في 5 أدلة دامغة.. الكاتب عبدالحكيم حيدر عن الجيش: عشيرة امتلكت السلاح والحصانة

وصف الكاتب والروائي المصري عبد الحكيم حيدر الجيش المصري في مرحلة ما بعد الانقلاب العسكري، الذي جرى في يوليو 2013م، بالعشيرة التي امتلكت السلاح والحصانة.

وفي مقاله المنشور اليوم الخميس 5 سبتمبر 2019م، بصحيفة «العربي الجديد»، تحت عنوان «عشيرة امتلكت السلاح والحصانة»، راح الكاتب يستعرض بالأدلة والشواهد الدامغة كيف انحرف الجيش المصري عن مسار الاستقامة، وتحوّل إلى عشيرة تفرض حكمها الاستبدادي على المصريين بالحديد والنار.

واستعرض الكاتب هذه الأدلة ومنها: “أولا حينما يُهان أستاذ جامعي وعضو برلمان من رئيس جمهوريته على الهواء مباشرة، وفي جمْع، لأنه فقط حاول أن يتلفظ في رفع الأجور، في الوقت الذي ترتفع فيه رواتب الجيش (12 مرة) خلال ست سنوات، فاعلم أن البلد وقع في يد عشيرة (بالمعنى العسكري والفئوي)، عشيرة امتلكت السلاح والتشريع والتنفيذ وحلقوم القضاء وأبواق الإعلام ومِقود رأس المال”.

ويضيف الكاتب ثانيًا، أنه “حينما يخاطب (رئيس جمهورية) لواءً وسط حاشية: (بتاخد كام يا محمد؟)، على سبيل أن محمدًا هذا مثالٌ لديه للتقشّف والزهد والأجر الزهيد جدًا، فيرد محمد (14 ألف جنيه يا أفندم). هنا يلتفت الرئيس إلى الجماهير كي يتأملوا تلك الأعجوبة التي تمشي على قدمين، وتقطع 60 كم بالسيارة يوميا (سبحان الله)، وذلك في الشهر نفسه تقريبًا الذي فيه يستنكر بشدة زيادة أجر المدرس الذي لا يتعدى الثلاثة آلاف جنيه، حتى وهو بعد الخمسين، وفي عمر اللواء، وهو الذي علّم اللواء ووكيل النيابة والقاضي وعضو البرلمان الذي وصل راتبه إلى سبعين ألفًا شهريًّا، فهل بعد ذلك ننتظر تعليمًا؟”.

ويتطرق الكاتب ثالثًا إلى أجر مذيع العسكر أحمد موسى، الذي يتقاضى راتبا سنويا قدره 14 مليون جنيه من رجل أعمال العسكر محمد أبو العينين، وفي الوقت نفسه يشتم أحمد موسى، يوميا في برنامجه، المدرس الكسول والممرضة المتمارضة والطبيب الذي تأخر عن عمله والذي راتبه بعد التخرج لا يتعدى ألفي جنيه، وبدل العدوى له ما زال 17 “لحلوحًا”، وبدل العدوى للقاضي الذي لا يلمس المريض ولو حتى بشعرة واحدة من رمش عينه، فاعرف أن العدل قد عمّ برّ مصر من دمياط حتى أسوان، وفي انتظار تصديره إلى قبرص واليونان، كي يستفيدا من التجربة المصرية أسوة بتجربة التعليم التي سوف تعمم في كل أرجاء المعمورة.

ويتابع في العنصر الرابع أن الجيش حينما يتاجر في اللحوم والأسماك واللحمة المفرومة والبيض، ولا يتبقى للشباب الروش سوى البدلة والبرفان والجل، في مؤتمرات شرم الشيخ لبنات اللواءات والمسئولين وأولادهم، وأنجال قيادات حزب مستقبل وطن، ومكرم محمد أحمد ومحمود مسلم، ولا يتبقى لعموم فقراء مصر سوى “التوك توك” والمقهى والشيشة، ويعلن الوزير “أنا أعلمك فقط ولست مسئولا عن التعيين”، فابحث لك عن “عجلة”، وفقا لأحلام السيسي وبرنامجه الاقتصادي، تركبها في طوفان نوح القادم، هذا إن “ظلت” العجلة أصلا، أو حتى حنّ علينا نوح بالطوفان، على الأقل أرحم من الشنق اليومي الذي بات متفشيا، أو تحت عجلات المترو.

وينتقد الكاتب في العنصر الخامس من المقال تخصيص الأراضي بالأمر المباشر للجيش بآلاف الأفدنة كل شهر تقريبا، ولا تخصص للشباب إلا فيما ندر، وإن تم فبأسعار فوق طاقتهم، ما يضطرهم لبيعها ثانيةً لعصابات مدرّبة تبيعها في شكل شقق للقادرين، أو العائدين من الخليج. يضيف الكاتب «اعرف أن المتاهة كما هي، وما الجيش سوى مجموعة من الدول داخل دولة واحدةٍ يحكمها الجيش بالقانون الذي يريده، وذلك وفقا لمقولة رئيس البرلمان “نحن في ظهر الدولة”، وأنت إن لم تجد مكانا فتعلق بحوافرها أو اركب “العجلة”، و”اللي مش عاجبه يشرب من البحر”.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هزيمة مؤقتة

محمد عبدالقدوس الأوضاع في بلادي بعد تسع سنوات من ثورتنا المجيدة تدخل في دنيا العجائب.. ...