتصاد في العالم، وأنجح سنتين رئاسيتين في تاريخ الرؤساء على الإطلاق، فقد سرقوا سنتين من فترة رئاستي لا يمكن أن تعودا.. لعبة مطاردة الساحرة قد انتهت، لكننا لا يمكن أن ننسى.. اجعلوا أمريكا عظيمة مرة أخرى»!.

تشابه غريب!

وبحسب مراقبين فإن ثمة تشابها كبيرا بين السفيهين ترامب والسيسي، ليس في الأفكار والأهداف فقط، بل وصل إلى حد استخدام ذات الألفاظ تقريبًا، وليس فقط اتباع ذات السياسات!

أولا: الشعب لم يجد من يحنو عليه، هي العبارة الشهيرة التي تمثل أعلى درجات “السهوكة” من جانب رئيس الانقلاب في مصر استخدمها مدير مشروع الموازنة الجديدة لترامب «مايك مولفاني» حيث وصف موازنة 2017 بأنها «حنونة جدا» fairly compassionate .. وهو تعبير يشبه تماما عبارة السيسي الشهيرة التي باتت مجالا واسعا للتندر والسخرية.

وبنظرة على هذه الموازنة العطوفة نجدها خالية من أية لمحة من الحنو والعطف.. الإنفاق العسكري فيها ازداد، مقابل انخفاض في ميزانيات البحث الطبي والرعاية الصحية وتعليم الأطفال ومشروعات توصيل الطعام لغير القادرين على ثمنه أو العجزة الذين لا يستطيعون إعداده بأنفسهم.

ثانيا: ثمة تشابه آخر بين السيسي وترامب وهو خلفيتهما التجارية؛ فترامب رجل أعمال قديم، والسيسي قادم من مؤسسة البيزنس الأولى في مصر (الجيش) والتي تسيطر على 60-70% من اقتصاد مصر؛ لذا فكلاهما يفكر دائمًا في ثمن كل شيء، دون التوقف للحظة عن قيمة أي شيء! وبحسب مراقبين فإن ذلك ما يجعل العسكر لا يصلحون للسياسة، وكذلك رجل الأعمال، فعقلية العسكري قائمة دائمًا على الجندية والتبعية التامة والطاعة العمياء واعتبار الخلاف خيانة.. فالعسكري يفكر دومًا أنه في حرب ضد خصومه، وفي الحرب – بل حتى في التدريب – لا بد أن يكون هناك نسبة من الضحايا! والتاجر أيضًا يهدف إلى الربح المادي فقط، ولو على حساب الأخلاق والقيم والقوة الناعمة، وانتماء الناس لأوطانهم! وهذا ما يجعل موازنة ترامب العطوفة تلك تقتطع من قوت الأمريكيين وصحتهم وتعليمهم وتوظيفهم، في مقابل خفض الضرائب على الأغنياء Tax cut بدعوى تشجيع الاستثمار، وهو عين ما يفعله السيسي في مصر بإعطاء كل المناقصات للجيش بالأمر المباشر؛ ما أدى إلى سحق الشركات الصغيرة والمتوسطة، وهروب المستثمرين، وبالتالي انخفاض الاحتياطي الدولاري، وانهيار العملة، وارتفاع الأسعار بهذا الشكل الجنوني!

ثالثا: المبالغة في النعرة القومية والوطنية، فالتاجر لكي يلهي هذا الشعب الفقير عن صفقاته المشبوهة واستئثاره بالثروة، فإنه يثير النعرات القومية؛ لأن الشعوب العاطفية يسهل اقتيادها عن الشعوب المتعقلة التي تقف وتفكر؛ لذا فلا عجب أن يكرر السيسي دائمًا شعار «تحيا مصر»، وأن يضع ترامب شعار «إعادة أميركا عظمى مجددًا» في حملته الانتخابية، وشعار «أميركا أولاً».
رابعا: صناعة عدو وهمي، لكن النعرات القومية لا تكفي وحدها، فلا بد للشعب من أن يشعر دائمًا بالخطر.. فالشعور بالخطر هو الآخر يجعل الإنسان عاطفيًا، والخوف يشل التفكير! الرسالة التي يوجهها المستبد دائمًا: هناك خطر على أمنك أنت لا تشعر به، وهذا الخطر يأتي من حيث لا تدري.. لكن لا تقلق، نحن نحميك! فأي مستبد لا بد أن يُشعر الناس بالخوف، منذ فرعون الذي قال لقومه إن موسى سيظهر في الأرض الفساد، مرورًا بالسيسي الذي تحدث عن الإرهاب المحتمل، وانتهاء بترامب الذي كان يريد حظر دخول المسلمين، والآن يريد حظر مواطني دول إسلامية بعينها من دخول أميركا!

خامسًا: اختلاق الأكاذيب الكبرى، فقد رأينا السيسي يخوف الناس من البطة الجاسوسة، ورأينا مستشارة ترامب تقول إن أوباما تجسس على ترامب عبر جهاز الميكروويف! وهي كذبات لا يصدقها عقل؛ لذا فإنها تحتاج لأدوات إعلامية ضخمة، تحدث عنها السيسي بقوله: «الأذرع الإعلامية» وهاجمها ترامب بشدة لعدم وقوفها معه واتهمها بأنها كاذبة Fake news لا تغطي الأحداث الإرهابية بالشكل الكافي، ولا مانع من اختراع بعض الحوادث التي لم تقع أيضاً للتدليل على حجم الخطر الذي يتعرض له البلد، فإرهاب السيسي محتمل، وترامب غاضب من مجزرة «بولينج جرين» التي لم تقع، وحادث إرهابي في السويد جعل وزيرا سابقا يتساءل بدهشة عن نوع المخدر الذي يتعاطاه هذا الرجل!! ولتبرير مواجهة هذه المخاوف الشديدة المحدقة بالوطن، والتي لا يدركها المواطن (تعرف في إعلام السيسي بحروب الجيل الرابع) فلا بد من التسلح الشديد بشكل غير مفهوم ومبالغ فيه!

سادسًا: التركيز على بناء القوة العسكرية، فترامب والسيسي يريان القوة في الإنفاق العسكري فقط، ولا يدري أحد من سيحارب السيسي بالميسترال، بالضبط كما لا يدري أحد حاجة أميركا لزيادة إنفاقها العسكري وهي القوة الكبرى العسكرية الكبرى التي ينافسها أحد؟!

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...