حين يكون قطار العاصمة الإدارية أهم من مستشفى الأورام!

كعادة النظم العسكرية والانقلابات التي تعمل عكس ارادة شعبها، جاءت تصرفات حكومة الانقلاب ورئيس الانقلاب إزاء حادث مستشفى الأورام باهتا وكالحا؛ ما دفع كثيرا من النشطاء لاستذكار طائرات هليكوبتر الجيش المصري في إطفاء حرائق الغابات في إسرائيل.

وتسبب حريق هائل بسبب انفجار سيارة في منطقة البحر الصغير بين حي المنيل وقصر العيني خارج المعهد القومي للأورام في وسط القاهرة، قبيل منتصف الليلة الماضية بالتوقيت المحلي، في سقوط 19 قتيلاً وإصابة 30 آخرين، فضلاً عن العثور على “أشلاء آدمية”، وفق ما أعلنته وزارة الصحة. 

وأشارت الوزارة إلى وجود 4 حالات حرجة بالرعاية المركزة بمستشفى معهد ناصر، وتنوع باقي الإصابات بين حالات حروق بدرجات مختلفة، وجروح قطعية في أماكن متفرقة بالجسم، وكسور بسيطة إلى متوسطة.

الحادث بحسب رواية الانقلاب جاء نتيجة تصادم ثلاث سيارات مسرعة قبيل منتصف الليلة الماضية ، في وقت أفاد شهود عيان بأن “الانفجار وقع من داخل معهد الأورام، نتيجة انفجار أسطوانة أكسجين“.

احتمالات أخرى 

فيما زعم مصدر أمني بأن الحادث “يحمل شُبهات عمل إرهابي بتفجير سيارة مفخخة”، إثر تفحم 3 سيارات بالكامل، وإصابة أكثر من 6 سيارات أخرى بأضرار جزئية مختلفة، على خلفية سير إحدى السيارات المسرعة عكس الاتجاه بطريق الخطأ بشارع كورنيش النيل، واصطدامها بثلاث سيارات أمام المعهد القومي للأورام مباشرة.

ولم تصدر وزارة داخلية الانقلاب بياناً عن الحادث حتى الآن، فيما نفت جامعة القاهرة في بيان رسمي أن يكون الانفجار قد وقع في أي من منشآت أو أجزاء مستشفيات قصر العيني الجامعية التي وقع الحادث على بعد أمتار منها، ونفت ما تردد عن انفجار خزان للأكسجين في معهد الأورام القومي الذي تضررت منشآته من الحادث.

تعاطٍ حكومي باهت

واكتفت وزيرة الصحة في حكومة الانقلاب بتقديم التعازي لأسر المتوفين، ووجهت فريقا من الطب النفسي لتقديم الدعم النفسي لهم، وإخلاء 54 حالة مرضية كانت محجوزة داخل المعهد القومي للأورام، وتحويل 30 حالة منها إلى مستشفى معهد ناصر، ونقل الباقي إلى مستشفيات أخرى.

وتجاهلت مؤسسة “الرئاسة” التعقيب على حادث انفجار معهد الأورام، وأصدرت بيانا مقتضبا عن استقبال عبد الفتاح السيسي، اليوم الإثنين، حاجي حسن بلقية سلطان بروناي، بقصر الاتحادية الرئاسي، للتباحث حول سُبل تعزيز التعاون والعلاقات المشتركة بين البلدين، في حضور عدد من المسؤولين المصريين، منهم وزير البترول والثروة المعدنية طارق المُلا.

واكتفى رئيس الوزراء الانقلابي مصطفى مدبولي، بتقديم العزاء لأسر ضحايا الحادث، موجها بتقديم الرعاية الطبية الكاملة لهم، بعدما أجرى اتصالاً هاتفيا مع وزير التعليم العالي خالد عبد الغفار، للتنسيق حول البدء في إصلاح مبنى معهد الأورام، على إثر التلفيات التي طاولته من جراء الحادث.

قطار العاصمة

وأشار مدبولي، على هامش توقيعه عقد قطار العاصمة الإدارية الجديدة، إلى الاتفاق مع رئيس مجلس إدارة شركة “المقاولون العرب” محسن صلاح، على تولي الشركة إصلاحات مبنى المعهد القومي للأورام، بينما غاب الامن والاعلام الحكومي والخاص المقرب من الأجهزة الأمنية التي تعتمد التعمية استراتيجية في التعامل ع الشعب المصري وقضاياه المصيرية، كما يجري في ملفات الزراعة ومياه النيل، وغيرها من الملفات المهمة.

بينما لم تهتم أية من القنوات الخاصة بالحادث فور وقوعه سولا قناة الجزيرة ومواقع وصفخات السوشيال يجيا التي يحاربها السيسي ونظامه، من أجل لجم غضب المصريين وتغييب وعيهم.

وقد كان لافتا غياب الأمن الجنائي عن الحادث الذي يعود لإهممال إدارة المرور وعدم ردع المخالفين الذين يهددون حياة المصريين، فيما تنتشر أكمنة الأمن السياسي في الشوارع والطرق لملاحقة المعارضين واصحاب الرأي ومدوني الإنترنت، وهكذا فإن مصير المصريين في خطر مع بقاء سيطرة العسكر على حكم مصر.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...