“في القلب أنتم”.. الشهيد محمد السيد محمود ابراهيم سالم

الشهيد محمد السيد محمود ابراهيم سالم

نموذج لشاب متدين ، خلوق ، يحب دينه ووطنه ، ويبذل من وقته وجهده لهذا الدين والوطن ويخرج للاعتصام والاحتجاج السلمي لنصرة الحق وأهله ، هادئ الطباع ، محبوباً بين أقرانه ، تمنى الشهادة واستشعر قربها وتأهب لها ، وأحسن الله ختامه بالشهادة الخالدة ولقى الله مبتسماً في الشهداء الخالدين.

هو محمد السيد محمود ابراهيم سالم ، مواليد قرية العصافرة مركز المطرية دقهلية في 14 فبراير 1974م ، متزوج ورزقه الله مازن من مواليد 2006م وجنى من مواليد 2009م

نشأ في قريته وسافر واستقر للعمل في القاهرة في شركة المهندس الدولية ، وتميز سالم بحس وطني وإدراك للواقع السياسي المصري ومحاولات الثورة المضادة للنيل من مصر واستقلالها واستقرارها وشاهد المحاولات الدؤوبة للنيل من الهوية الإسلامية لمصر ومحاربة كل ما يتعلق بالاسلام سواء في المنهج أو التاريخ أو الهوية أو حاملي لواء هذه الدعوة من العلماء والدعاة والمنابر الاسلامية.

كان الشهيد –رحمه الله- إيجابياً ويخرج للتعبير والاحتجاج على الانقلاب العسكري بالوسائل السلمية ويعاود الاعتصام برابعة العدوية عقب العودة من عمله حيث يسكن في القاهرة.

 

إرهاصات الشهادة

حين بدأت قوات الجيش والشرطة في مجزرة فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة ، كان محمد في مهمة متعلقة بالشركة التي يعمل فيها ، وحين سمع الأخبار المتواترة عن عمليات القتل التي تحدث في عمليات الفض ، تحدث إلى شقيقه بضرورة أن يذهبا للميدان بعدما سمع استغاثات منصة رابعة وورود تزايد في عدد الشهداء.

وبالفعل تحرك مع شقيقه نحو الميدان واتصل بزوجته وأخبرها باتجاهه وقال”حاسس إني حاموت شهيد” وحاولت الزوجة القلقة من فجاعة المشاهد المعروضة في التلفاز أن تثنيه لكنه أصر واعتبر ذهابه واجب وفريضة لمناصرة الحق.

 ويروي شقيقه كمال آخر يوم من حياة الشهيد ويقول:

عقب ظهر يوم 14 أغسطس اتصلت على شقيقي محمد ورد على وقال: لسه راجع من المسجد حالا ، واتفقنا على ضرورة النزول للميدان بسلميتنا يمكن نقدر نعمل حاجة أو ننقذ حياة شخص ونساعد المصابين.

 

استشهاده

وتوضأ محمد من جديد وخرجنا نحو الميدان ونيتنا “نصرة الحق والدين وليس لنصرة شخص أو جماعة” ، ورغم عدم وجود وسائل المواصلات في ذلك اليوم إلا أننا استطعنا الوصول لميدان الساعة بمدينة نصر أمام المستشفى الميداني .

وحين رأينا الجثث والجرحي ، صرخنا بصوت عال ، ونحن نبكي وندعو ، ومن هول المشهد وحالة الهرج السائدة بالمكان ، اختفينا عن بعضنا البعض ، ورحت أساعد بعض المسعفين وأقوم بالتصوير ليشهد التاريخ جرائم هؤلاء الانقلابيين.

وفجأة .. وجدت أخي ممدداً علي الأرض مصاباً برصاصة في قلبه ، فصرخت : أخويا أخويا محمد، وكانت لحظات صعبة ، وظل أخى يردد الشهادة ولا يكف لسانه عنها ويكررها على مدار ساعتين ونصف.

كانت حالته خطيرة وأجرت المستشفى الميداني اسعافات أولية ثم نقلناه بالاسعاف لمستشفى التأمين الصحي ودخل قسم الطوارئ.

ورغم شدة الألم على شقيقي وجدته يرفع صوته ويدعو:

“اللهم لا تحرمني من لذة النظر الي وجهك الكريم”

وطلب مني مياه فسألت الطبيب وخرجت أشتري زجاجة مياه ، وأثناء ذلك نقلوه للعناية المركزة فدخلت إليه وأخذت أسقيه في غطاء الزجاجة ، وجاء الطبيب وأخبرني بأن أخي سيدخل العمليات لأن الرصاصة جرحت عضله القلب ، ودخل العلميات وخرج الطبيب ينعي لي أخى الشهيد.

دخلت عليه ورأيته مبتسماً ورافعاً إصبع السبابة ووجه مضئ فكانت بشرى الشهادة.

وظللنا طوال الليل ونهار اليوم التالي في مأساة الإجراءات وتقرير المستشفي وإجراءات النيابة وتصريح الدفن ، حتى استلمنا جثمان الشهيد وعدنا إلي قريتنا العصافرة .

عند غسله وتكفينه بعد نحو 30 ساعة من استشهاده كان جثمانه ليناً ودمه ينزف وكأنه حديث الوفاة فكانت مكرمة من الله تعالى ، وخرج الآلاف في جنازة الشهيد لوداعه إلى مثواه الأخير.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

“عمر التلمساني” مجدد شباب الجماعة ومُطلق الدعوة إلى العالمية

في مثل هذا اليوم 22 مايو 1986، أي قبل 33 سنة، ودّعت الأمة عمر التلمساني، ...