شاهد.. خبراء: الرئيس مرسي باستشهاده أصبح رمزا إنسانيا وأيقونة للربيع العربي

بعد 6 سنوات من الانقلاب العسكري على حكمه في 3 يوليو عام 2013 استشهد الرئيس محمد مرسي في قاعة المحكمة ثابتا صامدا شامخا غير مبدل كما قال قبل 6 سنوات: لم يعط الدنية أبدا في دينه أو وطنه أو شرعيته.

استشهد الرئيس محمد مرسي الذي انتصر للضعيف والفقير والمظلوم وللعامل والفلاح والمواطن البسييط واليتيم والأرملة وكبير السن، وحاول جاهدا وسعى في تنمية سيناء المهمشة منذ عقود، بينما انقلب عليه من يحرقها ويدمرها ويهجر أهلها ويستبيح دماءهم وأعراضهم لمصلحة إسرائيل.

الرئيس مرسي لم يفرط في تيران وصنافير أو حبة رمل واحدة من تراب الوطن، في المقابل من انقلب عليه يبيعها ويفرط فيها بثمن بخس.

الرئيس مرسي كان ابن ثورة 2 يناير، وحمى مبادئها، ودافع عن أهدافها، ولم يسجن في عهده صحفي، ولم يقصف في عهده قلم، ولم تغلق صحيفة أو مجلة أو قناة تليفزيونية ولا حتى موقع، رغم ما ناله منهم ممن تشويه وبهتان وظلم واعتداء، من أوقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة عام 2012 بثبات وصمود، ولم يكتق بذلك بل أرسل رئيس وزرائه آنذاك إلى القطاع ليتفقد أحوال الفلسطينيين، كما أنه انتصر لسوريا وهتف بأعلى صوته: لبيك يا سوريا ولا مكان لحزب الله في سوريا.

استشهد ابن الربيع العربي ومشروعه الساعي لتمكين الشعوب وانعتاقها من الهيمنة والتبعية للمشروع الغربي الاستعماري، استشهد الرئيس مرسي وحسبه أنه مات وهو يحاكم في قضية التخابر مع حماس التي تقاوم الاحتلال الإسرائيلي، استشهد وهو يردد: بلادي وإن جارت علي عزيزة وأهلي وإن ضنوا علي كرام.

قتلوه ودفنوه بليل ومنعوا الصلاة عليه في مصر، ولكن شاء الله له أن يصلي العالم كله عليه، من شرقه إلى غربه، فماذا بينك وبين الله يا سيادة الرئيس؟

قناة “وطن” الفضائية ناقشت عبر برنامج “كل الأبعاد” تداعيات استشهاد الرئيس مرسي، وهل استتب الأمر لعصابة الانقلاب بعد استشهاده.

رمز وطني

الدكتور المنصف المرزوقي، الرئيس التونسي السابق، قال: إن الرئيس مرسي كان مريضا بالسكري وكان يحتاج للحقن بالأنسولين، كما أنه سبق وذكر أن إدارة السجن تتعمد تقديم الطعام له دون إعطائه العلاج، ثم تقدم له العلاج وتمنع عنه الطعام؛ ما يؤدي لمضاعفات منها الإغماء، وهو ما يؤكد وجود عملية قتل ممنهجة، مضيفا أنه كان يمكن إنقاذ الرئيس فور تعرضه للإغماء لو قدم له العلاج المناسب.

وأضاف المرزوقي أن الرئيس مرسي قتل بالإهمال الطبي وكانت هناك خطة لتدميره جسديا ونفسيا بإصدار أحكام بالإعدام بحقه ووضعه في حبس انفرادي، لافتا إلى أن الطغمة الحاكمة في مصر تظن أنها ارتاحت باستشهاده لكن تفاعل الشعب المصري والعالم معه أثبت خطأ حساباتهم.

وأوضح المرزوقي أن السيسي يظن أنه تخلص من الشهيد مرسي، لكنه واهم؛ لأن الرئيس مرسي سيلاحقه حيا وميتا، مضيفا أن محاولات استئصال جماعة الإخوان المسلمين دائما تتكرر عبر التاريخ، وتكون نتيجتها قتل قيادات الجماعة، البداية كانت بقتل الإمام الشهيد حسن البنا ثم خلال فترة حكم جمال عبدالناصر واليوم المواجهة الثالثة.

وأكد المرزوقي أن الرئيس محمد مرسي تحول باستشهاده إلى رمز وطني، ليس في مصر وحدها ولكن للأمة العربية والإسلامية وكل الشعوب التي تهدف إلى التحرر من الهيمنة والاستبداد من المشروع الإمبريالي، والأغبياء الذي قتلوا مرسي لا يقرءون التاريخ فقتل الخصوم السياسيين واغتيالهم يحولهم إلى أبطال عبر التاريخ.

أزمة دستورية

الدكتور عصام عبدالشافي رأى أن الرئيس مرسي باستشهاده تحول إلى زعيم وطني ورمز إنساني على غرار نيلسون مانديلا وغاندي، وكانت رسائله حتى آخر لحظة في حياته مصدر إلهام لكل من هم خارج السجون، وهو ما يشكل بداية حقيقية لموجة ثورية جديدة.

وأضاف أن سلطات الانقلاب منعت الصلاة على الرئيس مرسي في مصر، فصلى عليه عشرات الملايين في العالم أجمع، لافتا إلى أن استشهاد الرئيس مرسي أزال كثيرا من الغيوم التي أحاطت بكثير من الشخصيات التي دأبت على المزايدة على الرئيس.

وأوضح عبدالشافي أن التخلص من الرئيس مرسي أحدث أزمة شرعية في مصر؛ حيث كان الرئيس المنتخب الشرعي ووفاته الآن تخلق أزمة دستورية بخلو منصب الرئيس.

موقف تركيا

بدوره قال الدكتور ياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: إن الرئيس الشهيد محمد مرسي تعرض لعملية قتل ممنهجة طوال 6 سنوات من الاختطاف على يد عصابة الانقلاب.

وأضاف أقطاي أن تركيا كان لديها موقف واضح وصريح من الانقلاب على الرئيس مرسي، كما أنها مرت بتجارب مريرة مع الانقلابات العسكرية حتى باتت كلمة الانقلاب ملعونة في تركيا.

وأوضح أقطاي أن أنقرة لن تتخلى عن الرئيس مرسي حيًا وميتًا، وستواصل جهودها في المجتمع الدولي خلال قمة العشرين لإجراء تحقيق شفاف ونزيه حول ظروف استشهاده.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...