رسالة من الإخوان المسلمين إلى “قمة كوالالمبور الإسلامية”

وجَّهت جماعة الإخوان المسلمين، اليوم الأربعاء 18 ديسمبر 2019م، رسالة إلى القمة الإسلامية التي تبدأ فعالياتها اليوم في العاصمة الماليزية كوالامبور، في الفترة من 18-21 ديسمبر الجاري، بمشاركة نحو 450 باحثا وقادة المجتمع المدني ومثقفين وسياسيين من 52 دولة، يتقدمهم رؤساء ماليزيا وتركيا وإيران وقطر ورؤساء وزراء من عدة دول.

وقالت الجماعة في رسالتها، التي وصلت نسخة منها إلى “الحرية والعدالة”:” تتابع جماعة الإخوان المسلمين فعاليات انعقاد قمتكم الموقرة؛ “قمة كوالالمبور المصغرة”، التي تضم ماليزيا وتركيا وباكستان وإندونيسيا وقطر، سائلين الله سبحانه وتعالى أن يكلل جهودكم وأعمالكم بالنجاح والفلاح لما فيه خير الأمة الإسلامية جمعاء”، مثمنة انعقاد القمة هذه بمشاركة شعبية واسعة من شخصيات إسلامية، في طليعتهم قادة سياسيون، ومفكرون، وعلماء دين، في وقت تحتاج فيه الأمة الإسلامية إلى الوحدة والتكاتف والتضامن والاتحاد، سعيًا لاستنهاض هِمم شعوبها، وتحقيق نهضتها الكبرى التي تسهم بها في إنقاذ البشرية، وإخراجها من هذا التيه الذي تتردى فيه، وتستثمرها لديها من قدرات مذخورة، تخرجها من حالة الوهن والضعف التي تمر بها.

ودعت “الجماعة” القمة إلى العمل على تحقيق نهضة حضارية تعيد العالم الإسلامي إلى سالف مجده وحضارته التي نعِم العالم بها وبمنجزاتها سنوات طوالا، تلك الحضارة التي قامت على قيم الإسلام الحنيف ومبادئه وشريعته الغراء في نصرة المظلوم، ورفعة شأن العدالة الإنسانية لبني البشر جميعًا، وهو ما تفتقده الإنسانية اليوم.

وأكدت الجماعة أنها تراهن على القمة في إحداث نهضة اقتصادية غير مسبوقة يمكنها إيجاد حلول لمشكلات العالم الإسلامي الاقتصادية المزمنة؛ حيث إن “دول الاتحاد الخمس تعد الأكثر استقرارًا، والأوفر في الإمكانات وامتلاك القدرة والرغبة في حلّ مشكلات المسلمين، ووقف حروبهم وحقن دمائهم.

وأشار البيان إلى أن تركيا تحتل المركز السابع عشر عالميًّا من حيث الناتج المحلي، وتمتلك تاسع أقوى الجيوش.

كما أن ماليزيا واحدة من أرقى الدول في المنطقة تعليميًّا وصحيًّا، وصاحبة تجربة اقتصادية متميزة.

واختتم البيان بتأكيد أن تجمع تلك الدول يمثل فرصة نادرة طال انتظارها لإحياء العمل المشترك، وتمكين المسلمين من استعادة مكانتهم اللائقة بهم بين الأمم.

نص البيان:

رسالة إلى “قمة كوالالمبور الإسلامية المصغرة” باللغتين (العربية والإنجليزية)

بسم الله الرحمن الرحيم

(إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) (الأنبياء -92)

أصحاب السعادة والفخامة والسمو.. قادة ماليزيا وتركيا وإندونيسيا وباكستان وقطر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

تتابع جماعة الإخوان المسلمين- باهتمام بالغ- فعاليات انعقاد قمتكم الموقرة؛ “قمة كوالالمبور المصغرة” في الفترة من 18-21 ديسمبر الجاري، التي تضم ماليزيا وتركيا وباكستان وإندونيسيا وقطر، سائلين الله سبحانه وتعالى أن يكلل جهودكم وأعمالكم بالنجاح والفلاح لما فيه خير الأمة الإسلامية جمعاء.

ويأتي انعقاد قمتكم هذه بمشاركة شعبية واسعة من شخصيات إسلامية، في طليعتهم قادة سياسيون، ومفكرون، وعلماء دين، في وقت تحتاج فيه الأمة الإسلامية إلى الوحدة والتكاتف والتضامن والاتحاد، سعيًا لاستنهاض هِمم شعوبها، وتحقيق نهضتها الكبرى التي تسهم بها في إنقاذ البشرية، وإخراجها من هذا التيه الذي تتردى فيه، وتستثمر ما لديها من قدرات مذخورة، تخرجها من حالة الوهن والضعف التي تمر بها.

إن هذا الكيان الإسلامي المرتقب، وهذا الجهد المخلص يمثل -بما يتوفر له من إمكانات هائلة- بادرة طيبة تدفع للسير في الاتجاه الصحيح، وتبشر بتكوين نواة لتكتل واتحاد إسلامي أوسع، لا يقل قوة وكفاءة عن الكيانات الكبرى القائمة في العالم اليوم، مؤمّلين أن يحقق للأمة الإسلامية ما تصبو إليه فيما يلي:

أولَا- تحقيق نهضة حضارية تعيد العالم الإسلامي إلى سالف مجده وحضارته التي نعِم العالم بها وبمنجزاتها سنوات طوالاً، تلك الحضارة التي قامت علي قيم الإسلام الحنيف ومبادئه وشريعته الغراء في نصرة المظلوم، ورفعة شأن العدالة الإنسانية لبني البشر جميعًا، وهو ما تفتقده الإنسانية اليوم (كنتم خير َاُمةِ أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله..) (آل عمران – من الآية 110).

ثانيًا- نهضة اقتصادية غير مسبوقة يمكنها إيجاد حلول لمشكلات العالم الإسلامي الاقتصادية المزمنة؛ حيث إن “دول الاتحاد الخمس تعد الأكثر استقرارًا، والأوفر في الإمكانات وامتلاك القدرة والرغبة في حلّ مشكلات المسلمين، ووقف حروبهم وحقن دمائهم، بحسب ما صرح به رئيس وزراء ماليزيا البروفيسور مهاتير محمد، صاحب الدعوة إلى هذا التجمع..

فتركيا تحتل المركز السابع عشر عالميًّا من حيث الناتج المحلي، وتمتلك تاسع أقوى الجيوش.

كما أن ماليزيا واحدة من أرقى الدول في المنطقة تعليميًّا وصحيًّا، وصاحبة تجربة اقتصادية متميزة.

وإندونيسيا هي رابع أكبر دولة من حيث عدد السكان، وهي أكبر بلد ذي غالبية سكانية مسلمة، وتملك واحدًا من أكبر الاقتصاديات في جنوب شرق آسيا، وهي عضو في مجموعة العشرين..

أما باكستان فهي خامس دولة من حيث عدد السكان عالميًّا، وتمتلك خبرات تقنية عالية في المجال الدفاعي، ومن أعضاء النادي النووي..

وأما قطر فهي من الدول مرتفعة الدخل، ويدعمها ثالث أكبر احتياطيات العالم من الغاز الطبيعي واحتياطيات النفط، وهي الدولة العربية الأكثر تقدمًا في مجال التنمية البشرية..

وهذه الدول مجتمعة تمتلك موقعًا جغرافيًا كبيرًا ممتدًّا بين أوروبا وآسيا.

إن تحقيق النهضة الاقتصادية المنشودة وتواصلها على الساحات الإسلامية وما فيها من خيرات، لا شك يسهم في تمتين الصف الإسلامي وتخليص الكثير من دول العالم الإسلامي من مشكلاته، ويساعد على تماسك المجتمعات، واستقلال القرار الوطني، والحفاظ على سيادتها على أراضيها، ولا يجعلها رهنًا للمساومات والتبعية، وعرضة للقلاقل والتفريط في السيادة.

ويستتبع ذلك بكل تأكيد تعاونٌ أمنيٌّ ودفاعيٌّ، يحافظ على سيادة الدول، ويصدّ كل طامع في أراضيها وثرواتها، ويفسح المجال لترسيخ الحرية والعدالة، وصون الكرامة الوطنية، في عالم يعيش عصر الكيانات الكبرى التي تهدد بمشاريعها الدول والكيانات الصغيرة.

ثالثًا- تحقيق وحدة سياسية في المواقف والتوجهات الإستراتيجية، تدافع عن حقوق المسلمين، وتطرح قضاياهم العادلة بقوة على المائدة الدولية، وتنال اهتمام العالم؛ للنظر فيها بعين الاحترام، وتتبنى قضايا الشعوب المسلمة المضطهدة  في فلسطين وكشمير والروهينجيا والإيجور، وقضايا مسلمي إفريقيا، وقضايا شعوب مسلمة أخرى.

والإخوان المسلمون إذ يثمنون هذه الخطوة التاريخية الكبرى، فإنهم يؤكدون أن التعاون والتحالف بين أبناء الأمة على البر والتقوى هو أصل من أصول الإسلام، ويمثل ضرورة حياة: “وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان” (المائدة – من الآية ٢).

كما يؤكدون أن الوحدة بين شعوب الأمة فريضة إسلامية وضرورة إستراتيجية.. (إن هذه أمتكم أمةً واحدةً وأنا ربكم فاعبدونِ) (الأنبياء -92)، وهو ما يحدونا إلى توجيه تحية واجبة لتلك الخطوة، وتحية إلى الداعي والمؤسسين لانطلاقها، والقادة الذين يشاركون فيها، كما نتمنى على قادة العالم الإسلامي، على امتداد أقطاره، المبادرة بالانضمام إلى هذا التجمع الذي يمثل فرصة نادرة طال انتظارها لإحياء العمل المشترك، وتمكين المسلمين من استعادة مكانتهم اللائقة بهم بين الأمم .

نسأل الله لكم التوفيق والسداد لتحقيق كل ما تصبو إليه الأمة، من أهداف وآمال، إنه وليُّ ذلك والقادر عليه .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

والله أكبر ولله الحمد

الإخوان المسلمون

الأربعاء ٢١ ربيع الآخر ١٤٤١ هجريًّا = الموافق ١٨ ديسمبر ٢٠١٩ ميلاديًّا

x

‎قد يُعجبك أيضاً

“الإخوان”: الشرعية عادت للشعب صاحب الحق الأصيل فيها

أكدت جماعة “الإخوان المسلمون” أن الشعب هو صاحب الشرعية، التي منحها للرئيس الشهيد محمد مرسي ...