بعد خط سكك حديد “إسرائيل – الخليج العربي”.. السيسي يبيع مصر من أجل الصهاينة

قالت الصفحة التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية “إسرائيل بالعربية” اليوم: إن وزير خارجيتها، يسرائيل كاتس، طرح مبادرة لربط المملكة العربية السعودية والخليج، مرورا بالأردن بخط السكك الحديدية الإسرائيلي وصولا إلى حيفا.

جاء ذلك في تغريدة على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي، قائلة: “طرح وزير الخارجية الإسرائيلي خلال زيارته لأبو ظبي مبادرة تربط بين السعودية ودول الخليج مرورا بالأردن بشبكة السكك الحديدية الإسرائيلية وميناء حيفا في البحر الأبيض المتوسط، تتمخض المبادرة عن طرق تجارة إقليمية، أقصر وأرخص وأكثر أمانا، من شأنها دعم اقتصادات الدول”.

ونقلت الصفحة على لسان الوزير قوله خلال زيارته: “أنا متحمس للتواجد هنا في أبو ظبي لتمثيل مصالح دولة إسرائيل مع دول الخليج. هناك تقدم ملحوظ في العلاقة بين إسرائيل ودول المنطقة. وسأواصل العمل مع رئيس الوزراء نتنياهو لتعزيز سياسة التعاون بناءً على قدرات إسرائيل في المجالات المدنية، الأمن والمخابرات”.

وفي بيان صادر عن مكتب كاتس: “التقى وزير الخارجية الإسرائيلي مسؤولا إماراتيا كبيرا لم يكشف مكتبه عن اسمه، وناقش معه الخطر الإيراني على المنطقة عبر برنامج طهران النووي، وصواريخها الباليستية، وتمويلها للإرهاب في المنطقة”.

تتمخض المبادرة عن طرق تجارة إقليمية، أقصر وأرخص وأكثر أمانًا، من شأنها دعم اقتصادات الدول، بحسب الوزير الصهيوني.

تطبيع غير مسبوق

وحققت دولة الاحتلال مع الإمارات قفزة كبيرة من التطبيع خلال السنوات الأخيرة، وهو ما مهد لزيارة وزير خارجية الاحتلال الرسمية لأبوظبي، رغم أن الأخيرة لا تعترف رسميًا بدولة “إسرائيل”.

كما تسارعت العلاقات الإسرائيلية والسعودية في الآونة الأخيرة، وتصاعدت التصريحات التي تؤكد أهمية العلاقات بين الطرفين في ظل المصالح المشتركة بينهما.

وتصاعدت موجة التطبيع العلني مع الاحتلال في ظل “صفقة القرن” التي يروج لها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتي تقوض حقوق الفلسطينيين، ودعمتها كل من السعودية والإمارات.

سرقة خط الحجاز

ويعد المشروع الإسرائيلي لإنشاء سكة حديد للربط بين إسرائيل ودول الخليج العربي، محاولة “خبيثة” تستهدف سرقة فكرة “خط حديد الحجاز” العثماني، الذي ربط دول المنطقة وأنعشها قبل أكثر من قرن.

وسبق لإسرائيل أن طرحت الفكرة خلال مؤتمر النقل الدولي المقام بالعاصمة العمانية مسقط في 2018، وكان يحمل اسم “سكة حديد السلام”، يربط دول الخليج بإسرائيل مرورا بالأردن.

وبحسب باحثين في السياسات الاستراتيجية، فإن “المشروع الإسرائيلي يشكّل محاولة خبيثة لسرقة فكرة خط حديد الحجاز الذي أنشأته الدولة العثمانية قبل أكثر من قرن، وربطت من خلاله الدول الإسلامية، ما أثمر ازدهارا للمنطقة وأهلها، ووفر الحماية لها”.

والخط الحديدي الحجازي هو سكة حديد تصل بين مدينة دمشق والمدينة المنورة في منطقة الحجاز مرورا بالأردن.

وأنشئ الخط الحديدي في عهد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني بغرض خدمة حجاج بيت الله الحرام انطلاقاً من دمشق.

وانطلقت أشغال بنائه عام 1900 وافتتح عام 1908، وتعرض للتخريب إبان الحرب العالمية الأولى.

وكان الخط الحديدي مرتبطا بآخر يربط إسطنبول بدمشق، ما قلّص الفترة الزمنية اللازمة لرحلة الحج السنوية، وساهم بانتعاش التجارة في المنطقة، بفضل المرافق التي أنشئت إلى جانب خط الحديد، بتمويل وتنفيذ إسلامي.

وقدرت التكلفة الإجمالية للمشروع بداية بأربعة ملايين ليرة عثمانية، لم تستطع الدولة العثمانية توفيرها بسهولة، ولم تستطع الحصول على قروض أوروبية، فجرى جمع الأموال والتبرعات، وبدأ بالتبرع السلطان عبد الحميد الثاني نفسه، فضلا عن الأسرة الحاكمة، ورجال الدولة البارزين، وحتى أبناء الشعب تبرعوا بمبالغ كبيرة.

ومع نهاية المشروع، قدّرت الكلفة الإجمالية بـ3.5 مليون ليرة عثمانية، واعتبر من أكثر المشاريع من هذا القبيل، توفيرا للمال في ذلك الزمن، بكلفة أقل مما تنتجه الشركات الأوروبية.

وبدأ بناء سكك حديد الحجاز الذي يربط إسطنبول بمكة المكرمة والمدينة المنورة واليمن عبر دمشق، انطلاقا من دمشق عام 1900. وبعد أربع سنوات انتهى تشييد 460 كم وصولا إلى مدينة معان في الأردن، كما جرى ربطه بمدينة حيفا على البحر المتوسط.

ووصلت سكة الحديد إلى المدينة المنورة، وافتتحت بحفل في عام 1908، وبلغ طوله 1464 كيلو مترا، لتنطلق الرحلة الأولى في 27 أغسطس من العام نفسه، وتوجه القطار الذي استقله بعض الضيوف من إسطنبول إلى دمشق ومنها إلى المدنية المنورة، فضلا عن مندوب الدولة العثمانية، وصحفيون محليون وأجانب.

وكان القطار يسير بسرعة تتراوح بين 40-60 كم في الساعة، وهو ما يعد معدلا جيدا للغاية في ذلك الوقت، ولم يكن القطار يتوقف إلا للصلاة والتزود بالوقود، ويصل بعد ثلاثة أيام إلى المدينة المنورة.

وتضمن المشروع تنفيذ 2666 جسرا ومنفذا مائيا، و7 جسور حديدية، و96 محطة، و7 أحواض، و37 خزان ماء، ومستشفيين، و3 ورشات.

وبعد افتتاح سكة حديد الحجاز بدأ تبادل البضائع وانتقال الركاب يوميا بين حيفا ودمشق، وعلى مدى ثلاثة أيام بين دمشق والمدينة المنورة، وفي موسم الحج خصصت ثلاثة قطارات للخدمة بين دمشق والمدينة حتى نهاية شهر صفر.

قناة السويس

وعلى الرغم من العلاقات الحميمية التي تربط نظام الانقلاب العسكري الذي يقوده السيسي مع الصهاينة في إسرائيل والخليج، إلا أن المشروع يعد طعنة لمصر، إذ سيؤثر بقوة على اقتصادات قناة السويس المورد الأول للعملة الصعبة بمصر، بحسب خبراء النقل.

فالتأثير الاقتصادي واضح على الشرق الأوسط، وعلى قناة السويس، بجانب استبعاد تركيا من تجارتها مع الدول الإسلامية والخليجية.

وكانت قناة السويس قد تعرضت لجملة خسائر اقتصادية وتراجع في عوائدها إثر تراجع حركة التجارة الدولية وأيضا، بجانب تهديدات ناجمة عن خطوط التجارة العالمية الجديدة التي تربط الصين بأوروبا، وخط الملاحة القطبي الناتج عن ذوبان الجليد.

يهود العالم

كما أنّ “مشروع سكك حديد السلام” يأتي من قبل مؤسّسة آيباك الصهيونية، ضمن مشاريع ترمي لتفتيت الدول الإسلامية، بل وتقسيم المنطقة، ومنع تركيا بإمكاناتها من دخول هذه المنطقة سياسيا واقتصاديا.

و”إيباك” هي الاسم المختصر لـ”لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية”، وهي أقوى جمعيات الضغط على أعضاء الكونغرس الأمريكي، وهدفها تحقيق الدعم الأمريكي لإسرائيل.

كما أن المشروع يعمق من شرخ التقسيم بين بلاد المنطقة، ويزيد في عمق الأزمة والانقسام والفرقة والفتنة الحاصلة داخل كل بلد، وبين البلاد ضد بعضها البعض.

ورغم خطورة المشروع على قناة السويس، الا ان حكومة الانقلاب سبق ان زعمت على لسان مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس بانه لا تاثير للمشروع على قناة السويس ، بالرغم من انه يخصم من حجم البضائع الخليجية والاوروبية التي تمر عبر قناة السويس، وسيجري الاستعاضة بميناء حيفا عن موانئ مصر، الا ان النكاية في تركيا هو اساس سياسات الانقلاب العسكري ، في المنطقة، وهو ما يؤثر سلبا على مصر واقتصاداتها.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...