“شهداء الإخوان” راحلون لاستكمال مسيرة النضال.. والفكرة لا تموت

غيب الموت المهندس محمد العصار، أحد أبرز قيادات جماعة الإخوان المسلمين وعضو مجلس شورى الجماعة في محبسه.

وكأن دماء قادة وشباب الإخوان كانت وستظل وقودا يضيء طريق الحق ومشاعل الثورة وليعلم المجرمون أن الأرض لا تشرب الدماء.

جاء استشهاد “العصار” الذي تجاوز السبعين من عمره، تعرض لوعكة صحية بمحبسه بسجن برج العرب بمحافظة الإسكندرية، جراء الإهمال الطبي المتعمد داخل المعتقل”.

و”العصار” لم يكن الشمعة الأولى التي تضيء مسيرة الكفاح والنضال الثوري لاستكمال ما صنعه شعب مصر إبان ثورة 25 يناير المجيدة 2011،

فيما يلي نلقي الضوء على تضحيات الإخوان في ظل حكم العسكر والتي قضت باستشهاد عدد كبير منهم وجاءت على النحو التالي:

الأستاذ عاكف (سبتمبر 2017)

لم يشفع له وضعه الصحي الصعب، ولم تفلح مناشدات بالإفراج عنه أطلقتها منظمات حقوقية، وناشطون، وأفراد أسرته، لينضم محمد مهدي عاكف، المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين، إلى قائمة السابقين ممّن تُوفّوا داخل السجون.

عاكف، البالغ من العمر 89 عامًا، والذي كان يعاني من الإصابة بانسداد في القنوات المرارية (الصفراوية) ومرض السرطان، تُوفّي، في مستشفى قصر العيني الحكومي.

ويعد عاكف، الذي شغل منصب مرشدها العام السابع، قد “قُتل عمدًا نتيجة الإهمال الطبي المتعمّد” من قبل سلطات الانقلاب،

عبد العظيم الشرقاوي (أغسطس 2017)

كما أضاء الإخوان شمعة أخرى في سماء مصر المظلمة، بعدما رحل عن عالمنا البرلماني المجاهد عبد العظيم الشرقاوي، عضو مكتب الإرشاد”، الذي تم اغتياله بالإهمال الطبي داخل سجون الظلم والطغيان.. سجون الانقلاب العسكري الغادر.

استشهد الشرقاوي بعد رحلة قاسية من الإهمال الطبي ومنع العلاج والدواء، وعاش فترة طويلة في سجن انفرادي شديد الحراسة – كغيره من قادة الجماعة وشبابها – يقاسي الموت البطيء ولم تتحرك للمجرمين أي مشاعر إنسانية بل ازدادت تبلدًا وقسوة حتى فاضت روحه الطاهرة إلى بارئها.

فريد إسماعيل (مايو 2015)

واستشهد الدكتور “فريد إسماعيل” البرلماني السابق وعضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة بداخل مستشفى سجن العقرب بمنطقة سجون طرة؛ بسبب سوء الرعاية ومنع الأدوية والأطعمة عنه طوال شهر ونصف الشهر.

وكان “إسماعيل” قد دخل في غيبوبة كبدية تامة وأصيب بجلطة في المخ داخل سجن العقرب وسط تعنت من مصلحة سجون طره برفض نقله للعلاج بمستشفى خاص نظرا لسوء حالته.

محمد الفلاحجي (25 مايو 2015)

كما رحل عن عالمنا، النائب السابق محمد الفلاحجي، في سجن جمصة العمومي، بعدما قضى نحبه، نتيجة الإهمال الطبي في السجن”.

الفلاحجي من مواليد 1956، وعمل في التربية والتعليم، موجها لمادة التاريخ في إدارة الزرقا التعليمية، ونجح في انتخابات مجلس الشعب 2011-2012.

وكانت حالة الفلاحجي الصحية قد تدهورت ليتم نقله للمستشفى مرتين في مارس وإبريل 2015 لكن أسرته خرجت لتشير إلى أنه لم يتلق العناية الصحية اللازمة بل شككت في أن نقله لم يكن بغرض العلاج.

طارق الغندور (نوفمبر 2014)

استشهد الدكتور طارق الغندور، أستاذ الأمراض الجلدية والتناسلية بطب عين شمس، إثر إصابته بنزيف حاد بدوالي المريء، داخل سجن طرة، استمر لـ6 ساعات حتى تم نقله إلى معهد الكبد في شبين الكوم بالمنوفية.

وأشرف “الغندور” على أكثر من 100 رسالة ماجستير ودكتوراه وبحث علمي، وله العديد من المؤلفات في مجال الأمراض الجلدية والعقم، كما يحفظ القرآن الكريم، وحصل على العديد من الدرجات العلمية في الدراسات الإسلامية، وشارك في ثورة 25 يناير بميدان التحرير، وكان كبير الأطباء في المستشفى الميداني بالميدان.

وعقب وفاته أصدرت محكمة النقض حكمًا بإلغاء الحكم بحبسه 5 سنوات، وأمرت بإخلاء سبيله، الأمر الذي قوبل بحالة من السخرية الواسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي حينئذ، معتبرين أن ما حدث هو حلقة جديدة من مسلسل مهازل قضاء الانقلاب.

أبو بكر القاضي (نوفمبر 2014)

ارتقى في سجن قنا العمومي شهيدًا بعد معاناة مع المرض أبو بكر القاضي ( 46 عاما ) في سجن قنا.

وكان القاضي يعاني من مرض سرطان المعدة ،وبسبب إهمال إدارة السجن في توفير الرعاية اللازمة له ،لقى ربه شهيدا.

صفوت خليل (سبتمبر 2013)

توفي الدكتور صفوت خليل في سجن المنصورة، وكان “خليل” مريضًا بالسرطان ويأخذ جرعات علاج كيماوي وأجرى عملية بتر جزء من قدمه، وكان سبب الوفاة هو الإهمال الصحي الشديد والتعنت في استمرار حبسه رغم مرضه.

الدكتور صفوت خليل هو الأب الروحي لصيادلة الدقهلية من مواليد 1954م وخريج الصيدلة عام 1978م وكان مديرًا بشركة سيد للأدوية ومتزوج وله ثلاث بنات وولدان.

كان رحمه الله من أبرز مؤسسي نقابة ونادى الصيادلة بالدقهلية وله إسهام كبير في إنشاء مبنى نادي الصيادلة على النيل بطلخا بعد أن كانت مجرد حجرة فى شقة صغيرة ويشهد له الصيادلة بدوره المهني والخدمي ويعتبره البعض بمثابة الأب الروحي للصيادلة، قضي سنوات عمره في خدمة الصيادلة والمساهمة في تطوير الأداء النقابي وهو من أكبر وأقدم نشطاء العمل النقابي بصيادلة الدقهلية شارك وساهم في جميع الفعاليات والمناشط النقابية.

محمد كمال (4 أكتوبر 2016)

في جريمة تضاف إلى سجل العسكر الإجرامي، قامت داخلية الانقلاب بتصفية الدكتور محمد كمال عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين، ومرافقه الأخ ياسر شحاته بعد اعتقالهما .ونفذت داخلية الانقلاب جريمتها تحت زعم الرد على إطلاق النار من قبل الشهيد أثناء اعتقاله.

ناصر الحافي وإخوانه (1 يوليو 2015)

ومن بين شهداء الإخوان، النائب البرلماني السابق، وعضو اللجنة القانونية لجماعة “الإخوان المسلمين”، ناصر الحافي، وإخوانه والذين اغتالتهم داخلية الانقلاب بداخل إحدى الشقق السكنية بدعوى التخطيط لعمليات ارهابية.

“الحافى” واخوانه من قيادات جماعة الإخوان المسلمين،كانوا أعضاء لجنة الدعم القانوني والحقوقي والنفسي للمضارين من أسر المعتقلين والشهداء بالجماعة، والذين استشهدوا واعتقلوا من سلطات الانقلاب المجرمة”.

كما لحق بهم: “عبد الفتاح محمد إبراهيم، عبد الرحيم محمد، طاهر محمد إسماعيل، مسؤول مكتب وسط الدلتا بجماعة الإخوان طه إسماعيل، مسؤول مكتب الإخوان بالمنوفية، جمال خليفة.

دعوة للتحقيق

منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية الدولية، (مقرها نيويورك) وصفت ما يحدث من تعذيب للمعتقلين داخل سجون النظام المصري بأنّه “جريمة ضد الإنسانية”.

تقرير هيومن رايتس ووتش، الذي رفضه نظام الانقلاب في بيان لوزارة الخارجية، أوضح أنه منذ الإطاحة بنظام الرئيس مرسي تم توقيف 60 ألف شخص على الأقل، كما تم إنشاء 19 سجنا جديدا خلال الفترة ذاتها لاستيعاب هذه الأعداد.

المنظمة عرضت في تقريرها شهادات 19 سجينا سابقا “تعرّضوا للتعذيب بين عامي 2014 و2016، تضمّنت الضرب والصعق الكهربائي والاغتصاب”.

سجن كبير

في حين سلطت مجلة “فوربس” الأمريكية،على موقعها الإلكتروني الضوء على معاناة المعتقلين السياسيين فى مصر، ففي مقال لها بالموقع دعت فيه إدارة ترامب إلى إعادة النظر في العلاقات مع نظام السيسي؛ وذلك بعدما “حوّل البلاد إلى سجن كبير مفتوح”.

وأضافت: “الولايات المتحدة اختارت الوقوف في صف نظام وحشيّ لا يتوانى عن قتل معارضيه، والزجّ بهم بأعداد كبيرة إلى السجون، مع ممارسة القمع بلا هوادة”.

كما رصدت تقارير حقوقية لمنظمات محلية خاصة ودولية، أعدادًا “بالمئات” لمعارضين تُوفّوا داخل السجون “نتيجة إهمال طبي”، منذ الإطاحة بنظام مرسي، وهو الأمر الذي تنفيه السلطات، بقولها إنها “تقدّم الرعاية الصحية والقانونية الكاملة لسجنائها دون تفرقة” على حد زعمها.

“منظمة إرهابية”

يأتى ذلك الإنتقام من أعضائها في حين تعمل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إدراج جماعة الإخوان المسلمين للقائمة الأمريكية الخاصة بـ”الجماعات الإرهابية الأجنبية” وفق استمالة من المنقلب عبد الفتاح السيسي، حسبما قال البيت الأبيض.

وقالت سارا ساندرز، المتحدثة باسم البيت الأبيض، في تصريحات لها إن “الرئيس تشاور مع فريقه للأمن الوطني وزعماء المنطقة الذين يشاركونه القلق”، مشيرة إلى أن ضم الجماعة للقائمة “يأخذ مساره في داخل الدوائر الداخلية لصنع القرار”.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن السيسي طلب من ترامب إدراج الإخوان المسلمين في قائمة الإرهاب أثناء لقائهما في واشنطن يوم 9 إبريل الماضي.

ويرى مراقبون أن ضم الإخوان المسلمين إلى قائمة الجماعات الإرهابية قد يؤدي إلى ظهور جماعات متشددة للعلن، لن يستطع أحد التحكم في أعمالها.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...