كيف يقنع السيسي طلاب الثانوية بأن الغش حرام؟

الغش والخديعة محرمان مذمومان لا يتصف بهما المؤمن، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من غشنا فليس منا”، لا يُستثنى من ذلك إن كان عسكريًّا أو مدنيًّا، وزيرًا أو غفيرًا أو جنرالًا يقود انقلابا، وهذا يشمل كل غش وكل خديعة وكل مكر في أي مجال كان وفي حق أي شخص، ولا يحرم الغش في التعليم فقط ويستباح في باقي مفاصل الدولة، وكيف يصح أن يتولى “الغشاش” عملًا سواء كان طالبًا أو جنرالًا في الجيش ويأخذ في مقابله مالًا، وهو إنما حصل عليه بالغش والحيلة؟ ألا يعد ذلك ظلمًا وخيانة للشعب، فالغش في الامتحانات أعظم منه الغش في حكم الشعوب والكل محرم.

وعلى طريقة “حلال علينا وحرام عليكم” أكد طارق شوقي، وزير التعليم في حكومة الانقلاب، أن الوزارة جادّة في تطبيق عقوبة الغش بامتحانات الثانوية العامة، والتي تصل للحبس والغرامة وإلغاء الامتحان، ضد مَن يحاول الإخلال بالعملية الامتحانية، بتصوير الامتحان أو نشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

الشيخ شوقي!

وبنبرة درامية مسرحية شكسبيرية قال شوقي: “إن الغش هو النقيض الأول للتعلم الحقيقي؛ لذا لن تتراجع الوزارة عن تطبيق القانون ليكون رادعًا لكل من يحاول الغش”، وهنا خرجت دار الإفتاء، إحدى أهم أذرع الانقلاب، بغرض مساندة شوقي، وقالت إن الغشالسيسي في الامتحانات حرام شرعًا، لما فيه من الإثم والعدوان والخروج عن مقتضى الفضائل والمكارم التي يجب على المسلم التحلي بها، إلا أنها لا تجرؤ على تحريم أنواع أخرى من الغش، منها ما جرى من العسكر في انقلاب 30 يونيو 2013، وما جرى في مسرحيات الانتخابات بعد ذلك، ولا الغش في تصريحات جنرال إسرائيل السفيه السيسي.

وأضافت دار الإفتاء، في منشور عبر صفحتها الرسمية على موقع “فيس بوك” اليوم، أن النبي صلى الله عليه وسلم قد حذر من الغش في أحاديث عدة حتى عده الفقهاء من الكبائر. هذا، ويستوي في تحريم الغش في الامتحانات أن تكون في المواد الأساسية أو التكميلية أو في امتحانات القدرات للالتحاق بالكليات أو غيرها، ويدخل فيه أيضًا الغش البسيط الذي يحتاج الطالب فيه إلى من يذكره ولو بجزء قليل من الإجابة أو المعلومات ليتذكر بقيتها؛ فكلّ ذلك منهيٌّ عنه، ومخالف للشرع والقانون.

وذكرت أنه يأثم شرعًا من يعين غيره على الغش، وكذلك المراقبُ المتهاون في أداء عمله وضبط اللجنة القائم عليها؛ سواء كان ذلك بمساعدة من يطلب الغش أو بترك الفرصة له أو بتجاهل منعه والإبلاغ عنه، ويصدق عليه حينئذٍ أنه متعاونٌ على الإثم والعدوان، وأوصت الدار الطالب بتقوى الله عز وجل، وبالحرص على التحلي بالفضائل ومكارم الأخلاق والتعاون على البر والتقوى، كما توصيه بالاعتماد على نفسه، وبالجِدِّ والاجتهادِ، والإخلاصِ لله تعالى في تحصيل العلم!.

ومن الذي لا يتذكر تصريحات جنرال إسرائيل السفيه السيسي وهو يؤكد أن الجيش لا يمكن أن يطلق النار على المصريين؟ أو تصريحه الشهير ضد الرئيس محمد مرسي وهو يقول “ده خد السلم معاه فوق”؟ بالإضافة لتصريحات أخرى مثل: “انتوا مين؟”، “أنا معنديش حاجة ببلاش”، “صبح على مصر بجنيه”، وتقريبا كل تصريحات السفيه السيسي التي لا تخلو من جمل مشابهة من الغش وخداع المصريين.

عبارات الغش!

وكثير من الجمل أطلقها السفيه السيسي منذ انقلابه وحتى الآن منقوصة من اكتمال المعنى، شُبّه فيها بالعقيد الليبي معمر القذافي حين قال: “من أنتم؟”، فيما تساءل السيسي دون أن يُعرف تحديدا لمن يوجه خطابه: “إنت، إنتو، إنتو مين؟ إنتو مين؟”، وتعزيزا لسطوته ومبدأ التفرد بالسلطة عنده، قال السيسي للمصريين: “متسمعوش كلام حد غيري، اسمعوا كلامي أنا بس”، متابعا: “محدش يفكر أن طولة بالي وخلقي الحسن، معناه إن البلد تقع”، مهددا من يتعرض لمصر “أشيلو من وش الأرض”. وخاطب الشعب المصري بالقول: “إنتو فاكرين أنا هسيبها لا والله.. أنا هفضل أبني مصر حتى تنتهي حياتي أو مدتي”.

السفيه السيسي الذي كان قد تعهّد في خطاب نهاية العام الماضي، بتركه مقاليد الحكم حال طالبت جماهير الشعب المصري ذلك، انهالت على خطابه عبارات السخرية والتفسيرات الكوميدية على وسائل التواصل الاجتماعي، فعن طلبه التبرع بجنيه من هواتف المصريين، علق الكثيرون بالقول: “أنا معنديش رصيد بالموبايل، أصبّح على المصريين بجنيه إزاي”. ووصف آخر خطابه بالقول: “منفعل، مرتبك، واضح إنه مش واثق في الي بيقوله، وبدأت صراعاته مع اللي حواليه تبان ، بقى عامل زي العريان في حارة ضلمة”.

أما أشهر الأقوال التي يتضح فيها غش جنرال إسرائيل السفيه السيسي، بأنه سيبيع نفسه لو تمكن من ذلك، فرد عليه ناشطون بإطلاق حملة على الإنترنت تُظهر أن السفيه السيسي يتم بيعه فعلاً، وقد بدأ سعره بدولار واحد ووصل حتى كتابة التقرير إلى 100 ألف دولار.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...