دفع حياته ثمنًا للشرعية.. ليس السيسي وحده من قتل الرئيس محمد مرسي

“إذا كان ثمن الحفاظ على الشرعية دمي، فأنا مستعد أن أبذله”، وترجّل الرئيس الفارس محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب للبلاد، عن صهوة جواده وآن له أن يرتاح من عناء أيام السجن والصمود، طلب من الله الشهادة فنالها بإذن الله بأعلى درجاتها، وطلب من الشعب أن يحمي ثورته وأن يحافظ عليها من السحرة، كان أشجع الناس لا يخشى إلا الله، ولا تُخيفه منصات القضاء الذي يحركه العسكر، وكان صامدًا طوال ست سنوات، لم يحنِ رأسه لجنرالات تل أبيب الذين يحكمون مصر.

الجريمة الكاملة بقتل وتصفية الرئيس الشهيد مرسي، سبقها تحذير على لسانه يؤكد أن هناك خطرا يتهدد حياته، وأن العسكر القتلة سيحاولون قتله بالسم، وهو الذي تنبأ بمقتله على يد العسكر، حينما قال في خطابه الشهير على شاشات التلفزيون قبيل الانقلاب: “إذا كان ثمن الحفاظ على الشرعية دمي، فأنا مستعد أن أبذله”، وانطلقت فئران السيسي من جحورها الإعلامية متشفية ومرحبة ومهللة بقتل الرئيس في قرينة أخرى على جريمتهم.

شركاء القتل

وأعلن تلفزيون العسكر، منذ ساعات اليوم الإثنين، عن وفاة الرئيس محمد مرسي أثناء حضوره جلسة محاكمته في قضية التخابر، حيث طلب الرئيس مرسي الكلمة من القاضي، وقد سمح له بالكلمة، وعقب رفع الجلسة أُصيب بنوبة إغماء توفى على إثرها، وقد تم نقل جثمان الرئيس الشهيد إلى المستشفى.

ومطلع الشهر الماضي، قالت أسرة الرئيس مرسي، في بيان، إن شهر رمضان الجاري، هو السابع الذي يمر عليه في محبسه منذ توقيفه عقب الانقلاب الذي أطاح به من الحكم في 3 يوليو 2013، بعد عام من توليه السلطة، وفي البيان وصفت أسرة “مرسي”، وضعه بأنه “اعتقال انفرادي تعسفي وحصار تام وعزلة كاملة”، مضيفة ”شهر رمضان الكريم يحل هذا العام، ومرسي مُغيَّب وحيد، وسط حصار وتعتيم متعمد عن طبيعة وظروف احتجازه”.

وقالت الأسرة، إن الرئيس الأسبق “ممنوع تماما وكليا من لقاء أي شخص، باستثناء الفريق الأمني المرافق له، وهو في اعتقال انفرادي تعسّفي، وحصار تام وعزلة كاملة، منذ اختطافه عشيّة الانقلاب حتى اليوم، ولم تتمكّن أسرته وفريق دفاعه القانوني من لقائه سوى ثلاث مرّات، على مدار سنوات اعتقاله الست”.

وأكدت أنها “لا تعلم شيئا عن مكان وظروف احتجازه، ولا تعلم كثيرا عن حالته الصحية، وخاصة بعد حديثه عن تعرُّض حياته للخطر، والتهديد المباشر له داخل مقر احتجازه، أكثر من مرّة، خلال جلسات المحاكمة الباطلة، وأبرزها في جلسات (8 أغسطس 2015 – 6 مايو 2017 – 23 نوفمبر 2017 – نوفمبر 2018)”.

وحمّل حمزة زوبع، المتحدث السابق باسم حزب الحرية والعدالة، عصابة السفيه السيسي ومعها السعودية والإمارات وواشنطن وتل أبيب المسئولية عن تدبير وقتل الرئيس محمد مرسي، بينما أكّد العقيد عمر عفيفي، ضابط الشرطة المتقاعد المقيم بالولايات المتحدة، أن الرئيس المنتخب محمد مرسي قُتل بالسم البطيء.

سم إسرائيلي

وشدّد عفيفي على أنّه حصل على معلومات مؤكدة بأنّ السفيه السيسي يقوم بقتل الرئيس المنتخب محمد مرسي بطريقة القتل البطيء، وأكد أنه رغم رفضه لمرسي إلاّ أنّه “لا يمكن أن يوافق أو يرضى عن قتل أي شخص مهما كان خارج إطار القانون وبتلك الصورة الإجرامية الخسيسة”.

وقال عفيفي: “قريبًا ستسمعون بيانًا من المحكمة عن تدهور صحة مرسي، وربما نقله للمستشفى للعلاج، وهذا طبعًا بأوامر السيسي”. أما الكاتب ياسر الزعاترة فقد حذر في وقت سابق من محاولة اغتيال الرئيس مرسي بطريقة “السمّ البطيء”، وقال: “كتبت أكثر من مقال أحذر فيه من قتل مرسي بشكل بطيء”، مضيفا في مقالاته التي كتبها أن “مرسي هو الوحيد القادر على فضح أكاذيب السيسي، ومجمل روايته للانقلاب، ما يجعل التخلص من ضرورة بالنسبة للانقلابيين”.

وأوضح أن بوسع السفيه السيسي أن “يحصل على السم من الإسرائيليين الذي يملكون الكثير من الأنواع التي تتميز بالقتل البطيء الذي لا تكشفه الفحوص المخبرية”، مؤكدا في الوقت نفسه أنّ السيناريو المتوقع هو القول “إن مرسي مات بسبب المرض”.

وبينّ الزعاترة أنّ “السموم البطيئة التي لا تكشف طبيا استخدمها الإسرائيليون مرارا ضد وديع حداد ومشعل وعرفات، واستخدمها الروس أيضا، كما استخدمها صدام ضد بعض معارضيه”، وخلصت نتائج تقرير سابق نشره ثلاثة برلمانيين بريطانيين عن احتجاز الرئيس محمد مرسي بأنه إذا لم تتحسن معاملته في سجن طره بسرعة فمن الممكن أن يواجه وفاة مبكرة.

وقد جاء هذا التقييم من أعضاء البرلمان البريطاني من واقع نص تقرير حالة الرئيس مرسي الذي يعاني من السكري، خلال مثوله الأخير في المحكمة، حيث وصف التقرير فقدان البصر في عينه اليسرى، وكيف أن انخفاض السكر في الدم جعله يسقط مغشيًا عليه “فاقدا للوعي تماما”.

وفي مقال بصحيفة إندبندنت، أشار البرلمانيون الثلاثة إلى وجود مخاوف حقيقية حول ظروف احتجاز أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر المعاصر بأنه ليس سجينا عاديا، وأن ظروف احتجازه تهم كل مصري، وخاصة أولئك المسئولين في عصابة السفيه السيسي نفسه.

وكان نجل الرئيس محمد مرسي الطبيب أحمد، قد فجّر مخاوف الأسرة من مساعي السفيه السيسي للتخلص من حياة والده، وقال في بيان عاجل إلى من يهمه الأمر أيًّا كان اتجاهه أو انتماؤه: ”نحمِّل قائد الانقلاب السفاح المسئولية الكاملة عن حياته، ونحمِّل وزير الداخلية القاتل كامل المسئولية عن حالته وتلقّيه العلاج المناسب، ونحمل عباس كامل (الظلّ) كامل مسئوليته عمّا يحيكه من مؤامرات للتخلص من حياته، ونأمل شرفاء الوطن العربي والمصري والإسلامي تبني قضية والدي الحقوقية، وحقه الأصيل في الرعاية الصحية المناسبة ودعوات المخلصين”.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...