إتاوة الكارتة.. الشرطة تجمع ثمن الورد والشوكولاتة التي وزعتها على المصريين!

صعّدت شرطة الانقلاب من جمع “إتاوات الطرق” عن طريق “الكارتة”، وتحرير المخالفات المرورية الجزافية لأصحاب السيارات النقل والملاكي، و”طَفَحَ” المصريون الشوكولاتة التي وزعتها عليهم الشرطة، يوم 25 يناير الماضي، بغية التقاط صورة لمشهد وواقع غير حقيقي تظهر فيه الشرطة والشعب في حالة غرام ساخن.

واحتفلت مليشيات الأمن بميدان التحرير بمرور 68 عامًا على عيد الشرطة، بتوزيع الورود والشوكولاتة والهدايا على المصريين، الأمر الذى قابله المصريون بالريبة والتوجس؛ نظرًا للمذابح التي ارتكبتها الشرطة أثناء ثورة 25 يناير 2011 وما زالت في حق الشعب.

دلع الجيش

ومنذ أن سيطرت سلطة الانقلاب على مقدرات البلاد في يوليو 2013، والسفيه السيسي يتخذ من قادة القوات المسلحة حماية له، ولاسترضائهم يُجزل لهم العطاء، فلا يكاد يمر شهران أو ثلاثة أشهر إلا ويصدر قرارًا أو قانونا بزيادة الرواتب والمعاشات، وكذلك نقل تبعية وإدارة الكثير من الطرق للقوات المسلحة.

وهو ما دفع الجيش لإنشاء الهيئة الوطنية للطرق والكباري، والتي تفرض بدورها رسوم مرور وعبور على السيارات، وهي رسوم مبالغ فيها، وتُمثّل عبئا على أصحاب السيارات، وخاصة سيارات النقل والأجرة التي يتكسّب أصحابها منها، بينما تقوم الشرطة بجمع الإتاوة لصالح الجيش وتأخذ حصتها من الحصيلة.

“محمود صالح راضي”– سائق شاحنة تعمل في نقل الرمال والزلط لأحد المستودعات – يقول: “فرْض الرسوم الجديدة عبءٌ جديد علينا؛ لأن كل ما نمر من طريق لازم ندفع كارتة، والزيادة اللي حصلت دي غير منطقية، يعني السولار يزيد ورسوم العبور تزيد وكل حاجه مولعة نار، طيب نعيش إزاي؟ وهو لما يعمل لنا طريق جديد علشان يختصر الوقت ياخد هو اللي هنوفره من السولار طيب إيه اللي أنا هستفاده؟”.

والمثير أن حصيلة رسوم عبور كوبري مثل كوبري تحيا مصر ستحوّل إلى صندوق خاص بالشركة بعيدا عن خزانة الدولة، رغم تحمل الموازنة العامة تكاليف إنشائه، على غرار جميع الطرق والكباري الجديدة بعهد السفيه السيسي، التي تمول من أموال دافعي الضرائب، بينما تذهب حصيلة رسوم عبورها إلى حسابات خاصة بقيادات الجيش.

شركاء في النهب

ولم تكتف الشرطة بما يفعله الجيش بفرض الإتاوات على الطرق ونهب المصريين، بل إنها كشريك في الانقلاب والقتل والإجرام، أطلقت أشخاصًا لهم “سوابق إجرامية” لممارسة البلطجة على أصحاب السيارات، عن طريق فرض إتاوات عليهم من “حرافيش الطريق”؛ نظير عبورهم على الطريق أو مقابل تحميل ركاب من داخل المواقف لصالح أمناء الشرطة الذين يتقاسمونها من السادة الضباط.

وتكون بفرض 5 جنيهات على كل سيارة تعمل داخل المحافظة, و20 جنيهًا على التي تسافر إلى المحافظة المجاورة، و50 جنيهًا على المحافظات البعيدة، وإلا العبث بالسيارة، أو تعنيف السائقين الرافضين لتلك الممارسات، والذين يشاهدهم المواطن، وهم أشخاص لا يتجاوز عددهم شخصين أو ثلاثة أو 5 أشخاص, ولكنهم يتحكمون فى العديد من السائقين، ويرون أن هذه الأموال حق مشروع لهم ورثوها، ولا يمكن الجدال فى قضية جمعها أو مشروعية تحصيلها، ولا يُسمح بالنقاش فى تفاصيل انتسابهم لأى جهة وكلتهم بها!.

إنها “جمهورية الكارتة” التى أنشأها العسكر وتديرها الشرطة، وينتشر أفرادها من المسجلين وأصحاب السوابق فى العديد من مواقف سيارات تحميل الركاب العشوائية، يطلقون على أنفسهم مصطلح “سايس المواقف”، ينتشرون بصورة كبيرة فى محافظتي الجيزة والقاهرة، وبعض مراكز المحافظات، تطاردهم أجهزة الأمن ظاهريا بشكل مسرحي كل يوم، لكن سرعان ما يعودون إلى نشاطهم مرة أخرى، بعضهم يحمل “عصاة” أو “آلة حديدية” لترهيب السائقين المتمردين على الدفع، يجمعون الرسوم لصالح الشرطة دون سند ورقى أو إيصال دفع.

وفي رد فعل سابق ضد قانون المرور لعام 2018، أعلن سائقو السرفيس بمنطقة شبرا الخيمة بالقليوبية ومنطقة العتبة بالقاهرة الاعتصام والإضراب عن العمل، وهو ما أصاب الحركة المرورية بالشلل في مناطق مكدسة بالسكان، وجاء موقف السائقين احتجاجا على قانون المرور الجديد، وممارسات أمناء الشرطة الذين يفرضون إتاوات على السائقين مقابل بعض المخالفات، وهو ما أثار تساؤلات حول ضمانات وحقوق المواطن العادي تجاه أي ممارسات غير قانونية من قبل عصابة الانقلاب، ومدى تأثير مثل هذه الممارسات على الأهداف التي صدر من أجلها قانون المرور.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...