بعد فضيحة “التابلت الفشنك”.. امتحانات أولى ثانوي “على قديمه”!

من جديد تفشل “تعليم الانقلاب” في إثبات جدارتها باستخدام النظم الإلكترونية الحديثة؛ حيث اعترفت وزارة التربية والتعليم، أمس الأحد، عن فشلها في تدريب طلاب الصف الأول الثانوي العام في كل المحافظات على نظام “التابلت” التكنولوجي قبل بداية امتحانات نهاية العام رسميًا يوم 19 مايو الجاري والتي تستمر حتى يوم 30 من نفس الشهر.

ورصدت غرفة عمليات التراكمية الخاصة بحملة “ثورة أمهات مصر على المناهج التعليمية”، العديد من المشكلات التي تواجه طلاب الصف الأول الثانوي على مستوى محافظات مصر خلال تجربة التابلت.

وحضر الطلاب كالعادة تعطلت “منصة التدريب” خلال الفصل الأول، نتيجة تكرار مشكلة وقوع نظام التشغيل وانقطاع الخدمة، ما سبب حالة من الغضب بين الطلاب والأهالي.

وأكدت حملة” ثورة أمهات مصر” عدم قدرة أغلب الطلاب الدخول على منصة الامتحانات، واختلفت وتعددت الشكاوي من الطلاب على مستوى محافظات مصر، حيث أكد بعض الطلاب من حيث تنوع المشاكل التي واجهت الطلاب أنه عند محاولة الدخول على المنصة فوجئوا بعدم وجود إنترنت أو شبكة إنترنت داخلية في بعض المدارس.

فشل تجربة التابلت

ووقّع طلاب الصف الأول الثانوي في عدد من المحافظات، إقرارًا بخط اليد أن جهاز “التابلت” الخاص بهم ليس فيه ما يعيق عن الوصول لمنصة الامتحان، وتحملهم المسؤولية في حال حصول أي عبث أو مخالفات تصيب الجهاز وتؤثر سلبًا على أداء الامتحان الإلكتروني يوم 19 مايو، وذلك بعد أن أعلنت وزارة التربية والتعليم، أن الطالب مسئول عن جاهزية “التابلت” الخاص به الذي وزع عليهم لأداء الامتحان. وأثار الإقرار مخاوف لدى بعض الطلاب، وهناك من رفض التوقيع، حتى لا تقع عليه المسئولية فشل الجهاز والامتحانات.

يأتى ذلك الأمر بعدما فشلت أول تجربة امتحانات «أونلاين» من خلال التابلت قبل شهر، وفقا للمنظومة الجديدة التى أعلنها الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، ولم يتمكن الكثير من طلاب الصف الأول الثانوي من أداء الامتحانات التجريبية التي انتهت فى ٤ أبريل الجارى، والتي تتم لأول مرة من خلال أجهزة التابلت المدرسي، وهو ما نتج عنه عدم تحقيق هدف الامتحانات بتدريب الطلاب على الامتحانات المقبلة؛ ما اعتبره العديد من أولياء الأمور إخفاقًا كبيرًا في أول تجربة للتابلت.

وكشف عدد من الموجهين الأوائل لعدد من المواد الدراسية، عن عودة امتحانات النظام الورقي للصف الأول الثانوي مرة أخرى مع بداية الامتحانات الأسبوع القادم، بعدما فشل النظام التكنولوجي من جديد خلال التيرم الثاني، وهو يعد امتدادًا لفشل التيرم الأول.

عودة “الورق”

بدروهم، أكد عدد من موجهي مادة الرياضيات بإحدى محافظات الصعيد، إن مديريات التعليم بالمحافظات، طلبت بالفعل من الموجهين الأوائل وضع امتحانات ورقية لكافة المواد الدراسية، التي من بينها مادة الرياضيات، تمهيدًا لتوزيعها على الطلاب، في حال فشل التابلت المتوقع، خاصة بمدارس محافظات الصعيد التي تعاني من نقص إمكانيات التطوير التكنولوجي، كما اتضح خلال الامتحانات التجريبية التي جرت في مارس الماضي.

ولم يتمكن الطلاب من أداء الامتحان بالمدارس، في حين تمكن بعضهم من ذلك عبر أجهزة التابلت في المنازل أو المقاهي. وتوقع الموجه أن تكون الأسئلة الورقية موجودة في المدارس والإدارات التعليمية في نفس توقيت بداية الامتحانات الأحد القادم.

منحة أتلفها “السيستم”

وكان البنك الدولي وافق على منح عسكر مصر 2 مليار دولار مقابل التطوير، وستدفع لها 500 مليون دولار كدفعة أولى تدفعها الدولة على خمس سنوات، فور إصدار القرار.

يقول الدكتور عبدالله سرور رئيس نقابة “علماء مصر” تحت التأسيس، إن هذا القرار فاشل مليون % لأن الطالب سيتفاجأ باستخدامه عند مرحلة الثانوية وفى جميع مراحله التعليمية السابقة كلن يعتمد على كتاب الوزارة أو الكتب الخارجية، وعلى الدولة مراجعة القرار حتى لا تكون سببًا فى إهدر كل هذه الأموال لمجرد تجربة نسبة فشلها تعلو على نجاحها.

ويشير سرور إلى أن الوزارة متناقضة ومتضادة فى تسليم الطلاب التابلت؛ لأنها ستمنح له أيضًا كتاب الوزارة وبنك المعلومات والكتب الخارجية فأين التجديد الذى سيحصل عليه الطالب وأين الفائدة من وراء استخدامه.

وأعرب عن استيائه من استخدام التابلت فى الثانوية العامة معللًا إستيائه بقوله “والله ده تهريج وفشل”، متسائلًا: كيف تتخذ الوزارة هذا القرار دون الرجوع إلى العلماء والخبراء فى مجال التعليم حتى يطلعوهم على ما يفيد الطلاب وما ينقصهم، وأن مشكلة التعليم في مصر ليست في شكله بل في جذوره وبنيته التحتية.

تهريج وفشل

ونوه رئيس النقابة، إلى أن الطالب لا يحتاج إلى “التابلت” قدر احتياجه إلى التطوير وأن التابلت لا يساعده على أى تطوير، خصوصًا وأنه يمتلك كتاب الوزارة على التابلت وبنك المعلومات والكثير من ذلك الحشو الذى لا يفيده فى أى شئ بمستقبله.

في حين أوضح الدكتور حسام عيسى، وزير التعليم العالي الأسبق، أن نمط التعليم لا يعلم الطالب التفكير، سواء استخدم التابلت أو الكتاب
ولم يطور من شخصه فهو فشل، وأن نظام التعليم في مصر هي المشكلة وليس نمطه فعلينا معالجة البنية التحتية للتعليم بعدها نفكر في أدوات تطويره.

وتعجب وزير التعليم العالي الأسبق من قرار الوزارة بقوله لا أجد فائدة فى التعليم بالتابلت، متسائلًا: هل ذلك سيفيد الطالب ويجعله يعرف كيف يفكر مثلًا.

ويرى عيسى، إن إستخدام التابلت فى الامتحان يعتبر نظام غش وخداع للطلاب حتى وإن استطاعوا التحكم في التابلت فهناك طلاب مبرمجون قادرون على إختراق تلك الأنظمة وعلى الدولة التراجع عن تلك الخطوة.

أين البنية الأساسية

في حين قال كمال مغيث، الخبير التربوي والباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية، أنه وبعد فشل تجربة الامتحانات من خلال التابلت، قال: “لازم نرجع للامتحانات الورقية لحد ما ندرس الموضوع”.

وأشار، في تصريحات له، إلى أن هذا الفشل كان متوقعًا منذ تم الإعلان في العام الماضي، بتوزيع 800 ألف تابلت في المدارس، موضحًا كان متوقعا لأنه من المفترض تدريب المعلمين والمفتشين والطلاب قبل تطبيق هذا النظام، كما أنه لا بد من تطوير المناهج كي تناسب التابلت.

وتابع مغيث: “لابد كذلك من التأكد من الكهرباء والبنية الأساسية والتحتية في المدارس”، قائلًا “كان لابد من تجربة النظام بشكل مقنن وموضوعي، من خلال تطبيقه في 3 مدارس فقط في كل محافظة، وبعدها نقيم التجربة قبل تعميمها، ونرى مدى نجاحها والجوانب السلبية والإيجابية فيها، وإذا حدثت مشكلة كالتي وقعت في الامتحانات فكيف يكون الحل؟

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...