تخاريف دندراوي الهوارى التاريخية

اسلام محمد

دندراوى الهوارى واحد من الصحفيين المعروفين في الوسط الصحفي بكونه يعبُد الأنظمة القائمة، لا فرق بينها ما دامت المصلحة معها.

فقد كتب مقالًا في “اليوم السابع”، يوم 5 أكتوبر 2019م، نمَّ عن اضمحلال ثقافته وقلة قراءته وسطحية فكره، تحت عنوان “إسرائيل احتلت سيناء 6 سنوات لم تنفّذ “الإخوان” وأتباعها عملية واحدة ضدهم!”، حيث صال وجال بأكاذيبه بأن الحرب اندلعت ولم يقاوم الإخوان المحتل الإسرائيلي بأي نوع من المقاومة، حيث طرح سؤالا: ماذا كانت تفعل جماعة الإخوان حينها؟!، وأجاب عن نفسه بقوله: الإجابة صادمة، فكل المعلومات الموثقة بالأدلة الدامغة أكدت أن جماعة الإخوان لم تشارك فى عملية مقاومة واحدة ضد الاحتلال الإسرائيلي، سواء في سيناء أو السويس أو الإسماعيلية أو بورسعيد، وهى المحافظات التي انطلقت منها المقاومة الشعبية ضد المحتل.

وأخذ يزبد ويرغد بأن الإخوان لم يشاركوا في صد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م، وأنهم أقاموا الأفراح لهزيمة الجيش المصري، مستعينا بمقولة للشيخ الشعراوي– والذي حَسِبه على الإخوان في هذه الفترة ولا أدرى لماذا لم يكن الشعراوي ضمن معتقلي الإخوان في هذه الفترة- أنه فرح بهزيمة عبد الناصر واعتبره انتقامًا من الله.

ولنا وقفة مع هذا الكاتب الذي يؤكد لنا كل يوم أنه لا يفقه إلا عبادة الأنظمة فقط، فالتاريخ لا يرحم أمثاله الذين لا يقرءون ولا يقفون حتى على أجزاء من الحقيقة.

الحقيقة التاريخية التي تؤكدها كل الكتب، أن الإخوان كانوا جميعًا تحت سياط التعذيب في سجون عبد الناصر، منذ أكتوبر 1954م، بعدما أعدم 6 من قيادتها وزج بالباقين في السجون، وكتب على ملفاتهم “اعتقال مدى الحياة”.

ظل الإخوان بالسجون من عام 1954 حتى خرج البعض عام 1964م قبل أن يلفق عبد الناصر التهم، ليس للإخوان فحسب، بل لكل من يعارضه، وكان قراره اعتقال كل من سبق اعتقاله منذ عام 1948م، ودخلت البلاد في محنة صورتها العديد من الأفلام التاريخية، مثل [إحنا بتوع الأتوبيس] و[الكرنك]، أو من الحقائق التي سجلها كثير من الضباط الأحرار وأعضاء مجلس قيادة الثورة مثل كمال الدين حسين الذي اعتقله عبد الناصر لقوله له [اتق الله]، وكعبد اللطيف بغدادي في مذكراته التي أصدرها المكتب المصري الحديث، وكخالد محيي الدين في مذكراته الآن أتكلم.

لقد ظل الإخوان في السجون حتى وفاة عبد الناصر، وكان آخر من خرج منهم عام 1975م، فكيف بهم وهم داخل السجون يشتركون في الحرب.

الحقائق أيضا التي لا يعلمها دندراوي أن الإخوان بالسجون أثناء العدوان الثلاثي عام 1956م وأثناء حرب 67، كتبوا لإدارة السجون التماسًا بالخروج للمشاركة في الحرب، فإن ماتوا استراح منهم النظام، وإن انتصرت مصر عادوا لاعتقالهم، إلا أن نظام عبد الناصر رفض ذلك الأمر، وليطالع دندراوي هذه المعلومات في كتب ومذكرات قادة مجلس قيادة الثورة، أو الرسالة المؤرخة بتاريخ  14/ 9/ 1956م إلى رئيس الجمهورية، والتي طلب فيها حسين حمودة وعدد من ضباط الإخوان الخروج للمشاركة في الحرب، وغيرها من الرسائل التي أرسلت من داخل السجون.

حقيقة أخرى يتجاهلها دندراوي، وهي أن الإخوان المهاجرين خارج مصر وعقب نكسة 1967م أقاموا ما سمى بقواعد الشيوخ في الأردن، استطاعوا أن يكبدوا المحتل الصهيوني الكثير من الخسائر، حيث أحدثت هذه القواعد كثيرًا من القلق في إسرائيل المحتلة، وأهيب بدندراوي أن يبحث في جوجل على قواعد الشيوخ ليتعرف على دور الإخوان في التصدي للمد الصهيوني الذي حدث بخيانة عظمى من الحكام العرب.

ومن الأعمال التي قام بها الإخوان، عملية في 5/ 6/ 1970م، حيث قُتل فيها ما يزيد على أربعة عشرة يهوديًّا، ولقد استمرت قواعد الشيوخ ثلاث سنوات، وتولى التدريب صلاح حسن وإبراهيم حسن وعبد العزيز علي (ثلاثتهم من مصر) وفق ما جاء في الكثير من المصادر.

ولذا أهيب بدندراوي القراءة والتثقف، ليس لشيء إلا لكي يكون له مكانًا بين المثقفين والصحفيين المثقفين، ولكسب احترام الجماهير الذي يفتقده.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هزيمة مؤقتة

محمد عبدالقدوس الأوضاع في بلادي بعد تسع سنوات من ثورتنا المجيدة تدخل في دنيا العجائب.. ...