واشنطن بوست: عسكر السودان تعلّموا فنون القمع الوحشي من السيسي

قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، إن جنرالات المجلس العسكري في السودان تعلّموا  فنون القمع الوحشي ضد شعبهم من جنرال الانقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

وفي مقال نشرته الصحيفة الأوسع انتشارًا في أمريكا، تساءل الكاتب “إيشان ثارور” عن الديمقراطية في السودان، وإن كان الجيش سيُجهض آمالها بعد الانتفاضة التي قام بها السودانيون ضد 30 عامًا من حكم البشير.

وقال إن المواجهة التي تغلي منذ وقت بين الجيش والمحتجين المدنيين المعتصمين في العاصمة الخرطوم انفجرت هذا الأسبوع، ففي يوم الإثنين هاجمت قوات الدعم السريع، ذات السمعة السيئة، المحتجين أمام القيادة العامة، وقُتل على الأقل 35 من المعتصمين وجُرح المئات. وفي اليوم التالي أخلت المليشيات المكان وأقامت حواجز في عدة مناطق في العاصمة بشكل أغلقتها.

لكن تقارير الصحيفة لاحظت أن هناك “جيوبًا من التحدي التي اجتمعت في المسجد محولة احتفالية عيد الفطر إلى عصيان مدني”، و”سُمعت أصوات رصاص متفرقة في أحياء الخرطوم”.

ويقول الكاتب: إن العنف يمثل تحولًا عن لحظة الأمل في السودان، في مشاهد أعادت الانتفاضات العربية عام 2011، حيث خرج الداعون للديمقراطية والإصلاح السياسي إلى شوارع المدن العربية. وأدت عزيمتهم إلى قيام الجيش السوداني في أبريل، بالتحرك ضد عمر البشير وتنحيته بعد 30 عامًا في الحكم. ولكن المتظاهرين لم يثقوا أبدًا بالمجلس العسكري الانتقالي الذي جاء للحكم بعد البشير، وطالبوا بنقل السلطة للمدنيين.

وحول الدور المشبوه لتحالف الثورات المضادة، يرى الكاتب أنه ليس غريبًا قيام البرهان والمجلس العسكري بزيارة السيسي والسعودية والإمارات العربية المتحدة، لافتا إلى أن هاتين الدولتين تظهران عداء لحركات الاحتجاج، ووعدتا بتقديم دعم للسودان بـ3 مليارات دولار من أجل “الاستقرار”، إلا أن الخبراء يرون لعبة مثيرة للقلق، حيث يقوم المستبدون العرب بضمان نظامهم السياسي الذي يخدم مصالحهم ويحكمون من خلال القمع وانتهاك حقوق الإنسان بدون دفع ثمن ممارساتهم.

ويقول تيموتي كالاداس، من معهد التحرير في واشنطن: إن “حكام السودان تعلموا من دروس الحصانة قتل المعارضين، كما فعل محمد بن سلمان والسيسي، حيث يقدمان الدعم لهم الآن”. ويضيف أن “دعم الأنظمة الديكتاتورية في المنطقة ربما شجعهم على عمل نفس الشيء”. وتختم الصحيفة بأنه “لو انتصر الجيش في السودان فستكون كذلك لحظة انتصار لهؤلاء الطغاة القساة وأسلوبهم في الحكم”، مشيرة بالنقد إلى الدور السلبي الذي تلعبه السعودية والإمارات.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...