شاهد- ماذا قدمت “تفريعة السيسي” بالذكرى السنوية الأولى!

06_08_16_11_50_5

 

“اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس”.. هكذا يعتمد عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب العسكري، على خداع المصريين بمشروعات وهمية فاشلة وتكرار أكاذيب حول نجاحها؛ حتى يوهم المصريين وربما يصدقه البعض ممن يسهل خداعهم.
لكن بالرغم من الأكاذيب المتكررة والمنتشرة في كل وسائل إعلام الانقلاب، لم يستطع قائد الانقلاب أن يخدع المصريين بنجاح تفريعة قناة السويس الفاشلة؛ وذلك لأن فشلها بات واضحا للجميع.
ففي مثل هذا الوقت من العام الماضي، كان حفل افتتاح “تفريعة السيسي” أشبه بالأساطير التي حاولت أن تعيد للأذهان الافتتاح الأول للقناة في عام 1869، بحفل مهيب وميزانية ضخمة، محملة بأحلام الرخاء للمصريين، في ظل تقديرات تشير إلى أنها ستوفر لمصر 100 مليار دولار سنويا، كما قال مهاب مميش، رئيس هيئة القناة.
ولكن جاءت ذكرى مرور عام على افتتاح التفريعة محملة بجملة من الأزمات الاقتصادية، مثل ارتفاع سعر الدولار إلى أكثر من 12 دولارا حاليا، والحديث عن خطط مصرية لتعويم الجنيه على ثلاث مراحل للحصول على 12 مليار دولار كقرض من صندوق النقد الدولي، يرفع ديون مصر الخارجية إلى قرابة 60 مليار دولار.
موقع “هافينغتون بوست عربي” نشر تقريرا مفصلا عن القناة، وعن تكلفة توسعة التفريعة، وما وعدت به، وواقع ما تحقق بعد مرور سنة على حفرها.
وبحسب التقرير، فإنه وقبل حفر “التفريعة” أثير تساؤل أساسي بين الخبراء هو: هل ستجني القناة “أرباحا” فورية، تعوّض التكلفة التي بلغت نحو 8 مليارات دولار، أم سينتظر المصريون حتى عام 2023 لجني بعض المكاسب، التي قيل في رواية رسمية إنها ستكون 100 مليار، ثم قيل في رواية على لسان رئيس هيئة القناة إنها ستكون 200 مليار، في ظل تدهور التجارة العالمية؟.
لكن تقريرا لشبكة “بلومبرج” الاقتصادية الأمريكية الشهيرة، قال إن مشروع “توسعة قناة السويس” يعني أن “مصر تهدر 8 مليارات دولار على توسعة قناة لا يحتاجها العالم”.
وكانت حكومة الانقلاب قد جمعت 64 مليار جنيه من المصريين، في صورة شهادات بنكية، لحفر التفريعة بفائدة قدرها 12%، وتحملت الميزانية العامة للدولة حوالي 7.6 مليارات جنيه سنويا، هي مقدار خدمة الدين للـ64 مليارا التي تم جمعها.
وبحسب التصريحات المصرية الرسمية، بلغت تكلفة التوسعة 60 مليار جنيه مصري، أي ما يعادل 8 مليارات دولار، حيث بلغت تكلفة تعميق مجرى القناة وحفر تفريعة جديدة نحو 4 مليارات دولار (31.3 مليار جنيه)، وتم توجيه باقي المبلغ لإنشاء 6 أنفاق أسفل القناة.
واقع القناة بعد سنة على حفرها
في خطاب قائد الانقلاب في مايو 2016، استعرض قائد الانقلاب السيسي إنجازات حكومته، ودافع عن قناة السويس قائلًا: “سمعت ناس بيقولوا إن إيرادات قناة السويس قلّتْ، لأ طبعًا.. إنما زادت، وأنا لما بقول كده ده كلام مسؤول”.
ورغم ذلك، أظهرت الأرقام المتاحة من هيئة قناة السويس نفسها انخفاضا في الإيرادات بقيمة 290 مليون دولار في 2015 عن 2014، وفي عدد السفن المارة أيضا.
كما أظهرت تقارير البنك المركزي بشأن ميزان المدفوعات أن حجم العائد (رسوم المرور) للقناة انخفض من 4081.4 مليون دولار قبل حفر القناة الجديدة، إلى 3877.7 مليون دولار بعد حفرها، للفترة من مارس/ يوليو 2016.
وكشف تقرير البنك المركزي عن إيرادات القناة، نهاية أبريل الماضي، عن أن رسوم مرور السفن عبر قناة السويس تراجعت بنحو 200 مليون دولار خلال النصف الأول من العام (2015 -2016)، لتحقق 2.646 مليار دولار كإيرادات، مقارنةً بإيرادات تجاوزت 2.857 مليار دولار خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
وقد دفع تراجع الإيرادات في عام 2015، واستمرار التراجع خلال النصف الأول من العام الجاري، هيئة القناة إلى إعلان تخفيض الرسوم ثلاث مرات؛ أملا في جذب المزيد من المرور الملاحي.
الأول كان في مارس الماضي، بنسبة 30% من رسوم مرور سفن الحاويات القادمة من ميناء نيويورك والموانئ الواقعة جنوبه، العابرة إلى موانئ جنوب شرق آسيا.
ثم كان التخفيض الثاني في يونيو الماضي لمدة 3 أشهر أخرى، بنسب تتراوح بين 30 و45%، حيث قررت الهيئة منح سفن الحاويات القادمة من الساحل الشرقي الأمريكي، والمتجهة إلى جنوب آسيا وجنوب شرق آسيا، تخفيضات على رسوم العبور.
وكانت المرة الثالثة في يونيو أيضا، وبنسبة 45% لناقلات النفط العملاقة الفارغة القادمة من أمريكا والمتجهة نحو الخليج العربي، بدلا من 20% سابقا، وذلك لمدة 6 أشهر، تنتهي في ديسمبر المقبل.
2% زيادة في السفن فقط
وقال المهندس ناجي أمين، مدير إدارة التخطيط والبحوث بهيئة قناة السويس، في يناير الماضي: إن القناة حققت زيادة في أعداد وحمولات السفن العابرة للقناة خلال العام الماضي مقارنة بالعام الأسبق بنسبة 2% فقط. فقد عبرت 17148 سفينة القناة في 2014، بينما عبرت 17483 سفينة في 2015 (بعد حفر القناة بخمسة أشهر) بفارق 335 سفينة.
كما تشير إحصائية لهيئة القناة إلى انخفاض نسبة السفن المارة، ليبلغ المتوسط اليومي في مارس عام 2015، 46.4 سفينة، مقابل 46.9 سفينة عام 2016.
وأظهر التقرير الأخير الصادر قبل أيام استمرار الانخفاض في عدد السفن المارة، حيث أشار إلى أن عدد السفن المارة 53 سفينة فقط في اليوم.
وتشير بيانات هيئة القناة إلى أن السبب وراء عدم تحقيق أهداف القناة هو تدني حركة التجارة العالمية، والانخفاض الشديد في أسعار البترول، وتباطؤ معدلات نمو الاقتصاد الصيني.
حصيلة الإيرادات.. خسائر
وقد أكد وزير مالية الانقلاب عمرو الجارحي أن إيرادات القناة تتراوح بين 5 و5.5 مليارات دولار هذا العام، رغم انخفاض معدلات التجارة العالمية، وهو مبلغ يعادل تقريبا ما كانت تحققه القناة قبل حفر التوسعة الجديدة أو أقل، حيث يوضح تقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن إيرادات قناة السويس سجلت 5.3 مليارات دولار خلال عام 2013-2014، وهو ما يعني أن حفر “التفريعة الجديدة” الذي تكلف 8 مليارات لم يحقق الحلم المنتظر، لكنه تحول إلى كابوس أهدر أموال المصريين.

http://www.youtube.com/watch?v=Am8GGI2YUE8

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...