الإخوان وفلسطين.. جهاد طويل يعصف بادعاءات الصهاينة والطابور الخامس

ادعى ميخائيل فرادكوف، مدير جهار المخابرات الخارجية الروسية السابق في محاضرة ألقاها بحضور السفراء الروس في الدول العربية والإسلامية أن الإنجليز أثناء حكمهم مصر سنة 1928 هم من تبنوا تأسيس جماعة الإخوان المسلمين وذلك كجزء من سياسة (فرق تسد) لاستعمالهم ضد القومية العربية، وزاد في زعمه أنه حينما ورثت الإمبراطورية الأمريكية إرث بريطانيا العجوز كانت الجماعة من ذلك الإرث.

غير أن مراقبين ومحللين قوميين وإسلاميي لا يتفقون مع ما طرحه الروس ورأوا أن مقاومة الإخوان المسلمين المسلحة ضد القوات الإنجليزية في قناة السويس هي دليلٌ على عدم ترجيح هذا الرأي.

حتى إن المرشد العام الراحل الأستاذ محمد مهدي عاكف، في 13 يوليو 1928 بالدقهلية، حصل على الثانوية العامة من مدرسة “فؤاد الأول”، تخرج من المعهد العالي للتربية الرياضية سنة 1950، ثم التحق بعدها بكلية الحقوق جامعة القاهرة 1951.

وشارك “عاكف” في إعداد عمليات الجهاد في فلسطين عام 1948، ثم رأس معسكرات جامعة إبراهيم في الحرب ضد الإنجليز في القناة.

كما ادعى الروس وغيرهم أن البريطانيين وراء تشكيل فرع الجماعة في فلسطين (القدس) في 1945، غير أن الجماعة نقضت بمشاركتها وعلى رأسها الإمام الشهيد حسن البنا في حرب فلسطين بكتائب الإخوان المسلمين من مصر والأردن وفلسطين يستردون الأراضي العربية ويثبتون الجيوش العربية فيستردها اليهود من الجيوش!

وفي الصيف الماضي أصدر “مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات” كتابا جديدا بعنوان “قواعد الشيوخ: مقاومة الإخوان المسلمين ضدّ المشروع الصهيوني 1968- 1970”.

ويبدو أن اهتمام الإخوان المسلمين بقضية فلسطين لم يكن وليد الحوادث والتطورات التي أعقبت قرار تقسيم فلسطين سنة 1947، ولكنه سبق ذلك التاريخ بزمن طويل، بحسب الكتاب.

فهم أدرجوا القضية الفلسطينية في قائمة اهتماماتهم منذ بداية ثلاثينيات القرن العشرين، وتبنوها بكل حزم كقضية إسلامية تهم كل المسلمين.

لقد كانت حقيقة الصهاينة معروفة وواضحة عند الإخوان المسلمين الذين أدركوا مبكراً طبيعة المشروع الصهيوني، وأنه لا بدّ من مواجهته بالجهاد.

من هذا الموقف المبدئي والاستراتيجي، استمر الإخوان المسلمون في طريقهم، وقدموا لها ما يملكون من طاقات وقدرات في محيط من المؤامرات والاتهامات.

مقاومة جديدة

ويكشف الكتاب بشكل علمي الكثير من الغموض عن مرحلة مهمة من مراحل المقاومة الفلسطينية متعلقة بدور الإسلاميين في الفترة 1968-1970، والذي بدا غير معروف في أدبيات وكتابات وتاريخ المقاومة والحركة الوطنية الفلسطينية.

وقد عوَّض المؤلف نقص المعلومات المكتوبة بمجموعة واسعة ومهمة من الشهادات التاريخية الشفوية، التي سدَّت ثغرة حساسة في تاريخ هذه التجربة.

ويشتمل على أربعة فصول وملاحق للوثائق والصور، ويعالج بالتوثيق والتحليل واحدة من العلامات الفارقة في مسيرة الإخوان المسلمين بصورة عامة، ومسيرة الكفاح والمشاركة الجهادية في العمل لفلسطين بصورة خاصة.

وتناول الفصل الأول من هذا الكتاب أثر الأوضاع التي أعقبت النكبة على جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين تحديداً، ونتائج تجربة شباب الإخوان في قطاع غزة، في العمل الفدائي، في النصف الأول من الخمسينيات، والتي كان لها أثر كبير في مُضيِّ رموز ونشطاء كبار منهم باتجاه تشكيل تنظيم مستقل اشتهر في ما بعد باسم حركة التحرير الوطني الفلسطيني وعرف اختصاراً باسم حركة فتح، بعد أن وجدوا أن البيئة السياسية لا تسمح بالعمل الإسلامي المقاوم.

الإخوان وحركة “فتح”

في أعقاب هزيمة حرب 1967، وصعود نجم المنظمات العسكرية الفلسطينية، وخصوصًا حركة “فتح” بعد الصمود والانتصار في معركة الكرامة سنة 1968. وكان من نتيجة الأجواء الشعبية التي سادت وقتها واندفاع الشباب الفلسطيني، وحتى العربي، للعمل الفدائي كبديل للجيوش العربية المهزومة، أن حدث تحركٌ في أوساط شباب الإخوان المسلمين باتجاه قيادتهم، التي اتفقت مع حركة فتح على السماح للإخوان بالتدريب وإنشاء قواعد مستقلة لهم في غور الأردن، والعمل المقاوم تحت غطائها.

وحشد شباب الإخوان في مراحل للتدرب على السلاح، ومن ثم إقامة قواعد خاصة لهم وصل عددها إلى ثمانية. وكانت لهم برامج التدريب الخاصة بالإخوان، وتوزيع قواعدهم وتسليحهم، وعملياتهم المشتركة مع حركة فتح، والمستقلة بمفردهم، وشهدائهم الذين ارتقوا خلال تلك العمليات، وعلاقاتهم مع المنظمات الأخرى، وكذلك مع الأهالي والجيش الأردني.

وفي إرهاصات “الفتنة” التي عصفت بالساحة الأردنية نتيجة الصراع بين العمل الفدائي الفلسطيني وبين النظام الأردني، وتناول أسبابها وتداعياتها ونتائجها، وقرار الإخوان المسلمين المشرفين على قواعد الشيوخ بتجنب هذه “الفتنة”، وموقفهم من أحداثها، وقرارهم بتفكيك قواعد الشيوخ وتسريح منتسبيها، كل إلى بلده وقطره .

حياة شهداء الإخوان الذين ارتقوا في العمليات التي نفذوها، وأوقعوا خسائر بشرية ومادية في صفوف الاحتلال الصهيوني.

32 سنة مقاومة

32 عاما مرت على نشأة حركة حماس، حيث تأسست “حماس” في 14 ديسمبر 1987 على يد مجموعة من قادة جماعة الإخوان المسلمين في قطاع غزة، كان أبرزهم الشيخ أحمد ياسين، وانتشر نفوذ الحركة بشكل كبير بعد انخراطها القوي في مقاومة الاحتلال الصهيوني للضفة الغربية وقطاع غزة.

ورغم انتشار الحركة في الضفة الغربية، وبعض التجمعات الفلسطينية، في بعض الدول العربية والغربية، فإن ثقلها الرئيسي يكمن في قطاع غزة، الذي سيطرت عليه في صيف عام 2007.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...